صعدت إيران الفترة الماضية من استفزازاتها النووية وذلك بعد إعلانها تخليها عن الاتفاق النووي ورفعها مستوى تخصيب اليورانيوم، وجاء ذلك بالتزامن مع تقليص عمل مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهو ما أشعل فتيل التوتر مع واشنطن والغرب الذي يواصل الجهود الدبلوماسية لإعادة العمل بالاتفاق الذي انسحب منه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في عام 2018، إلا أن طهران أكدت أنها لن تعود للاتفاق حتي رفع العقوبات عنها. وتتزايد مخاوف الغرب من البرنامج النووي الإيراني ، وذلك بعد أن أصبحت الشفافية معدومة وبعد أن أكدت التقارير الدولية أنها بصدد امتلاك قنبلة نووية وأنها تماطل لكسب الوقت وتحقيق أعلى مكاسب ممكنة في حال تم إبرام اتفاق جديد، ومن جانبه شدد المدير العام للوكالة الدولية رافاييل جروسي أن عمليات التفتيش يجب أن تستمر ولا يجب أن تكون ورقة مقايضة. وأكدت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية أن طهران تستخدم سياسة الابتزاز والمساومة مع الغرب ، إذ أنها نجحت في استخدام أذرعها وفصائلها الموجودة في العراق وسوريا وغيرهما من الدول في استهداف المصالح والقواعد الأمريكية في وآخرها كان استهداف إيران لقاعدة عين الأسد بالعراق والذي جاء قبل زيارة البابا فرانسيس بيومين . كما ألقت واشنطن باللوم علي الفصائل المدعومة من إيران في الهجوم الذي استهدف قاعدة عسكرية أمريكية في مطار أربيل الدولي ، وسبق استهداف مرافق عسكرية ودبلوماسية غربية بصواريخ وعبوات ناسفة، لكن غالبية أعمال العنف تركزت في بغداد، وتورطت فيها إيران. كما كثفت الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران هجماتها علي السعودية، وفي لبنان اتهمت واشنطن ميليشيا حزب الله بممارسة سياسة الضغط القصوى ضد واشنطن عبر الاغتيالات في لبنان. ويرجع التصعيد الإيراني إلى قناعة نظام الملالي بأن الملف النووي هو الورقة الرابحة والقادرة علي تقوية موقفها وخدمة مصالحها التي تتعارض مع واشنطن ومع الدول الأوروبية، خاصة أنه لا يوجد أي خطر حقيقي يحاصرها.