قال فضيلة الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم: إن من المبادئ الكلية لتفسير نصوص القرآن الكريم الالتفات إلى المعاني لبيان أن ما تفعله جماعات التشدد والإرهاب هو محاولة لعزل الأمة الإسلامية عن العالم كله، بل عزل طائفة من الأمة ذاتها داخل الأمة من أجل دعاوى ما أنزل الله بها من سلطان. وتابع مفتي الجمهورية بالقول: كذلك من المبادئ الكبرى لتفسير النصوص القرآنية أيضًا مراعاة حفظ مقاصد الشريعة الكلية، وهي الكليات الخمس: الدين والنفس والعقل والنسل والمال، وأن الإسلام قد أناط تلك الكليات بصفة الإنسانية المجردة بقطع النظر عن العرق أو الدين؛ فهي ليست خاصة بالمسلمين فقط دون سواهم، بل إن الإسلام بالغ في التنبيه على رعاية حقوق الإنسان لغير المسلمين؛ نظرًا إلى فلسفة الإسلام في المساواة بين البشر جميعًا في الحقوق والواجبات. جاء ذلك في محاضرته التي ألقاها ضمن سلسلة المحاضرات الدينية لشهر رمضان التي تقدمها جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، تحت شعار "القيم الكبرى في القرآن الكريم" التي تُعقد عبر الإنترنت، وتهدف إلى توعية الطلبة وعامة الناس بمنهج التفسير الحضاري للقرآن الكريم، والمبادئ الكلية لنصوص تفسير نصوصه. واختتم حديثه قائلًا: هكذا كان التفسير الحضاري للقرآن الكريم دافعًا إلى معاني التآزر الإنساني وتكامل المجتمعات الإنسانية في مواجهة القضايا الإنسانية الكبرى كالتأمين العام للغذاء والدواء، ومقاومة الجوائح العالمية كفيروس "كورونا"، والتعاون الإنساني في الحفاظ على النفس البشرية في مواجهة الكوارث الطبيعية، ومحاربة الجرائم العالمية كالاتجار بالبشر وصناعة وترويج المخدرات، وغير ذلك من أوجه التعاون الإنساني.