أصبحت قناة «ماسبيرو زمان» على التليفزيون المصرى من أكثر القنوات مشاهدة وهى تنافس الآن بقوة ما يقدم على القنوات الأخرى حتى قنوات القطاع الخاص.. وأنا أعرف أن فى مبنى ماسبيرو العريق مكتبة فنية وثقافية لا يوجد لها مثيل فى أى مكان آخر رغم أن أشياء كثيرة منها تسربت فى ظروف غامضة إلى تليفزيونات عربية .. وهناك برامج ولقاءات لا توجد عندنا نسخ منها وقد فتحت تليفزيونات عربية قنوات مشابهة والغريب انها تقدم برامج ومسلسلات مصرية.. إن التليفزيون لم يفرج عن كل ما لديه من أعمال فنيه وبرامج ثقافية بل إن مكتبة القرآن الكريم صوتا وصورة لقراء مصر العظام فى العصر الذهبى تمثل كنزا لا يعوض، فمن أين نأتى الآن بهذه الأصوات؟.. وهناك أيضا أحاديث لكبار كتابنا ومبدعينا وهى ثروة من التراث العريق ومن أجمل ما تشاهد أفلاما قصيرة عن مصر زمان .. ولدى التليفزيون تسجيلات نادرة عن كل الأحداث الكبرى التى مرت بها مصر .. إن قناة ماسبيرو زمان لابد أن تستثمر إقبال الناس على مشاهدتها وهى أعمال لا وجود لها الآن.. والشىء الغريب أن الكثير منها ينتشر على اليوتيوب ووسائل التواصل الاجتماعى ولا أحد يعلم من أين تجىء هذه التسجيلات وما هى مصادرها.. أمام تراجع المستوى الفنى والثقافى والإبداعى فى معظم ما يقدم على الشاشات يبقى لدينا إبداع جميل فى عصور ذهبية يجب أن نحافظ عليه ونشجع أجيالنا المقبلة أن تعيش معه وتدرك قيمة الفن الجميل .. من أجمل الأشياء التى تمتعنى أن أشاهد أفلاما قصيرة عن مصر زمان واتمنى لو شاهدها أبناؤنا. إن أجمل ما تورث الشعوب لأجيالها المقبلة الجمال، لأنه اغلى ما يميز البشر.. أطالب المسئولين فى ماسبيرو بالإفراج عن كنوز الإبداع المصرى فى عصره الذهبى واستغلال رغبة الناس فى العودة إليه .. بل إننى اتمنى لو استطاعت القنوات الخاصة الحصول على حق عرض هذه الأعمال وقد يسهم ذلك فى خروج ماسبيرو من أزماته المالية.. فى فترات التراجع الإبداعى تعود الشعوب إلى جذورها وإبداعها الجميل.. * نقلًا عن صحيفة الأهرام
