قال د. سيمور نصيروف، رئيس الجالية الأذربيجانية في مصر، وعضو هيئة التدريس بجامعة القاهرة، إن لقاءه الأخير مع د. شوقي علام، مفتي الديار المصرية، تضمن بحث مشاركة مفتي أذربيجان الشيخ سلمان موساييف، في مؤتمر دار الإفتاء المصرية، والذي يعقد خلال الفترة من 16 – 18 أكتوبر الجاري، ويأتي تحت عنوان "التجديد في الفتوى بين النظرية والتطبيق". وأضاف "نصيروف"، ل "بوابة الأهرام"، أن مكتب الشيخ شوقي علام، قبلة العديد من الباحثين والعلماء لكي يستفتونه في كثير من القضايا، مشيرًا إلى أنه تخرج من جامعتين إسلاميتين منهما جامعة الأزهر الشريف، وأن الكثير في أذربيجان يستفتونه في عدد من القضايا يصعب عليه إصدار فتوى أو حكم فيها، لذا فإنه يلجأ إلى مفتي الديار المصرية، وأنه لمس اهتمام الأخير، فضلا عن أنه يقوم بالتنسيق بين دار الإفتاء وإدارة المسلمين في القوقاز في باكو، والتي تدخل تحت مظلتها عدد كبير من دول منطقة أسيا الوسطى وأوروآسيا. وأشار إلى أن أذربيجان تنظر بكثير من التقدير إلى مفتي الديار المصرية، وظهر ذلك عندما شارك في مؤتمر العالمي للتضامن الإسلامي في العاصمة باكو، خلال شهر ديسمبر 2017، وهو كان أول مفتي مصري يزور أذربيجان منذ 50 عامًا. وأكد أن دار الإفتاء المصرية، تقوم بدور محوري كبير في خدمة الاسلام والمسلمين في العالم، منوهًا بأن الدار يتجدد إشعاعها ويزيد تطورها لمواكبة العصر فقديمًا وحديثًا تقدم دورًا محوريًا في خدمة الأمة الإسلامية، وأن الشيخ شوقي علام، واجه التطرف وفوضى الفتاوى المنتشرة في السنوات الأخيرة، بتأسيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، مؤكدا أنها فكرة مهمة، تكشف عن الدور الحقيقي الذي تضطلع به الدار في التصدي لظاهرة التطرف، وأن من أهم الجهود المؤتمر السنوي بحضور علماء المسلمين من كل أنحاء العالم لمناقشة مشاكل المسلمين وكيفية مواجهة المتطرفين والفتاوى الشاذة. وتعقد الأمانة لدور وهيئات الإفتاء في العالم بقيادة د. شوقي علام، مفتي الجمهورية، مؤتمرها هذا العام بعنوان (التجديد في الفتوى بين النظرية والتطبيق) في الفترة من (16-18) أكتوبر الجاري، ويحضر المؤتمر أكثر من مائة وعشرين عالمًا من أكثر من ثمانين دولة لبحث قضية التجديد في مجالات الإفتاء، ومواجهة الاجتزاء الفقهي الذي دأبت عليه الجماعات المتطرفة والمتشددة. ولفت إلى أن الإنسان المصري له قيمة كبيرة جدًا في كل بلدان العالم، وليس في أذربيجان فقط، وذلك لوجود قبلتي العلم والعلماء مشيخة الأزهر الشريف، ودار الإفتاء المصرية، التي تضم كبار العلماء في مصر، واللذان لهما مكانة وقيمة عالية في قلوب المسلمين حول العالم، مضيفًا أن المسلمون في البلدان الأخرى، ينظرون إلى دار الإفتاء، على أنها المرجع الرئيسي في كل أمور دينهم، وأنه شاهد على ذلك حيث تأتيه الاتصالات سواء من أذربيجان أو الاتحاد السوفيتي أو أي دولة أخرى للتساؤل حول رأي دار الإفتاء في الكثير من القضايا المعاصرة. وأكد أن دار الإفتاء المصرية، تقوم بدور محوري في خدمة الأمة الإسلامية، وأيضًا لغير المسلمين، وأنها دائمًا ما تقدم جديدا وتواكب التطور، وأن ذلك لوحظ أكثر