عبدالله عبد السلام أفق جديد بعد إعلان فوز بايدن بانتخابات الرئاسة الأمريكية، وصفه نيتانياهو بالصديق القديم الذى كان يتسكع معه فى الثمانينيات، مدعيا قدرته على نسج علاقة مثالية معه، رغم أنه ألقى كل البيض بسلة ترامب متخليا عن سياسة إسرائيل الدائمة بعدم التدخل فى الشئون الداخلية الأمريكية، وهو ما جعل الحزبين الديمقراطى والجمهورى يتنافسان تاريخيا على دعمها واحتضانها. يتخوف نيتانياهو من توجهات إدارة بايدن؛ لإدراكه أن هناك خلافا سياسيا وفكريا حقيقيا معها. إنه النسخة الإسرائيلية من ترامب ، كما تقول الصحفية تسيبى شيمولوفيتش. يصف المحتجين ضده بمعاداة الصهيوينة. اعتبر الإعلام عدوا للشعب. من ينتقده من الليبراليين الأمريكيين معاد للسامية، ومن اليهود كاره لنفسه. بدلا من محاربة كورونا، حرض الإسرائيليين على محاربة بعضهم. أليست هذه هى ال ترامب ية؟. سيصطدم نيتانياهو مع بايدن فى النزاع مع الفسطينيين والاتفاق النووى مع إيران. الرئيس المنتخب يحبذ العودة للاتفاق مع طهران بعد انسحاب ترامب منه، لكنه ليس فى عجلة من أمره، وسيسعى لتعديل بنوده والحصول على ضمانات أكبر منها. فلسطينيا، لم تعد موافقة واشنطن على ضم إسرائيل أجزاء بالضفة واردة، ولن يلقى حديث نيتانياهو عن رفض العودة لخطوط ما قبل 67، أذنا أمريكية صاغية، كما أن بايدن اعتبر المستوطنات دائما عقبة أمام السلام. لكنه ليس واهما كى يعتقد أن بإمكانه تحقيق ما عجز عنه الرؤساء السابقون. كل ما يمكنه عمله، استئناف الاتصالات مع الفلسطينيين والتوقف عن معاقبتهم كما فعل ترامب . بايدن يدرك قوة اللوبى الصهيوني، لذا لن يصل بالخصومة مع نيتانياهو للعلانية، كما حدث مع أوباما، بل إن بعض تصريحاته أوحت بموافقته على بقاء الكتلة الاستيطانية تحت السيادة الإسرائيلية. تاريخه السياسى يؤكد أن العلاقات الأمريكية الإسرائيلية لن تتضرر، لكن المتباهى نيتانياهو لن يجد نفس الحظوة التى أحاطه بها ترامب ، ولن يتبختر كثيرا على سجاد البيت الأبيض. سيفتقد نيتانياهو هدايا ترامب ، والمدفوعة الثمن فلسطينيا. عليه استدعاء مخزون خبراته فى التعامل مع الإدارات الأمريكية ليتواءم مع الأوضاع الجديدة، لذا سيحاول التذاكى لإثبات أن صديقه القديم ليس أقل كرما من ترامب . نقلا عن صحيفة الأهرام