عقد وفد من مسئولي ميناء سنغافورة، خلال زيارته التي يجريها حاليًا لمصر، والتي بدأت أمس، الإثنين، عددًا من اللقاءات، وجلسات مشاورات، وزيارات، شملت العديد من المسئولين في مصر، لتقديم عرض توضيحى للمشروعات والفرص الاستثمارية بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس. شملت اللقاءات التي أجراها الوفد، الفريق أول مهاب مميش، رئيس الهيئة الاقتصادية العامة لتنمية محور القناة، واللواء كامل الوزير، رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، واللواء عادل الغضبان، محافظ بورسعيد، واللواء عبدالقادر درويش، نائب رئيس الهيئة للمنطقة الشمالية، واللواء حسن عفيفى، مساعد رئيس الهيئة الهندسية، واللواء إيهاب البنان، مساعد رئيس الهيئة الاقتصادية، ومسئولى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، بهيئة موانى بورسعيد، ومن المقرر أن يلتقي الوفد، وزير النقل، الدكتور هشام عرفات، مساء اليوم، للوقوف على آخر التطورات، والتعاون بين المنطقة الاقتصادية، وموانى سنغافورة، فى تشغيل ميناء شرق بورسعيد الجديد، والذي تسعى المجموعة للفوز بتشغيله. يُعد ميناء سنغافورة للنقل البحري، ثالث أنشط ميناء في العالم، وأحد أكثر الموانئ ازدحاما في العالم خلال العقود الماضية، من حيث وصول السفن وحجم المبيعات، ويمر عليه نصف إمددات النفط الخام التي تشحن عن طريق البحر، وهو يربط بين الميناء بأكثر من 600 ميناء في 123 دولة في 6 قارات. وقال الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، ورئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، في تصريحات صحفية، خلال لقائه الوفد السنغافوري، أن الاتفاق على عودة ميناء سنغافورة PSA للعمل بشرق بورسعيد، يعد خطوة مهمة وإيجابية، لرفع تصنيف ميناء بورسعيد عالميًّا، بالنسبة لموانئ المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، ويسهم في استقدام الخطوط الملاحية العالمية، ومن ثم عبور عدد إضافي من السفن العالمية في قناة السويس، مما يسهم في رفع إيرادات القناة والدخل القومي. وأكد "مميش"، أن زيارة سنغافورة التي قام بها، بصبحة الوزيرة سحر نصر، أواخر أغسطس المنقضي، أثمرت نتائج مهمة، باستقدام استثمارات المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وكذلك انعكاسه على مناخ الاستثمار العام في مصر، مشيدًا بمجهودات الوزيرة سحر نصر، في تشجيع الاستثمارات، وبذل المجهودات للترويج للاستثمار الأجنبي في مصر خلال هذه الزيارة. أصبحت سنغافورة، واحدة من أغنى بلدان آسيا، ويعود هذا في جانب كبير منه، إلى ظهورها كأعلى مراكز الخدمات اللوجستية أداءً في المنطقة. بحسب تقارير "البنك الدولي"، أصبحت سنغافورة حاضنة لأكبر ميناء للحاويات العابرة في العالم، حيث ترتبط بأكثر من 600 ميناء في العالم، واختير ميناء تشانجي السنغافوري أفضل ميناء في العالم، يخدمه نحو 6800 رحلة جوية أسبوعيا إلى 330 مدينة، وفي النهاية، أصبحت قيمة التجارة لتلك الدولة "الجزيرة" تعادل 3.5، مثل إجمالي ناتجها المحلي. قام الوفد السنغافوري بزيارة ميدانية اليوم، الثلاثاء، للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، شرق بورسعيد، والقيام بجولة تفقدية داخل الميناء والأرصفة الجديدة، والوقوف على الأعمال التي تم إنجازها، وأخرى جار تنفيذها، وحجم الإنجازات فى العمل بمشروع أرصفة ميناء شرق بورسعيد بطول 5 كيلو مترات، لكي يستطيع الميناء أن ينافس أهم الموانئ العالمية. كما تفقد الوفد، المنطقة الصناعية فى شرق بورسعيد ومعاينة أعمال تحسين التربة، وزيارة مشروع أنفاق بورسعيد الجارى تنفيذها أسفل قناة السويس، وذلك لربط شرق القناة بغربها، وتسهيل عملية نقل البضائع بين الضفتين بسرعة، واستمعوا إلى شرح تفصيلى يوضح كيفية العمل، والآلات المستخدمة بهذا المشروع العملاق، وتوقيت الإنتهاء من العمل بالأنفاق، وذلك فى 30 يونيو 2018. وأبدى رئيس موانئ سنغافورة، والوفد المرافق له، إعجابهم الشديد بهذا المشروع العملاق، مؤكدين، أن هذه الأنفاق تساهم فى تنمية شرق بورسعيد بشكل سريع، وتفقد الوفد مصنع الخرسانة الجاهزة، والتى تستخدم فى جسم الأنفاق من الداخل (السيجمنت) لوضعها بجسم النفق من الداخل، وهى من نوع الأسمنت المقاوم لكل العوامل الخارجية التي تطرأ على التربة، سواء مياه جوفية أو تسريبات من مياة المجرى الملاحي. ويواصل مسئولو ميناء سنغافورة، الجلسات الفنية غدًا، الأربعاء، مع مسئولي المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، لوضع الخطوط النهائية لآليات تنفيذ التعاون والعمل مباشرة، وفي أقرب وقت، من تشغيل الأرصفة الجديدة بعد تسليمها. وتؤكد التقارير الدولية، أنه عند استكمال "ميناء الجيل القادم 2030"، سيصبح ميناء سنغافورة قادرًا على التعامل مع ما يعادل 65 مليون حاوية شحن، مما يجعله أكبر منشأة متكاملة في العالم، حيث تجري دراسة استخدام المركبات الأوتوماتيكية التي تسير بدون سائق، وأجهزة الفحص الذكية لرصد مخالفات الشحن كالقرصنة، وأيضا استخدام أحدث الأدوات لتحليل البيانات للرصد المبكر لمواقع التكدس المروري، فضلا عن تشجيع مشاركة القطاع الخاص، حيث جذبت الحكومة المستثمرين إلى سنغافورة من خلال توفير المناخ المواتي للاستثمار، وتقديم الحوافز الملائمة لإشراك القطاع الخاص، وأصبح هناك 20 من أكبر 25 شركة للخدمات اللوجستية في العالم، تدير عملياتها العالمية أو الإقليمية من سنغافورة.