(وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِين بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ).. صدق الله العظيم سيظل الشهيد بذكراه وسيرته العطرة معنا وحولنا وبيننا ولن ننساه أبد الدهر، هذا المعنى تجسده مبادرة "المتحدة لتكريم شهداء الواجب من أبطال القوات المسلحة والشرطة"، والتي تعرضها قنواتها على فترات متباعدة، وإن كنت أطالب هنا بتثبيت موعد لهذه المبادرة على القنوات المختلفة؛ حتى يشعر بها المشاهدون ويتفاعل معها الجميع؛ حيث بدأ عرضها خلال ليالي شهر رمضان الكريم، وتحديدًا مع نهاية الشهر في شكل لقاءات مع أسر الشهداء ونبذة عن الشهيد الذي تزوره كاميرا القناة بفريق التصوير؛ للتعريف بالبطولات التي قدمها الشهيد وتضحياته حتى لحظة استشهاده، وتصورت استمراريتها وعرضها على فترات متقاربة وعلى مدار اليوم بالقنوات؛ بينما تراجع عرضها برغم نجاح وسرعة إيقاع ما تم تقديمه من زيارات سريعة وخاطفة، ولكنها مؤثرة مع أسر بعض الشهداء من جانب وفد لتحيتهم ومشاركتهم فرحة العيد من خلال هدايا رمزية للأطفال ودعمهم معنويًا. وأرى أن هذا الدعم المعنوي يجب ألا يتوقف؛ بل لابد أن يمتد ويشمل كل أسر شهداء الجيش والشرطة، وبقدر أهمية تلك المبادرة، فإن توسيع مداها وانتشارها هو ما يؤكد العرفان بالجميل للشهداء الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل الوطن لينالوا الشهادة. مشاهد المبادرة عندما تابعتها حين عرضها نجحت في توصيل الرسالة وألهبت حماس المشاهدين، ونجحت في التعبير عن موقف المصريين ككل من الشهداء الأبطال، وهو الفخر والاعتزاز بهذه البطولات، والعمل وفق قول الله تعالى: (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ..). ربما كان عرض هذه المبادرة مرتبط بالرائعة الدرامية مسلسل (الاختيار)؛ حيث كانت مشاهدها تعرض وقت عرض المسلسل، وهو أمر محمود أن ترتبط بعمل يستعرض بطولات و تضحيات الجيش المصري العظيم من خلال واحد من أبطاله العظماء ممن استشهدوا في سبيل الدفاع عن الوطن، ولكن بعد انتهاء عرض العمل فكان لزامًا أن يتم تكثيف عرض هذه المبادرة ليتحقق منها الهدف المنشود.