عبدالمحسن سلامة موقف إيجابي نادر، ذلك الذي اتخذته الولاياتالمتحدةالأمريكية، حينما قررت خفض المساعدات لإثيوبيا ، وتعليق بعض المساعدات الأخرى، بسبب ما وصفته ب« عدم إحراز تقدم » في المحادثات الجارية مع مصر والسودان، بشأن مشروع « سد النهضة ».. هذا الموقف لم يأخذ حقه إعلاميًا، ومن الضروري التركيز عليه والبناء فوقه؛ لأنه أول موقف دولي ضد التعنت الإثيوبي في قضية سد الأزمة «الاثيوبي». المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أوضح أن تعليق المساعدات يعكس قلق الولاياتالمتحدة بشأن قرار إثيوبيا الأحادي الجانب البدء فى ملء السد قبل التوصل إلى اتفاق مع دولتى المصب، والتأكد من جميع التدابير الضرورية لسلامة السد. أضاف المتحدث أن البدء فى ملء السد قبل التأكد من هذه التدابير يخلق مخاطر جسيمة على سكان دولتي المصب، ويزعزع الثقة في المفاوضات.. لكل هذا، قررت أمريكا خفض 100 مليون دولار من المساعدات، التى كانت مقررة إلى إثيوبيا، لحثها على تغيير مواقفها، والتعامل بإيجابية مع المفاوضات الجارية، للتوصل إلى اتفاق عادل ومنصف مع دولتى المصب. بغض النظر عن قيمة المبلغ، لكنه يعكس تحركًا إيجابيًا نادرًا للولايات المتحدة فى تلك القضية «الحساسة» و«الشائكة»، وهو موقف لابد من الإشادة به، والبناء عليه، خلال الفترة المقبلة. إثيوبيا دولة «تراوغ» و«تماطل» في قضية السد، وتحتاج إلى موقف دولي حاسم تجاهها، وأتمنى لو حذت روسيا والصين وباقي الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن حذو الولاياتالمتحدةالأمريكية فى معاقبة إثيوبيا، تمهيدًا لإعادة طرح القضية من جديد على مجلس الأمن، ليتخذ القرار المناسب تجاه تعنت إثيوبيا، وتهديدها السلم والأمن في إفريقيا. * نقلًا عن صحيفة الأهرام