قال كبير المتحدثين باسم الحكومة اليابانية اليوم: إن الهيكل الداخلي للمفاعل النووي الذي تأثر من الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد يوم الجمعة وموجات المد العاتية (تسونامي) التي أعقبته، قد يكون تعرض للدمار، وأن نسبة الإشعاع عالية جدا هناك لدرجة أن العمال لم يعدوا قادرين علي دخول المبنى. وشوهد الدخان يتصاعد اليوم من المفاعل رقم 3 في المنشأة الموجودة في فوكوشيما، التي تضم ستة مفاعلات عقب نشوب حريق لليوم الثاني في المفاعل رقم 4. وقال كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني ، يوكيو إيدانو ، إن هناك معلومات محددة عن هيكل المفاعل رقم 3 ، وهو أحد هياكل الاحتواء الثلاثة للمفاعل والمصممة لمنع تسرب المواد الإشعاعية وأضاف إن ربما يكون حدث تسرب إشعاعي اليوم. وقد وصل معدل الانبعاثات الإشعاعية في المحطة لمستويات قياسية أمس. وقال إيدانو إنه تم رصد مستوي الإشعاعات عند 1000 ملي سيفرت وفي صباح اليوم أظهرت القياسات أن مستويات الإشعاع تراوحت ما بين 600 إلى 800 ملي سيفرت. ويؤدي التعرض لإشعاعات عند مستوي ألف ملي سيفرت للإصابة بالتسمم الإشعاعي. وتساوي هذه الجرعة 250 مرة ما يتلقاه المرء في عام، ولكن من الممكن أن يعاني المرء من مشاكل صحية عند وصول الجرعة ل400 ملي سيفرت. وقال متحدث باسم وكالة السلامة النووية اليابانية لشبكة إن إتش كيه، إن العمال لم يعد بإمكانهم دخول غرفة التحكم بالمفاعل 3 لأسباب تتعلق بالسلامة. وكانت النيران قد اشتعلت بالمبنى نفسه أمس الثلاثاء، مما أدى لانبعاث إشعاع واضح في الغلاف الجوي. وكان يعتقد أن النيران تمت السيطرة عليها في وقت لاحق أمس، ولكن اندلعت النيران مجددا في الجزء نفسه من المحطة اليوم. وهناك مخاوف من انخفاض مستويات المياه داخل حوض تخزين القضبان النووية المستنفدة بالمفاعل رقم 4، الأمر الذي يجعل الوقود مكشوفا، ومن ثم يصبح عرضة للسخونة والانصهار. وقالت شركة طوكيو للطاقة الكهربائية (تيبكو)، المشغلة لمحطة فوكوشيما، اليوم الأربعاء إنها تبحث رش حمض البوريك بواسطة مروحية لمنع قضبان الوقود النووي المستنفدة من الوصول إلى حالة حرجة من جديد وإعادة بدء سلسلة تفاعلات في المفاعل 4 الذي يعاني من المشاكل. ولكن إيدانو قال إن هذه الخطة تمثل خطورة كبيرة. وأفادت كيودو نقلا عن مسئولين بشركة تيبكو أن حوالي 70% من قضبان الوقود النووي أتلفت في المفاعل رقم 1 بالمنشأة رقم 1 في فوكوشيما و33% في المفاعل رقم 2 . ويعتقد أن قلوب المفاعلات قد تعرضت لانصهار جزئي عقب تعطل وظائف التبريد بها بعد الزلزال وموجات تسونامي التي هزت المنطقة يوم الجمعة الماضي. وقد تعطلت أنظمة التبريد في جميع المفاعلات الستة في المحطة بعد الزلزال الذي بلغت قوته تسعة درجات علي مقياس ريختر و التسونامي، ويعمل الفنيون منذ ذلك الوقت علي منع حدوث انصهار في ظل ارتفاع حرارة قلوب المفاعلات و مستويات الإشعاع، وقد وقعت انفجارات في بعض المفاعلات منها المفاعل الثالث أمس الأول الاثنين. وقال إيدانيو إنه لا توجد خطط لتوسيع منطقة الإجلاء حول المحطة التي تبعد 250 كيلو مترا شمال طوكيو، وكانت السلطات قد أصدرت أوامرها للمواطنين الذين يعيشون في محيط 20 كيلو مترا من المحطة بمغادرة منازلهم وأن الذين يبعدون 30 كيلو مترا عن المحطة أن يلزموا منازلهم والإبقاء علي النوافذ والأبواب مغلقة.