تقيم ورشة الزيتون في السابعة من مساء غد الإثنين ندوة لمناقشة ديوان "تمارين لاصطياد فريسة" للشاعر والإعلامي على عطا، والصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب. يناقش الديوان الدكتور محمد سيد إسماعيل، والقاص والروائي صبحي موسى، والشاعر عمر شهريار، ويدير الندوة الكاتبة حنان الدناصورى. جدير بالذكر أن الديوان مكون من 21 قصيدة، وينقسم إلي قسمين الأول بعنوان "أرنو بعينين دامعتين .. أشدو بصوت حزين" والثاني بعنوان "تدفقي فليس هذا أوان حبس الماء" وفي هذا الديوان يكتب الشاعر قصائده بمزاجين مختلفين، بعضها يُعيدك إلى زمن بريء ومتحرّر من التباس الواقع، وبعضها الآخر يضعك أمام حاضر ملئ بالأسئلة التي قد تصعب الإجابة عنها. وقد يكون اختلاف الأمزجة الشعرية في الديوان نفسه عائدًا إلى كتابته في أوقات مختلفة، أي قبل الثورة وبعدها. قصائد عطا لا تعرض صورة واضحة عن مصر ما بعد الثورة، إلاّ أنّها تعكس بشفافية قصوى الواقع الراهن الذي يعيشه وطنه، وهذا ما بدا جليًّا في القصيدة الأولى من الديوان. الموت، الملل، الغياب... هي أسئلة كثيرة تُحاصر الشاعر الذي لا يُبدي اهتمامًا بمعرفة أجوبتها، لمعرفته بعدم وجودها ربما، ويعمل على الاستعاضة عنها بالحبّ القادر وحده على انتشال المرء من صراعاته: «ليست عندي إجابات/ فأنا مثلك مملوء بالأسئلة/ لكنني أسعى نحو مزيد منها/ دون أن أفكر لحظة/ في طرحها عليك/ ليس أمامك سوى الاستغناء بي/ عن العالم/ أنا الذي لا يصلح لتحمّل أيّ قدر من الألم/ ولا يستطيع حتى أن يكتب/ عن جاره الذي يعتصر أرضاً ليست له/ ويُرغم السائرين في أمان الله/ على الموت رعباً». (من قصيدة « فيما المخالب مستكينة في غمدها»). ورغم الأسى الذي تحمله تيمات هذا الديوان، فإنّ أسلوب عطا العفوي يحوّل المعاناة إلى دهشة «مرهقان/ مع أننا لم نقطع/ ولو مجرد خطوة/ نحو ما نعتقد أنّ فيه خلاصنا/ ويدي/ ملوثة بدمك/ الذي لم ينزف بعد» (قصيدة «خلاص»).يعمل علي عطا في مجموعته الشعرية هذه «تمارين لاصطياد فريسة» على عنصر التكثيف الذي يضغط أفكاره المتدفقة بوجلٍ لافت. ورغم وفرة صوره ومجازاته، تبقى لغة علي عطا غير غنية بمعناها الشعري، وهذا ليس نقصاً في كتابته، بل هي نقطة تُحسب له لكونه اختار لغة من صميم الحياة اليومية، بكلماتها المعروفة ومفرداتها المتداولة، ونجح في أن يرفعها إلى مصاف اللغة الشعرية الجميلة والموحية «عسل/ وتمر/ وماء/ وصفتك المنقولة/ لعلاج الاكتئاب/ ربما أجرّبها/ ذات يوم». (اكتئاب). يهدي علي عطا ديوانه الجديد إلى الكاتب الراحل إبراهيم أصلان، ولا ندري إن كان طيف أصلان هو المقصود في قصيدة «مشهد أخير» أم لا، لكنّ روحه تبقى هي الهائمة على مجمل قصائد الرحيل في الديوان.