العلاقات بين مصر والكويت لها طبيعة خاصة وفيها مواقف كثيرة لا تنسي ابتداء من الجالية المصرية التي عاشت في الكويت وانتهاء بدور مصر في حرب الخليج واستقلال الكويت.. والشعب الكويتي له مكانة خاصة عند المصريين كما أن العلاقات الرسمية بين الرئيس عبد الفتاح السيسي وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح تقوم علي روح التعاون والتقدير من الجانبين .. في الكويت جالية مصرية كبيرة تعمل في جميع المجالات ابتداء بالعمال والحرفيين وانتهاء بأساتذة الجامعات ولا شك أن المناخ الثقافي في الكويت استقطب الكثير من رموز الفكر والإبداع في فترات مختلفة ويكفي أن مفكراً كبيراً في حجم د.زكي نجيب محمود عاش في الكويت في فترة من حياته كذلك د.فؤاد زكريا ود.جابر عصفور وعدد من كبار الفنانين المصريين.. وكانت مجلة العربي أهم مجلة ثقافية عربية والتي رأس تحريرها العالم المصري د.أحمد زكي ثم الأستاذ أحمد بهاء الدين.. وقد قامت الصحافة الكويتية بدعم من الصحافة المصرية منذ سنوات.. أقول هذا وأنا أتابع بغضب شديد الحملات الإعلامية المتبادلة بين بعض المواقع الإعلامية في البلدين خاصة في الإنترنت والفيس بوك وقد تجاوزت ردود الأفعال ووصلت إلي تبادل المهاترات والبذاءات والشتائم وهذا أمر لا يليق خاصة أن هناك شخصيات مسئولة علي الأقل علي المستوي الشعبي شاركت في هذه الحملات.. لقد اتسعت دائرة الخلافات وشهدت دعوات غريبة تسيء للعلاقات التاريخية بين مصر والكويت ومن الخطأ أن تحدث هذه المساجلات في هذه الظروف الصعبة أمام فيروس خطير يهدد العالم كله.. إن الأطراف التي تشعل الخلافات بين البلدين لا تدرك المسئولية هناك أطراف تدخلت بقدر من الوعي والحكمة وأدانت هذه التصرفات المتشنجة التي أساءت للشعبين الشقيقين.. إن أخطر خطايا الإعلام أنه أحيانا ينسي مسئولياته خاصة أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت الآن تهدد كل شيء وهي تعيش حالة من الانفلات وعدم المسئولية.. التراشق غير المسئول الذي تقوده بعض الأسماء من الباحثين عن الأضواء والشهرة يسيء لأصحابها لأن علاقات مصر والكويت أكبر من أن تهتز بهذه السلوكيات الشاذة والغريبة.