في عام 1895م ولد حسن علي، واحد من أطول الرجال في العالم في القرن التاسع عشر كما وصفته الصحف اللندنية التي احتفت بزيارة أطول رجل في العالم إليها ليقدم عروضًا في السيرك، ويقوم المواطنون بالتقاط صور تذكارية معه. يذكر أن محافظة قناجنوب صعيد مصر تضم ثالث أطول رجل في العالم، حيث حاز محمد حسين هيكل على هذا اللقب منذ 13 سنة مضت لطوله البالغ 240 سم وطول قدمه 45.54 سم، مما جعله يحمل لقب الرجل الأطول في مصر والثالث على مستوى العالم. منذ 120 سنة تعرف تاجر الحيوانات هاينريش على حسن علي، أطول رجل في العالم من خلال زيارته واحة سيوة المصرية حيث تقابل معه هناك وعرفه على زملائه الذين أقنعوه بزيارة لندن. حسن علي، العملاق المصري المجهول، ما زال موجودًا على صفحات المواقع الإلكترونية وأرشيف الصحف الأجنبية التي أوردت قصته ضمن عمالقة العالم، لافتة إلى أن طوله كان 8 أقدام و5 بوصات، دون أن تجيبنا بتفاصيل وافية عن جذور حسن العملاق، وماذا كان يفعل في واحة سيوة، ودون أن تجيب على الأسئلة حول طفولته وحياته في مصر قبل انتقاله للندن. حسن، الذي أجري حوارات كثيرة مع الصحف اللندنية حال تقديمه عروضًا في سيرك بيكاديللي، كان لا يري في طوله أية مشكلة رغم أن الإنجليز قاموا بصناعة سرير كامل له كي يستوعب جسده العملاق، وكان عندما يمد يديه إلى طول كامل تبلغ نحو 7 أقدام و9 بوصات، أما طول قدمه فقد كان يبلغ نحو 26 بوصة. طعام العملاق المصري كان الآتي: في الإفطار يتناول 4 أكواب من الشاي والحليب، وتكون حلوة جدًا "سكر زيادة" مع نصف رغيف، وأحيانًا يتناول الزبدة، أما وجبة العشاء فتتكون يوميًا من 2 كيلوجرام من لحم البقر أو لحم الضأن مطبوخة دون دهن، وقد عاش حسن علي في لندن واتخذ زوجة إنجليزية، وبعد زواجه تم صنع سرير ضخم له حسبما أوردت الصحف اللندنية آنذاك، بينما قام رجل بإهدائه حذاءً يناسبه. وأوضح الأثري فرنسيس أمين ل"بوابة الأهرام" أنه في القرن التاسع عشر و"قبل ظهور قصة العملاق المصري الذي كان يقدم عروضًا في سيرك الإنجليز عمل الأثري الإيطالي بلزوني بسبب ضخامة جثته في السيرك أيضًا"، لافتًا إلى أن "عالم السيرك كان يعتمد على ضخام الجثة وأصحاب الأطوار الغريبة آنذاك". وأضاف أن الشركات السياحية تعاقدت فيما بعد مع غريبي الأطوار ليقدموا عروضًا للأفواج السياحية في مصر مثل موسى الرفاعي الحاوي في عشرينيات القرن الماضي الذي لم يتخذ من طوله أية حرفة مثلما اتخذ من مهنته الحاوي في إخراج الثعابين والعقارب من الفنادق السياحية التي كانت تتواجد في الأقصر وتضعها شركة توماس كوك كواجهة للسائحين الأجانب. واستمر موسى الحاوي بوجهه الذي يملؤه شارب كث، وطوله الفارع، يجذب الكثيرين من العاشقين لموهبته في السيطرة على الأفاعي ومراقصتها، حتى أن الكاتبة الإيطالية آني فيفانتي كتبت كتابًا عن مصر بعنوان "أرض كليوباترا"، حوى الكثير من قصص موسى الحاوي الذي مات بلدغة أفعى. ويشير أمين إلى أنه "بعد وفاة موسى الحاوي ظهرت شخصية كان يطلق عليها اسم (جلا جلا) وكان يقدم عروضًا سحرية لدى شركات السياحة". . . . . .