نحن سكان جمهورية مصر العربية حوالي 103 ملايين نسمة، وثلثا هذا العدد يعيش على 6% فقط من المساحة الإجمالية للدولة، مما جعل وادي النيل من أعلى الكثافات السكانية في العالم. وننمو سنويا بمقدار حوالى 2% اى اننا نزيد أكثر من 2 مليون مولود. وهذا الرقم يجعلنا لا نشعر بأى تحسن فى اوضاعنا الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والصحية، رغم سباق الدولة مع الزمن. فمثلا عدد سكان السويد حوالى 10 ملايين نسمة ومعدل النمو السكانى أحيانا يكون بالسالب، والدنمارك سكانها حوالى 5 ملايين نسمة ومعدل الزيادة السكانية ٫38% وهناك توقع بالانخفاض الى ٫19% عام 2050، والنرويج 5 ملايين نسمة ومعدل زيادتهم السنوية ٫94%. لك الله يا مصر فنحن نزيد سنويا حوالى 2.1 مليون نسمة اى أكبر من معدل الزيادة فى هذه الدول مجتمعة!! ولك ان تتخيل كم الفصول والشقق وغرف المستشفيات ووسائل المواصلات وفرص العمل .. الخ، التى نحتاجها لمجابهة هذه الزيادة السنوية الرهيبة؟ فالرهان على الكبار من أهالينا رهان قد يكون خاسرا، اما الأطفال فهو رابح لا محالة. فى رياض الأطفال والمرحلة الابتدائية لابد أن تكون مخاطر الزيادة السكانية حاضرة فى مناهجهم الدراسية، وان تنظيم النسل لا يتعارض مع الإسلام أو المسيحية. ونعرفهم بأن الرسول علية الصلاة والسلام سيباهي بنا يوم القيامة إذا كنا علماء وأدباء وعلى قدر كبير من حفظ حدود الله، وهذا لا يتماشى مع زيادتنا العشوائية التي يربي أغلبها الشارع، اعتقد أننا فهمنا قصده على أنه «الكم» مع أن منطقه "صلى الله عليه وسلم" في الدعوة كان ينصب على «الكيف». فالمسجد والكنيسة عليهما العبء الأكبر في حل هذه المعضلة الأزلية.