أكد سامح عاشور نقيب المحامين ورئيس اتحاد المحامين العرب، أن النقابة قد بدأت تنقية حقيقية للمحامين المشتغلين لتقترب من حقيقتهم، وها نحن الآن نجد أن 26 ألف محام تخلفوا عن سداد الاشتراكات منذ 2015 ونحن في طريقنا لمشروع تنقية الجداول وقصرها على المحامين المشتغلين فعليًا. وأكد عاشور أنهم قيمة مهمة لأن هؤلاء المشتغلين هم الذين يدفعون موارد النقابة، والدليل على ذلك أن موارد النقابة لم تنقص مليمًا واحدًا منذ عام 2016 حين كان عدد المحامين يبلغ 380 ألفًا، واليوم وصلوا إلى 140 ألفاً والموارد كما هي، وهو ما يؤكد أن المشتغلين هم فقط الذين يدفعون موارد النقابة. جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها سامح عاشور بمقر معهد سوهاج المنعقد اليوم الثلاثاء، مضيفًا أن هذه الحقائق تعد الدافع الأساسي لنا لكي لا نتراجع عن مشروع تنقية الجداول، وأن معهد المحاماة يفتح صفحة جديدة لتنقية الجداول من ناحية الكيف للحصول على العدد المتميز من المحامين ليبدأوا السطر الأول فيها ليس بالقانون وحده ولكن بمهارات أخرى تجيب على سؤال كيف تكون محاميًا؟ وتلك هي القضية الرئيسية لإعادة تطوير معهد المحاماة. وأكد النقيب حرص النقابة على أن تكون تجربة معهد المحاماة هي تجربة عملية على مستوى الجمهورية منوهًا بأن الشهور القادمة ستشهد في هذا الملف تطورًا نوعيًا جديدًا لأن المحاماة ليست حرفة ومهنة بل هي رسالة. وشدد سامح عاشور على أن الحديث عن المحاماة يبدأ بالمظهر، وضرب المثل بما حدث بجلسة حلف اليمين الأخيرة عندما طلب من أحد الخريجين المتقدمين للمحاماة أن يغادر قاعة الجلسة لعدم التزامه بالزي الملائم للمحاماة، مشيرًا إلى أنه لا يليق أن يحضر كمحام ويرتدي ملابس لاتليق بمهنة المحاماة. في هذا الصدد، وأوضح "عاشور"، أن المحامي عندما يدخل على وكيل نيابة لا يصح أن يتشكك فيه أنه محام من خلال مظهره ولا يليق أن يجلس وكيل النيابة بزيه كاملاً ويدخل عليه المحامى بزي مغاير. وقال "سامح عاشور"، إن حرصنا على الالتزام بالزي الرسمي لا يقل أهمية عن تزود المحامي بالثقافات الأخرى، ليست الثقافة القانونية فحسب بل لابد أن ينهل المحامي من كافة الفروع الثقافية من الفن، والرياضة، والعلوم، واللغات الأجنبية، كي تكون محاميًا متميزًا عليك بالاطلاع والبحث والممارسة واكتساب خبرات الآخرين، نحن في سباق مستمر لابد أن تبقى في حالة تنافسية يكون فيها البقاء للأقوى والأصلح. وعن سلوك المحامي واحترامه للآخرين، أكد نقيب المحامين احترام المحامي لذاته أولاً، الذي يعد البداية الحقيقية لاحترام الآخرين، عندما يحترم المحامي ذاته سيجبر الآخرين على احترامه، لا يليق بالمحامي ومهنته أن يتعامل بألفاظ وسلوك غير مهذب يرسخ صورة سيئة عن المحاماة، المحامي لا يقل في مكانته عن وكيل النيابة أو القاضي، عليك ألا تقلل من شأنك وتتمسك بالعقيدة المستقيمة التي تجعل المحامي محترم أمام الجميع. أما عن قسم المحاماة وشرف المهنة، فقال "عاشور"، إن المحاماة هي مهنة الشرف والموضوعية والشفافية، يحتم عليك شرف المهنة أن تحافظ على شرف الخصومة ، يؤدي المحامي قسم المحاماة بمباشر أعمال المحاماة بالامانة والشرف ليس بالغش والخداع، لابد أن نحافظ على مهنة المحاماة كما عرفناها على مر التاريخ. أما عن وثيقة التأمين، فقال سامح عاشور، وقعت نقابة المحامين بروتوكول شهادة أمان مع البنك الأهلي، وستدفع النقابة 500 جنيه، بينما يكمل المحامي قيمة الشهادة التي يصل حدها الأقصى إلى 2500 جنيه، حيث إن الوثيقة متاحة لما يزيد على 120 ألف محام، إضافة لأسر المحامين المتوفين أصحاب المعاشات. وبشأن التساؤلات عن مشروع المستشفيات الجديدة لنقابة المحامين، أوضح "عاشور": "عرض علينا تمويل أجنبي من شركة تشيكية لبناء 4 مستشفيات استثمارية بأحدث النظم العالمية بتكلفة 160 مليون يورو، فطالبنا بجعلها 3 مستشفيات ومول تجاري، مقابل فائدة 1.4 %، مع فترة سماح لمدة ثلاث سنوات، على أن يسدد القرض على 20 عامًا". وأضاف: "لن تكون أموال النقابة وممتلكاتها رهنًا للقرض أو ضامنًا له، بل المشروع ذاته هو الضامن"، مشيرًا: "خاطبنا وزارة الإنتاج الحربي لدراسة المشروع ومدى جدواه من الناحية الاستثمارية من خلال شركاتها المتخصصة في مجال الهندسة والبناء والإنشاءات، فجاء الرد بالموافقة على المشروع، على أن تعد هيئة مكتب النقابة، بالتعاون مع الوزارة والشركة التشيكية عقد المشروع". واختتم نقيب المحامين كلمته بتعبيره عن سعادته لحضوره اليوم وسط أبنائه وإخوته من سوهاج، متمنيًا أن يلتقيهم كل عام بخير وتقدم وازدهار بمستقبل مشرق لجميع الشباب المحامين، قائلاً "عشتم للمحاماة ونقابة المحامين".