د. أسامة الغزالى حرب كلمات حرة أعود إليك اليوم عزيزي القارئ بعد إجازة قصيرة قضيتها في رحلة لمدة ثلاثة أيام إلى مدينة رأس البر مع مجموعة صغيرة من زملاء دفعتي من خريجي كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة دفعة 1969، أي الذين تخرجنا منذ واحد وخمسين عاما! وليس سرًا أنني من عشاق رأس البر وأنني كتبت عنها وعن أحوالها مرارًا، غير أن ما فوجئت به أن غالبية أعضاء المجموعة (وكلهم في السبعينيات من العمر طبعًا وتولوا جميعا مراكز مرموقة في كل القطاعات) لم تزر رأس البر من قبل، مع أن معظمهم زار بحكم عمله أو كسياحة عادية، الكثير من بلاد العالم! وفي خلال ثلاثة أيام اكتشف أعضاء المجموعة تلك المدينة الجميلة، أولا، بموقعها الفريد، عند التقاء فرع دمياط لنهر النيل مع البحر المتوسط ، عند منطقة اللسان الشهيرة. وثانيًا، بثروتها السمكية الطازجة الهائلة التي تأتي بها أساطيل صيد عزبة البرج الشهيرة. التي يصل إنتاجها إلى أنحاء كثير من مصر. وثالثا بمنتجاتها التقليدية الرائعة من الحلوى المتنوعة ذائعة الصيت، وكذلك الجبن الدمياطية الشهيرة. إنني هنا أستعمل بدقة تعبير اكتشاف ، فذلك هو الانطباع الذي تولد كما قلت لدى زملاء الدفعة الأعزاء جميعًا؛ سواء كانوا من أساتذة الجامعة الكبار أو الوزراء السابقين أو السفراء المرموقين أم من رجال الأعمال... إلخ. غير أنني مدين باعتراف لا بد أن أدلي به إزاء د. محمد البرادعي محافظ دمياط الأسبق الذي تحمس لإنشاء فندق خمس نجوم تديره شركة عالمية عند منطقة اللسان ، وكنت في حينها معارضًا للفكرة حفاظًا على الطابع التقليدي لرأس البر وعلى انفتاح شارع النيل الشهير إلي منتهاه عند اللسان، لقد بدا لي واضحا الإقبال الشديد على الفندق الكبير على نحو يثير الإعجاب. أما مدينة رأس البر نفسها اليوم فإنني لا أتردد في التنويه المستمر بالأداء الرائع لمحافظ دمياط الدكتورة منال عوض والذي لم يصعب على المجموعة كلها أن تلمس آثاره في كل أنحاء رأس البر! * نقلًا عن صحيفة الأهرام