د. أسامة الغزالى حرب كلمات حرة تاريخ هذا اليوم (2 نوفمبر) يدق فى أذهان جيلى جرسا منبها، إنه تاريخ ما درجنا على حفظه وتكراره بأنه الوعد المشئوم ، أى الوعد الذى ضمنه وزير خارجية بريطانيا آرثر بلفور فى رسالة أرسلها بتاريخ 2 نوفمبر 1917 إلى اللورد ليونيل دى روتشيلد (الذى كان واحدا من أبرز وجهاء اليهود الإنجليز فى ذلك الوقت) ونصه: تنظر حكومة صاحب الجلالة بعين العطف إلى إقامة وطن قومى للشعب اليهودي، وستبذل غاية جهدها لتحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جليا أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التى تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة فى فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسى الذى يتمتع به اليهود فى أى بلد آخر. لقد كانت تلك الرسالة الوعد جزءا من الترتيبات البريطانية ل إعلان الحرب على الدولة العثمانية فى غمار الحرب العالمية الأولى . وسبقتها اتفاقية سرية بين فرنساوبريطانيا وروسيا القيصرية اشتهرت باسم الدبلوماسيين البريطانى مارك سايكس والفرنسى فرانسوا جورج بيكو، لاقتسام السيطرة على ميراث الدولة العثمانية خارج شبه الجزيرة العربية، فخص بريطانيافلسطين والأردن وجنوبالعراق أما فرنسا فنالت سوريا ولبنان فضلا عن شمال العراق وجزء من جنوب تركيا! أما شبه الجزيرة العربية فكانت موضوعا لمراسلات بين شريف مكة فى ذلك الوقت الشريف حسين وبين المعتمد البريطانى فى مصر السير هنرى مكماهون وعد فيها بموافقة بريطانيا على استقلال عرب الجزيرة العربية (عدا محمية عدن) مقابل إشعال شريف مكة الثورة ضد الدولة العثمانية واشتهرت تلك المراسلات باسم الحسين مكماهون فيما عرف باسم الثورة العربية الكبري ! وعد بلفور إذن كان جزءا من مخطط استعمارى كامل فى المشرق العربي. ولاشك أن عرب فلسطين قاموا بجهود بطولية لمواجهة نتائج وعد بلفور ، ولكننى شخصيا كنت أكره اكتفاء العرب بشتم وعد بلفور ونعته بالمشئوم دون أن يفعلوا لعقود عديدة شيئًا جادًا وفعالًا ضده! * نقلًا عن صحيفة الأهرام