د. أسامة الغزالى حرب كلمات حرة لفتت نظرى مؤخرا بضع تغريدات نقلت عن إعلامى سعودى شاب متميز، هو خالد الزعتر، كتبها تعليقا على زيارة قام بها مؤخرا الرئيس التركى رجب طيب أردوغان إلى قطر. إن الزعتر بما لديه من إحساس عال ومنطقى بالكرامة والاعتزاز بالنفس تأفف مما حدث فى أثناء الزيارة القصيرة من استلام القوات التركية للأمن فى مطار الدوحة وشوارعها الرئيسة قائلا: ما قامت به السلطات التركية فى قطر...يؤكد أن تركيا تتعامل مع الدوحة بنظرة تبعية، وغياب الثقة فى الأمن القطرى.... وقال أيضا: غياب الثقة التركية فى الأمن القطرى يعكس وجود حالة من الإدراك بأن أردوغان مرفوض شعبيا فى قطر، ومقبول فقط من قبل النظام القطرى. وقال خالد أيضا: تتعامل تركيا مع النظام القطرى بمنتهى الإهانة والذل، بدلا من أن يحل أردوغان ضيفا خلال زيارته لقطر، يتصرف وكأن الدوحة محمية تابعة له بنشر جنوده فى العاصمة القطرية ويرفض أى وجود للأمن القطرى فى مطار الدوحة . إننى أقول لخالد الزعتر، ما الغرابة فى ذلك..؟ تركيا دولة كبيرة رئيسية فى المنطقة، و مشكلة قطر ليست أنها دولة صغيرة أو دويلة، فالعالم ومنطقتنا مليئة بالدول الصغيرة أو الدويلات ذات المكانة الرفيعة والوزن المتميز سياسيا واقتصاديا، بلا تكلف ولا اصطناع. ولكن مشكلة قطر فى نظامها السياسى أو قيادتها السياسية الحالية التى تتوهم لنفسها دورا أكبر بكثير من قدراتها، مستندة إلى الثروة النفطية الهائلة التى تملكها وتنفقها بسفه مذهل هنا وهناك. والأتراك يدركون تلك الحقائق جيدا، ولذلك ليس غريبا أن جوهر الزيارة كان هو الجانب الاقتصادى والمالى والذى يعلن تحت عبارات التبادل والتعاون وهو فى الحقيقة وفى الأساس دعم مالى ونقدى من قطرلتركيا، فهل لدى قطر سوى فلوسها؟ ألم يحدث بعد الأزمة الدبلوماسية بين تركيا و الولاياتالمتحدة ، والتراجع الحاد فى الليرة التركية ان وعد تميم بن حمد بالقيام باستثمارات مباشرة فى تركيا ب15 مليار دولار؟ ذلك هو جوهر الموضوع الذى لا تخفيه صورة لأردوغان وهو يصافح مستعليا متجهما تميم بن حمد وهو يبتسم ابتسامة عريضة!. نقلا عن صحيفة الأهرام