ما يحدث في واشنطن هذه الأيام جديد ومثير.. فبعد ما أطلق عليه (مظاهرات الرعاع) أمام مبني الكونجرس التي أدت لمقتل خمسة أشخاص, وبعد أن تسلم بايدن رئاسة البلاد في مشهد فريد لم يرافقه خلالها لمنصة التنصيب سلفه الغاضب ترامب الذي امتنع عن حضور الاحتفال محطماً تقليد عمره 150 عاماً, ولم يشهده, لأسباب أمنية, عشرات الآلاف من المواطنين الأمريكيين كانوا يحرصون علي حضور هذه المناسبة.. بعد كل هذه الأحداث المذهلة يجري الآن الإعداد لمحاكمة رئيس خاسر ترك الحكم فعلياً رغم عدم اعترافه بالهزيمة.. حيث أعلن تشاك شومر زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ أن محاكمة ترامب ستبدأ في 8 فبراير المقبل مشيراً إلي أن تمرد 6 يناير في مبنى الكابيتول بتحريض من الرئيس السابق كان يوماً لن ينساه أحد ومؤكداً أن الجميع يريد أن يتجاوز هذا الفصل الفظيع من تاريخ الأمة ,لكن التعافي والوحدة لن يتحققا إلا إذا كان هناك صدق ومساءلة! المحاكمة إذن قادمة.. لكن هدفها هذه المرة ليس كسابقتها محاولة عزل ترامب أو إقالته لأنه غادر البيت الأبيض بالفعل ولكن لمنعه من ممارسة حقوقه السياسية وعلي رأسها فكرة ترشحه مجدداً للرئاسة في عام 2024.. وإذا حدث هذا سيصبح حدثا فريداً جديداً يضاف لسجلات الرجل المدهشة!! ويبدو أن كل هذه التطورات المذهلة لن تكون الأخيرة الفريدة في مجريات الأحداث علي الساحة الأمريكية .. فقد حذر جون كورنين السناتور الجمهوري بمجلس الشيوخ من أن محاكمة ترامب في المجلس للمرة الثانية قد تؤدي إلى محاكمة رؤساء ديمقراطيين سابقين إذا استعاد الجمهوريون السيطرة على المجلس بعد عامين وقال في تغريدة موجهة لزعيم الأغلبية الديمقراطية بالمجلس إذا كانت محاكمة رؤساء سابقين فكرة جيدة.. فماذا عن الرؤساء الديمقراطيين السابقين عندما يستعيد الجمهوريون الأغلبية؟! ما حدث في أمريكا لم يكن ليخطر علي بال أحد.. ولكن يبدو أن المسلسل لم ينته بعد.. وأن الفترات المقبلة ستشهد تطورات لا تقل إثارة!!