شهدت العملة المحلية اليمنية تراجعًا كبيرًا أمام جميع العملات الأجنبية، وسط تحذيرات من مجاعة وشيكة وواسعة في هذا البلد المضطرب. وقال مصرفيون: "إن سعر صرف العملة المحلية (الريال) يتداول اليوم الثلاثاء، عند حاجز ال 720 ريالا للدولار الواحد، وذلك غداة تجاوز سعره حاجز 750 ريالا. وبحسب هؤلاء فان هناك تعافيًا محدودًا جدا للعملة بعد أن قدمت الرياض منحة للبنك المركزي اليمني. وأعلنت السعودية مساء أمس عن تقديم مبلغ 200 مليون دولار أمريكي منحة للبنك المركزي اليمني دعماً لمركزه المالي. وتراجع الريال اليمني خلال الايام الماضية هو الأسوأ منذ بدء الحرب قبل أكثر من ثلاثة أعوام حيث كان سعر الدولار الأمريكي قبل اندلاع الحرب مقابل 215 ريالا. وارجع البنك المركزي اليمني التدهور القائم في العملة المحلية نتيجة "عمليات المضاربة"، وليس له مبررات اقتصادية. وأغلقت عدد من شركات ومحلات الصرافة أبوابها اليوم ويوم أمس في كل من العاصمة صنعاء ومدينة عدن العاصمة المؤقتة جنوبي البلاد، وفي محافظة حضرموت وعدد من المدن اليمنية. وفي مدينة تعز، اغلقت العديد من المحال التجارية والمصارف، فيما خرجت تظاهرة شارك فيها المئات من المواطنين احتجاجًا على انهيار العملة وارتفاع الأسعار. وجاب المحتجون عددًا من الشوارع الخاضعة لسيطرة الحكومة وسط المدينة رافعين لافتات ومرددين هتافات مناوئة للحكومة اليمنية والتحالف العربي وجماعة الحوثي. وحذرت الأممالمتحدة من مجاعة وشيكة في اليمن سيصعب السيطرة عليها نتيجة التدهور المتسارع للعملة المحلية. وقال برنامج الأممالمتحدة الإنمائي، ان اليمنيين ينامون على وضع بائس ليستيقظوا على وضع أكثر بؤساً مع تدهور متسارع للعملة المحلية مقابل العملة الأجنبية. وأوضح البرنامج الأممي في بيان، "توشك تحذيرات الأممالمتحدة من مجاعة وشيكة وواسعة أن تصبح واقعاً يصعب السيطرة عليه، وعلى جميع الأطراف التعامل بمسؤولية حيال هذا الوضع". ويشهد اليمن نزاعًا دمويًا للعام الرابع على التوالي بين القوات الحكومية من جهة، ومسلحي جماعة الحوثي من جهة ثانية. وتشير التقديرات الأممية التي تصنف اليمن بأنها "تشهد أسوء أزمة إنسانية في العالم"، إلى أن نحو 22 مليون يمني (من أصل 25 مليونا) بحاجة للمساعدة، فيما نحو 8 ملايين منهم على شفى المجاعة.