للمرة الأولى منذ توليه مهام منصبه عام 2017 كرئيس للجمهورية الفرنسية، يقوم إيمانويل ماكرون بزيارة إلى مصر، لبحث سبل تعزيز التعاون فى مجال الاستثمارات بين البلدين. وتكتسب هذه الزيارة أهمية كبرى حيث تأتى فى الوقت الذى يشهد فيه البلدان تطورًا غير مسبوق فى العلاقات الثنائية. كما تتزامن الزيارة مع بداية العام الثقافى "فرنسا- مصر 2019" - والذى أطلق بقرار من رئيسى الدولتين - بمناسبة مرور 150 عامًا على افتتاح قناة السويس. وتميزت العلاقات المصرية - الفرنسية بخصوصية حيث ظلت طوال القرنين الماضيين مسيرة مفتوحة بين باريسوالقاهرة، جعلت من العمل السياسي والدبلوماسي بين البلدين ركيزة مهمة من ركائز العلاقات الثنائية. وتظل العلاقات المصرية - الفرنسية راسخة وتاريخية، تقوم على الاحترام المتبادل، لما شهدته من تطور مهم خلال السنوات الأخيرة ، وبلوغها درجة الخصوصية، مما يجعل من زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون لمصر، استمرارًا منطقيًا للروابط الوثيقة بين البلدين التي تعود لأكثر من قرنين. كما تشهد العلاقات الفرنسية المصرية تقاربًا ملحوظًا، منذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي، السلطة إذ بلغت الزيارات الرسمية بين البلدين أكثر من 20 زيارة على مستوى رؤساء ووزراء وكبار المسئولين منذ نوفمبر 2014، عكست جميعُها تقاربًا في وجهات النظر إزاء القضايا الثنائية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، والأزمة الليبية، وكذلك رغبة البلدين في تقوية شراكتهما التي تمتد عبر قرنين من الزمان في المجالات الاقتصادية، والعسكرية، والثقافية ويمكن رصد أهم الزيارات الرسمية المتبادلة لتأكيد محورية العلاقات بين البلدين. وتعد زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون لمصر، هي الزيارة الرئاسية السادسة بين البلدين خلال أربع سنوات، إذ حل الرئيس السابق، فرانسوا أولاند، ضيفًا شرفيًا خلال حفل افتتاح قناة السويس الجديدة عام 2015 قبل أن يقوم بزيارة رسمية لمصر عام 2016. بينما زار الرئيس عبد الفتاح السيسى، باريس، عامي 2014 و2017، فضلاً عن مشاركته عام 2015 بقمة المناخ بباريس ممثلاً للقارة الإفريقية. في أكتوبر 2017، زار الرئيس عبد الفتاح السيسى، فرنسا، على رأس وفد رفيع المستوى، استقبله إيمانويل ماكرون، رئيس فرنسا، وبحث الجانبان القضايا ذات الاهتمام المشترك، لا سيما الأزمات الإقليمية، ومكافحة الإرهاب، والملفات الثنائية، وسبل تعزيز العلاقات في مجالات الثقافة والتعليم. والتقى الرئيس عددًا من كبار المسئولين الفرنسيين وعلى رأسهم رئيس الوزراء إدوار فيليب ورئيس الجمعية الوطنية (مجلس النواب) ﻓرانسوا دو روجي ومجلس الشيوخ جيرار لارشي. كما التقى بفلورنس بارلي وزيرة الدفاع، لبحث تعزيز التعاون العسكري والأمني، والتقى وزير جون إيف لودريان خارجية فرنسا لاستعراض آخر المستجدات في الشرق الأوسط، لا سيما في ليبيا وسوريا والعراق، إضافة إلى سبل دفع عملية السلام بعد اتفاق المصالحة التاريخي الذي جرى توقيعه في القاهرة. والتقى السيسى برونو لومير وزير الاقتصاد والمالية وعددًا من كبريات الشركات الفرنسية المهتمة بالاستثمار في مصر لأول مرة أو المتواجدة بالفعل والراغبة في توسيع نشاطها لا سيما في المشروعات القومية الكبرى التي تنفذها الحكومة المصرية لدعم الاقتصاد الوطني وتوفير فرص عمل جديدة. وفي نوفمبر 2015 شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي في قمة المناخ التي استضافتها باريس وذلك بحضور ما يقرب من 80 رئيس دولة وحكومة من بينهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما والصيني شي جين بينج والروسي فلاديمير بوتين. سوف يعقد الرئيس عبدالفتاح السيسي، غدًا الاثنين، قمة ثُنائية مُشتركة مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون داخل قصر الاتحادية، في زيارة رسمية تستغرق بدأها ماكرون اليوم الأحد وتستمر 3 أيام يُتوقّع أن تثمر مباحثات الرئيسين عن توقيع 7 اتفاقيات في مجالات عدة تتمحور حول السياسة والأمن والاقتصاد والثقافة والآثار، وكذلك في مجالات الصحة والطاقة والنقل والبنية التحتية والتعليم. ومن المقرر، أن تبحث القمة تعزيز العلاقات المشتركة بين البلدين، كما يتم بحث آخر المستجدات على الساحة الإقليمية في ظل الأزمات التي تمر بها عدة دول في المنطقة، وفي مقدمتها كل من ليبيا وسوريا، وتأكيد أهمية تضافر الجهود الدولية للتوصل إلى حلول سياسية لهذه الأزمات، صونًا لكيانات تلك الدول ووحدتها وسلامتها الإقليمية، وحفاظًا على مؤسساتها الوطنية ومقدرات شعوبها. ويلتقي ماكرون القيادات الدينية الإسلامية والمسيحية ، ويزور مشيخة الأزهر ويلتقي الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، كما يزور كاتدرائية العباسية للقاء البابا تواضروس بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، كما يعقد حوارًا مع الجالية الفرنسية بالقاهرة. يرافق الرئيس الفرنسي خلال زيارته وفد كبير من رجال الأعمال الفرنسيين، ويتم عقد لقاءات اقتصادية بين المجموعات الاقتصادية الفرنسية والمصرية. ويضم الوفد الفرنسي وزيرة الدولة للشئون المالية والاقتصادية، وتجري مباحثات مع بعض وزراء المجموعة الاقتصادية، كما تشارك في منتدى استثماري بحضور عدد من الوزراء ورجال الأعمال بالبلدين، وعشاء عمل يحضره عدد من ممثلي مجلس الأعمال المصري الفرنسي.