د. أسامة الغزالى حرب كلمات حرة لفت نظرى بشدة ما تضمنه البيان الذى أصدرته النيابة العامة ، بشأن حبس الأم التى اعترفت بقتل ابنتيها (6 و 7 سنوات) بمنطقة شبرا الخيمة بالقليوبية، والتى تحدثت عنها فى كلمتى أمس. ماذا جاء فيه..؟ قالت النيابة، وفقا لما قرأت فى أكثر من مصدر إلكترونى... «وإن النيابة العامة وإن كانت تستنكر تلك الجريمة البشعة التى انتفت فيها لدى مرتكبتها كل معانى الإنسانية، بل شذت حتى عن غرائز عاطفة الأمومة فى الطبيعة الحيوانية، إلا انها تشير إلى لزوم النظر فى الباعث إلى ارتكابها، و ارتكاب جرائم أخرى باشرت النيابة العامة التحقيق فيها خلال الفترة الأخيرة، ألا وهى سوء العلاقة الزوجية. ففى ذلك الصدد تشير النيابة العامة إلى أن الأمراض الزوجية هى علة العلل فى حياتنا الاجتماعية، وأن تلك الحياة قوامها الرجل والمرأة، فإذا تمت لهما معا معانى الإنسانية تمت هذه الحياة، وبدت فى أبهى صورها، كاملة فى كل وجوهها، ماضية فى طريقها، تؤدى مهمتها كما ينبغى أن تكون.فإذا أصاب هذه المعانى شيء من النقص فى ناحية ما، شوهت هذه الحياة وأصبحت قبيحة ملعونة، يزول أساس السعادة منها، وتختفى معالم الإنسانية فيها، وتأخذ الحوادث فى زلزلتها حتى تنهار بأكملها. فاعلموا أيها السادة أن الحياة السعيدة فى سعادة الرجل وزوجه ، لا فى قصور ولا متاع ولا زينة، وأن السعادة قد تفر من قصر شامخ إلى كوخ فقير، تملؤه حياة صحيحة بين زوجين، فإذا هما فى السعادة ومنها وإليها يمضيان. وأن أسس تلك السعادة والحياة الثابتة هى التسامح والتعاون وتقدير الواجب، وحسن وزن الأمور ومناسبتها، فكل ذلك له بالغ الأثر فى الرابطة الزوجية، ولهذه الرابطة بالغ الأثر فى حياة سائر الإنسانية». انتهى النص الذى أعرضه هنا من بيان النيابة، والذى حرصت على أن أنقله حرفيا، فقد أخذت ليس فقط بالحكمة الاجتماعية و الدروس التى استخلصتها النيابة العامة بشأن أهمية الحياة الزوجية السليمة فى مجتمعنا، من القضايا التى باشرت التحقيق فيها مؤخرا... وإنما أيضا ببلاغته و رصانته اللغوية الرفيعة الراقية التى تستحق بذاتها كل تقدير وإعجاب!. نقلا عن صحيفة الأهرام