تحت رعاية الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، أقام ملتقى الهناجر الثقافى أمسية تحت عنوان "السينما والأغنية الوطنية.. والثورات المصرية عبر التاريخ"، أدارتها الناقدة الدكتورة ناهد عبدالحميد، مدير الملتقى، واستضافت خلالها الدكتور هشام عزمى، رئيس الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية، والمؤرخ الدكتور عاصم الدسوقي، أستاذ التاريخ المعاصر، والناقد السينمائي طارق الشناوي، والدكتور أشرف عبدالرحمن، الأستاذ بأكاديمية الفنون، وذلك بمركز الهناجر للفنون بالأوبرا، ضمن احتفالات وزارة الثقافة بثورة يوليو المجيدة. في البداية، قالت الدكتورة ناهد عبدالحميد: نحتفل اليوم بالثورة المجيدة، التي غيرت وجه الحياة فى مصر كلها والمنطقة العربية، والتى امتد أثرها إلى العالم كله، فدائما نقول، إن مصر القلب النابض والعقل الواعد والقوى المعنوية الهائلة لكل الشعوب العربية. وأشارت عبدالحميد، إلى الدور القيادى والريادى لمصر فى العالم كله، مؤكدة، أن أبطال الوطن مستعدون للحفاظ على كل ذرة رمل من أرض مصر، تساندهم قوة مصر الناعمة من مختلف ألوان الفكر والفنون، وهو المبدع المصرى الذي يتابع الأحداث ويدققها ويؤرخها ويوثقها من خلال إبداعاته. فيما أوضح المؤرخ الدكتور عاصم الدسوقي، أن ثورة 23 يوليو جسدت المفهوم الاصطلاحى للثورات، مشيرًا إلى نجاحها فى تكوين جيش وطني قوي للدولة المصرية يعمل على حمايتها، وتخلصت من التبعية والقضاء على سيطرة رأس المال والإقطاع وبناء اقتصاد قوى ووطنى. وعن اختلاف الرؤى السينمائية لثورة 23 يوليو، قال الناقد طارق الشناوى، إنها أحدثت حراكًا سياسيًّا واجتماعيًّا ليس في مصر فقط بل في العالم العربي كله، لذا كان من الطبيعي أن تختلف الرؤى السينمائية حولها باختلاف صُنّاع الأفلام وتوجهاتهم الفكرية، وكذلك باختلاف الفترات الزمنية التي صُنعت فيها الأفلام، مشيرا إلى أن الأغنية كانت أسرع فى ذلك الوقت. وقال الدكتور أشرف عبدالرحمن، إن الأغنية السياسية بعد ستة أعوام من الثورة كانت سن النضج لها بداية من تجربة سيد درويش بثورة 1919، وهي ثورة التحرر الوطني الأولى في تاريخ مصر الحديث، وصولا لعبد الحليم وأم كلثوم والعديد من المطربين، وكان الطرب علامة مميزة للأغنية الوطنية فى ذلك الوقت، مستعرضاً أهم الأغانى الوطنية. فيما أكد الدكتور هشام عزمى، ضرورة الاهتمام بتوثيق الأفلام، لأنه حتى الأعمال الروائية التى قصد بها وسائل تسليه وترفيه تصبح لاحقا وثائق تاريخية، وأشار إلى أن الأفلام التى صورت فى فترة الأربعينيات والخمسينيات شاهدة على ذلك العصر بما وثقته مشاهدها. واختتمت الأمسية بفرقة "ألحان" بقيادة الدكتور محمد عبدالستار، التي قدمت مجموعة من الأعمال التى شهدها ذلك العصر.