خلال السنوات الأخيرة من خلال الانفتاح على العالم بكافة الوسائل الحديثة، إضافة إلى تطوير مراكز الاتصالات وهو ما يحتاج محاضرة للحديث عنه، ولكن ربما من أبرز ما تم تقديمه هو الفتاوى بلغات عديدة مما يوضح مدى اهتمامها بأمور المسلمين ليس في مصر فقط بل في كل العالم. وأشار إلى أن تأسيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء، خطوة مختلفة وعظيمة، اتخذها علماء من حوالي 21 دولة حول العالم، وتنبع من شعورهم بالمسئولية مع المسلمين في العالم؛ نظرًا لأن الفتوى تختلف حسب الزمن والأشخاص والأماكن والأحوال، وهذا ركن مؤثر جدا في إصدار الفتوى، مشيرًا إلى أنه قبل الإفتاء لابد من معرفة الواقع في كل البلدان على حدة؛ لأن الفتوى التي يتم العمل بها في مصر لن تكون بنفس الشكل في بلاد الغرب، لذلك فإن أي فتوى تحتاج لدراسة ومناقشة مع المتواجدين في البلد التي تتقرر لها الفتوى لمعرفة كل ما يحيط بهم حتى يتم الإفتاء لهم بالشكل الصحيح. وأكد أن دار الإفتاء المصرية، بذلت جهدًا كبيرًا في التصدي لظاهرة التطرف، التي يقودها جماعات وأفراد من أجل تحقيق مصالحهم، وأن من أهم الجهود هذا المؤتمر السنوي بحضور علماء المسلمين من كل أنحاء العالم لمناقشة مشاكل المسلمين وكيفية مواجهة المتطرفين والفتاوى الشاذة، مشيرًا إلى أنه شخصيًا استفاد منها كثيرًا من خلال مشاركته في مؤتمر العام الماضي وبعض الأسئلة التي وردته أجاب عليها مما تعلمه من علماء دار الإفتاء. وأوضح أنه اكتشف قيمة هذه المؤتمرات بشكل كبير والذي يحقق مقولة: "قوتنا في وحدة كلمتنا"، وأن جميع المفتين - ومن بينهم مفتي أذربيجان الذي يقوم بدوره على أكمل وجه - يعقدون على هامش المؤتمر جلسات علمية ومباحثات، التي تتجاوز ال8 ساعات ولا يخرجون منها إلا بعد الاتفاق على الآراء والتوصيات والتي يتحملون بها المسئولية من أجل خدمة العالم. وثمن "نصيروف"، دور د. إبراهيم نجم، مستشار مفتي الديار المصرية، الذي اعتبره أحد إنجازات دار الإفتاء المصرية، خصوصًا وأنه عاش في الغرب ويعرف جيدًا ما يدور هناك كما يتقن لغاتهم وطريقة مخاطباتهم، مضيفًا أن ذلك أمور مهمة لتوصيل المعلومة الصحيحة، وأن دراسة أحوال بلد من البلدان لا تتحقق بالقراءة عنها ولكن بالعيش فيها، وأن ذلك ما حققه "نجم" حتى أنه عندما يتحدث الإنجليزية من الصعب التفرقة بينه وبين الإنجليز، وأنه يمثل دار الإفتاء بأفضل طريقة وينقل الصورة الصحيحة للإسلام، ويقوم بدور فعال، وهو ما يقدمه أيضًا في جهوده بالأمانة العامة ودور هيئات الإفتاء. وطالب رئيس الجالية الأذربيجانية بمصر، بتنظيم دار الإفتاء المصرية أكثر من مؤتمر في بلدان العالم، لمناقشة المستجدات بشكل مستمر، وخلق حالة تواصل بين العلماء من البلدان المختلفة، فضلا عن ترجمة الفتاوى العصرية الحديثة المهمة، إلى لغات عديدة غير اللغات العالمية، مثل اللغة الأذربيجانية والتي يتحدث بها 50 مليون شخص حول العالم. وختم حديثه بضرورة تدريب المفتين المرشحين من هذه البلاد في دار الإفتاء المصرية بشكل أكبر، سواء الخريجين أو المتخصصين وإعدادهم للتعامل مع القضايا المختلفة والتي من بينها مواجهة التطرف.