تشهد القمة الروسية - الإفريقية في سوتشي، قمة مرتقبة بين الرئيسين عبدالفتاح السيسي والروسي فلاديمير بوتين؛ لمناقشة قضايا التعاون الثنائي، والقضايا الإقليمية والدولية، بما يعكس أهمية العلاقات بين البلدين، والتي سجلت طفرات هائلة خلال الفترة الماضية، وأعادت إلى الأجواء أمجاد العلاقات الوثيقة بين البلدين في فترة الستينيات من القرن الماضي، ولكن وفقا آليات مختلفة نسبيا تتناسب مع ما شهدته مصر وروسيا من تغيرات، وأيضا مع الوضع في الاعتبار رئاسة مصر الحالية للاتحاد الإفريقي. ومن أبرز معالم قوة العلاقات بين مصر وروسيا، الجانب الثقافي.. وقال الدكتور شريف جاد مدير المركز الثقافي الروسي بالقاهرة، رئيس الجمعية المصرية لخريجي الجامعات السوفييتية والروسية، إنه سيشارك في منتدى سوتشي "روسيا – إفريقيا" للقاء بعض المسئولين الأفارقة بهدف تنظيم الملتقى الإفريقي الأول لخريجي الجامعات الروسية والسوفييتية، في ظل رئاسة مصر الاتحاد الإفريقي، لإتاحة الفرصة أمام الخريجين الأفارقة والعرب لمد جسور التعاون الفعلي والمثمر بين بلداننا وروسيا في جميع المجالات. وعن التعاون الثقافي بين مصر وروسيا يقول د. شريف جاد في تصريحات خاصة ل"الأهرام": "إن المركز الثقافي الروسي بالقاهرة يهتم في الأساس بمد جسور التواصل الثقافي والإنساني بين الشعبين من خلال مجموعة من الأنشطة، سواء داخل المركز أو خارجه، برئاسة المستعرب الناشط أليكسي تيفانيان، فنذهب إلى أسوان والفيوم والإسماعيلية، وكذلك إلى الجامعات المصرية المختلفة لتقديم الثقافة الروسية، بالإضافة إلى توفير المنح الدراسية التي تضم أغلبها تخصصات لدراسة الطاقة النووية بهدف خلق كوادر مصرية لقيادة مشروع الضبعة فيما بعد". وأضاف: "لكن بالنسبة للبعد الإفريقي، فإنني أتصور، وهذا ما أتمنى الوصول إليه من خلال مشاركتي في منتدي سوتشي بصفتي الأمين العام للاتحاد الإفريقي لخريجي الجامعات السوفييتية والروسية الذي تم تأسيسه في المغرب مؤخرا، أن يكون للخريجين دور مميز في دعم العلاقات بين شعوبهم وبين روسيا لإقامة المشروعات الكبرى بهدف التنمية الشاملة". وقال: "يحسب لروسيا أن مدخلها في العلاقات الدولية هو البناء والتعاون الهادف وإنجاز المشروعات الكبرى كما حدث في مصر من قبل ويحدث الآن، وأرجو أن تتيح دول إفريقيا، وبما فيها مصر، الفرصة للخريجين للقيام بدور مهم في فتح آفاق التعاون المثمر مع روسيا, فهم يتمتعون بمعرفة اللغة وفهم الثقافة وكيفية التعاون بين بلدانهم وبين روسيا، وأتصور أن رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي سوف تجلب الخير لإفريقيا من خلال هذا النشاط الواسع والمفيد وتوفير الفرص الذهبية التي تسعى مصر لخلقها لخدمة شعوب إفريقيا". ويضيف د. جاد: "لابد وأن تكون الكلمة العليا في الحوار هي اتجاه روسيا نحو إفريقيا بكل ثقلها للتعاون في جميع المجالات وبناء المشروعات، وللروس في ذلك تاريخ كبير مع بعض الدول ومنها مصر, ويأتي هذا التوجه الروسي في ظل تنامي مكانه القارة الإفريقية في النظام العالمي ودورها السياسي في إعادة تشكيل النظام الدولي وحرص روسيا ومن خلال علاقات الشراكة مع مصر ورئاسة مصر للاتحاد الإفريقي على أن تكون هي البوابة للدخول إلى إفريقيا، وهو لا شك في أنه يمثل المصالح المشتركة بين روسيا، ومصر التي تحرص في ظل رئاسة الرئيس السيسي للاتحاد الإفريقي على تنفيذ العديد من المشروعات والإنجازات للتأكيد على ريادة مصر الإفريقية التي تعود بشكل مختلف وفي صورة أفعال وليس شعارات بعيدة المنال". وبشكل عام، يتحدث جاد عن العلاقات المصرية الروسية قائلا: إنها تشهد مرحلة تاريخية جديدة تتسم بملامح تختلف كليا عن ملامح مرحلة الستينيات، فهي تقوم علي المصالح المشتركة في العلاقات الثنائية، مع التشابه في التوجه الدولي في الانفتاح على كافة القوي الإقليمية والدولية مهما اختلفت التوجهات المباشرة لكل طرف في هذا الاتجاه، انطلاقا من الإقرار بالمصالح المشروعة لكل شريك . ويوقع جاد أن يستكمل الحوار بين الرئيسين السيسي وبوتين في سوتشي العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وكذلك الموضوعات المتعلقة بالأوضاع الأمنية في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة في ظل العدوان التركي على سوريا والأوضاع في ليبيا والتعاون في مجال مواجهة الإرهاب والعمل علي عدم عودة شوكة داعش في ظل ما تقوم به تركيا. ويضيف قائلا: "أتصور أن يكون هناك حوار مهم حول تحديد موعد عودة الطيران المباشر الشارتر للغردقة وشرم الشيخ، وبخاصة بعد استكمال مصر للمنظومة الأمنية بشهادة الوفود الأمنية الروسية التي عاينت المطارات المصرية وبعد عودة الطيران بين القاهرة وموسكو بشكل منتظم وآمن".