بعد مرور ثلاثين عاما على تنظيم دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في سيول، والتى أذهلت العالم أجمع بتنظيمها وألعابها، سوف تُعقَد الألعاب الأولمبية الشتوية الثالثة والعشرين في مدينة بيونج تشانج الكورية، في فبراير 2018. وستبني الألعاب الأولمبية "بيونج تشانج" على ما تحقق منذ ثلاثين عاما ؛ حيث سترسخ للقيم الحقيقية للحركة الأولمبية وتتيح الفرصة مرة أخرى للعالم للتعرف على ما وصلت إليه كوريا خلال العقود الثلاثة الماضية. يفصلنا الآن أقل من 100 يوم عن دورة الألعاب الأولمبية الشتوية والبارالمبية بيونج تشانج 2018، وقد حان الوقت لتسليط الضوء على الوضع شبه الجزيرة الكورية بالإضافة إلى الجهود التي تبذلها الحكومة الكورية لإدارة الوضع. في عام 1988، نظمت جمهورية كوريا دورة الألعاب الأولمبية الصيفية، والتي وفرت بالفعل للشعب الكوري دروسا قوية، ليس فقط ما يتصل بالقيم الأولمبية، ولكن أيضا بالأمل في مستقبل أفضل. تعمل كوريا، حكومة وشعبا، جاهدة لضمان نجاح هذه الأحداث الرياضية الدولية. وفي هذا الصدد، تستضيف مدينة بيونج تشانج سنويا ومنذ عام 2004 "برنامج الحلم" ؛ وهو برنامج يتيح لصغار السن ممارسة الألعاب الشتوية والتعرف على الطقس الشتوى غيرالمتوفر فى بلدانهم. وقد شارك أكثر من 1500 شاب من 75 دولة في هذا البرنامج، يتنافس منهم 166 طفل فى الألعاب الرياضية الشتوية الدولية. تبذل الحكومة الكورية قصارى جهدها من أجل ضمان نجاح هذا الحدث العالمي، وباعتبارها طرفا مباشرا في قضايا شبه الجزيرة الكورية؛ فإنها تتمسك بموقفها الحاسم خاصة في ردها على الاستفزازات التي أثارها البرنامج النووي لكوريا الشمالية، كما أنها حريصة على مواصلة التعاون الوثيق مع المجتمع الدولي لعودة كوريا الشمالية إلى مائدة المفاوضات، من أجل وقف محاولاتها المتهورة. واعترافا بذلك، توجه كوريا الشكر للمجتمع الدولي بما في ذلك مصر للموقف الحاسم تجاه كوريا الشمالية. وأتمنى وكذلك الحكومة والشعب الكوري في أن نجني ثمار هذه المساعي في المستقبل القريب. وبفضل الجهود المبذولة، يُدار الوضع الأمني في شبه الجزيرة الكورية بشكل مستقر، كما يدعمه تقييم المؤسسات الاقتصادية الرئيسية. فخلال لقاء المدير العام لصندوق النقد الدولي كريستين لاجارد، مع وزيرة الخارجية الكورية كانج كيونج-وا في سبتمبر الماضي، أكدت لاجارد أن الاقتصاد الكوري سيشهد نموا قويا بالرغم من استفزازت كوريا الشمالية. وفي تقرير World Economic Outlook السنوي الذي صدر أوائل نوفمبر، رفع صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو الاقتصادي الكورى من 2.7٪ إلى 3٪. تلك النظرة الإيجابية لن تكون ممكنه لولا وجود تقييم ايجابي للوضع الأمني في شبه الجزيرة الكورية. وتعمل حكومة وشعب كوريا على مدار الساعة لنجاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية والبارالمبية بيونج تشانج 2018 ، "ألعاب السلام"، مما سيتيح الفرصة لتخفيف التوترات في شبه الجزيرة الكورية وتهيئة بيئة مواتية للحوار والتبادل والتعاون بين الكوريتين، الأمر الذي سيؤدي بدوره إلى المساهمة في تحقيق السلام العالمي. وأخيرا وليس آخرا، فإن الاهتمام والدعم المتواصلين لن يؤديا إلا إلى أن تكون الألعاب الأولمبية بيونج تشانج أداة فعالة وكافية لتعزيز السلام، ليس في شبه الجزيرة الكورية وحده وإنما أيضاً في العالم أجمع.