مثل ملايين المصريين تابعت ثلاث مسلسلات من دراما رمضان، الاختيار و100 وش والنهاية، حسب ترتيب الحرص على المشاهدة، وبطريقة لا إرادية كنت أبحث عن الريموت لأغير القناة بمجرد توقف المسلسل لعرض الإعلانات، أنا هنا لا أكتب متأخرًا عن دراما رمضان لكني أوصف آلية المشاهدة. وتوقفت أيضًا وأنا أشاهد واستمع لقصيدة لاعب النرد للشاعر الفذ محمود درويش للمرة الألف على «اليوتيوب» ولا إراديًا أيضًا وجدتني أقوم بعمل هروب لكل الإعلانات التى يتم عرضها من خلال القصيدة. وهنا سألت نفسى: طالما أنا أهرب مسرعًا من إعلانات التليفزيون واليوتيوب ، وأكيد يفعل الملايين مثلى فلماذا ينفق أصحاب هذه العلامات التجارية والمشروعات الملايين عليها؟ عندما كنت أدرس الإعلام لم يكن للكمبيوتر وجود ولا وسائل التواصل الاجتماعى أو الإنترنت، ونحن هنا بحاجة إلى دراسات متأنية ومستفيضة عن جدوى الإعلان على وسائل التواصل وشبكة الإنترنت داخل مصر، وليس ما وصلت إليه الدراسات فى الغرب. أعتقد أن السلع والخدمات التى يتم الإعلان عنها تكون شبكة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعى أكثر فائدة فى مرحلة دخول السوق لأول مرة. أما بعد الاستقرار والتمدد فإن الوسائل المطبوعة أكثر فائدة؛ لأن عمر الإعلان يكون هو دورية صدور المطبوع، يومًا أو أسبوعًا.. إلخ.... وليس بضع ثوان. فمثلا إعلانات ميزانيات البنوك لا نشاهدها أبدًا على الوسائط الإلكترونية. الإعلان الإلكترونى يساعد فى دخول سلعة جديدة ومعرفة الاسم أو العلامة التجارية للأسواق، أم تفاصيل المشروعات والعروض فإن المطبوع أكثر فائدة. فى انتظار الدراسات المتخصصة التى تؤكد او تنفى هذه الفرضية. نقلا عن صحيفة الأهرام