تتميز دراما رمضان الحالي بالعديد من البطولات الذكورية، التي تشهد مشاركة لعدد كبير من الفنانين من مختلف الأجيال الفنية، في مقدمتهم النجمان عادل إمام ويحيى الفخراني، بالإضافة إلى الفنانين أحمد عز ومحمد رمضان وأمير كرارة وهاني سلامة وعمرو يوسف وياسر جلال، وآخرين، في مقابل تراجع لعدد أعمال البطولة النسائية المتواجدة على الساحة هذا العام بعكس الماراثون الرمضاني الماضي. لكن إلى مدى صنعت البطولات الرجالية هذا العام بصمة على الدراما المصرية، ومن الذي يستحق لقب الأفضل؟ هذا ما يفسره الناقد المخضرم طارق الشناوي، في حديثه ل"بوابة الأهرام"، حيث يمنح تحليلًا لكل فنان من خلال دوره ومشاركته الدرامية هذا العام. في البداية، أكد الشناوي، أن الفنان يحيى الفخراني يقف بقوة كبيرة في مسلسله "بالحجم العائلي"، ويقدم شخصية "نادر" بومضات سحرية، ونبضات مؤثرة، بحيث إذا انتزعنا دوره من العمل لن يكون له نفس القوة، بمعنى أن يحيى منح دوره كثيرًا من مشاعره، وأصبح حالة عظيمة على الشاشة. ويضيف: النجومية هذا العام تأكدت لدى أمير كرارة وياسر جلال، خصوصًا لدى الأول، فبرغم أنه حصل على أكثر من فرصة سابقًا في البطولة المطلقة، وفي العام الماضي كان مشروع نجم جماهيري، إلا أن نجوميته تأكدت هذا العام، والأمر ذاته ينطبق على ياسر جلال في مسلسله "رحيم"، بعد نجاحه في تجربته بالعام الماضي من خلال مسلسل "ظل الرئيس". وأرى أيضًا أن عمرو يوسف يخطو خطوات جيدة، ويطرق الأبواب بقوة، من خلال مسلسله "طايع"، فهو نقطة مضيئة في مشواره الفني، وبالنسبة ل عادل إمام، فهو أفضل من الأعوام السابقة، وما ساعد في ذلك أن السيناريو مكتوب جيدًا، برغم أنه أحيانًا هناك محاولات لجعل الخيوط جميعًا لدى عادل إمام، لكن يبقى السيناريو حائط صد لذلك نظرًا لتشابه ومساحات الأدوار الأخرى، والحقيقة يبدو حرص الزعيم على التمسك بهذه المساحات، خصوصًا وأن طاقته لا تسمح بوجوده لمدة كبيرة من الزمن، وحتى نكون صرحاء، عادل إمام أفضل من الأعوام الماضية، ولكن هذا الدور كان من الممكن أن يكون مناسبًا له منذ 30 عامًا، لأن الشخصية ليست شبيهة له في هذه المرحلة العمرية، وحاول صناع العمل أن يأتوا له بأشخاص متقدمين في العمر مثل أسامه عباس وصلاح عبدالله، حتى لا يبدو عادل إمام هو الوحيد صاحب العمر الأكبر بين شخصيات العمل، وفي النهاية يرتبط تسويق العمل باسم النجم الذي يحمله. محمد رمضان، يبقى نجما موهوبا، وربما "نسر الصعيد" لم يحقق جماهيريًا المرجو منه كما حدث في "الأسطورة" حينها، لأنه كان يجري في السبق وحده، لكن هذه المرة تنافسه أعمال أخرى مثل كلبش، عوالم خفية، رحيم، في السباق، ولكن لا يمكن أن نقول إنه فقد بريقه بل يشاركه في السباق كثيرون على رأسهم أمير كرارة وياسر جلال. ويستكمل الشناوي: يواصل ظافر العابدين تألقه ك "جان"، مع الجمهور المصري والعربي منذ مسلسل "تحت السيطرة"، وفي العام السابق ب"حلاوة الدنيا" وصولًا للبطولة المطلقة هذا العام ب"ليالي أوجيني"، الذي أجاد فيه تقديم شخصية "فريد" بتميز واضح. أما هاني سلامة، فهو من الممثلين الموهوبين، ربما تعثر في السينما فوضع طاقته في الدراما التليفزيونية، وهو يمتلك قدرًا من النجومية بلا شك، ورغم أنه لم يتحقق كنجم سوبر حتى الآن، إلا أنه يعوض ذلك بأن بداخله ممثلًا موهوبًا، وتستطيع المعادلة الدرامية في كل مرة أن تستوعب طاقته.
مصطفى شعبان عندما وصل لمرحلة التشبع في أعماله الأخيرة، فأصبح لزامًا عليه أن يذهب لمنحى آخر، ويحسب له أنه قدم خطوة جريئة هذا العام في "أيوب" الذي أعتبره طوَّق نجاة له لأنه ممثل موهوب، ووقع خطأ تحت قيد النوع الواحد، وهذا يعد ذكاءً كبيرًا منه. وفيما يتعلق بالبطولات الكوميدية ل حسن الرداد، وأكرم حسني، وعلي ربيع، ومصطفى خاطر، وبيومي فؤاد، جميعها ينقصها روح الكوميديا الحقيقية، وكنت أنتظر تحديدًا من مصطفى خاطر الأفضل من بين كل نجوم مسرح مصر، لكونه يمتلك موهبة خاصة، حيث إن مسلسله "ربع رومي" يشبه كثيرًا من الأعمال السابقة، واعتمد على نفس الإفيهات، وبالنسبة ل حسن الرداد، فهو حتى الآن لم يستطع وضع ذاته في المكان الصحيح، سواء في الدراما التليفزيونية أو السينمائية، لكي يعود بوهجه الذي قدمه في فيلم "زنقة ستات". وأخيرًا، أحمد عز قدم مسلسلًا به حس وطني هام، لكن حالته لا تمنح جذب جماهيري كبير مثل فيلم "الخلية"، لأن الشكل المقدم به "أبو عمر المصري" لا يتساوى مع فكرة أنه عمل تشويقي له جانب وطني. واختتم الشناوي حديثه باختيار الفنان يحيى الفخراني الأفضل هذا العام حتى هذه اللحظة، مثنيًا أيضًا على أداء النجمات نيللي كريم، ريهام عبدالغفور، حنان مطاوع، مي عز الدين، على مستوى البطولات النسائية المميزة هذا العام.