أعربت دولة الكويت، أمام مجلس الأممالمتحدة لحقوق الإنسان اليوم الثلاثاء، تأييدها الكامل لكل الجهود الرامية إلى احتضان قيم التسامح وزرع ثقافة السلام. وذكرت وكالة الأنباء الكويتية أن هذا جاء في كلمة دولة الكويت أمام الدورة ال 36 لمجلس الأممالمتحدة لحقوق الإنسان والتي ألقاها مندوب الكويت الدائم لدى الأممالمتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف السفير جمال الغنيم في إطار التعليق على التقرير السنوي لمفوض الأممالمتحدة السامي لحقوق الإنسان وتقارير مفوضية الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان والأمين العام للأمم المتحدة. وأوضح السفير الكويتي أن هذا التأييد يأتي انطلاقًا من ثقافة الكويت العربية الإسلامية وذلك بما يعزز حقوق الإنسان والمساواة بين الجميع رغم الظروف الصعبة التي تنتج عن الصراعات في منطقتنا. كما أكد إيمان دولة الكويت العميق بشمولية حقوق الإنسان وترابطها، الأمر الذي يدفعها للمطالبة بتعزيز الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بما فيها الحق بالتنمية لاسيما أن هناك تيارًا داخل المجلس يركز في تعاطيه مع القضايا المطروحة على الحقوق المدنية والسياسية وهو توجه يتعارض مع مبدأ شمولية هذه الحقوق. ولفت إلى أن دولة الكويت تعرب عن القلق بشأن ما تشهده المنطقة العربية من النزاعات المسلحة التي تعرض حياة أبناء بعض الشعوب للمخاطر وتنتهك الحقوق الأساسية للفئات الضعيفة وما يتبع ذلك من تشرد وتهجير. وقال إن كل هذا يحدث ومع الأسف الشديد، في الوقت الذي نتمنى أن نرى عجلة التنمية المستدامة تدور لتحقيق الأهداف المرجوة منها لشعوب المنطقة. وفي السياق ذاته أشار السفير الغنيم إلى أن دولة الكويت تدين وبشدة استمرار القوات الإسرائيلية في احتلال الأراضي الفلسطينية وارتكابها لانتهاكات صارخة ضد الشعب الفلسطيني الأعزل ضاربة بعرض الحائط القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني ومجلس الأممالمتحدة لحقوق الإنسان وقراراته. وأضاف "أنه لمن المؤسف أن يدور كل ذلك في ظل فشل دولي لمساءلة السلطات الإسرائيلية عن جرائمها بينما يتراجع اهتمام المجتمع الدولي بمسيرة السلام في الشرق الأوسط ما فاقم من تعقيدات الموقف وضاعف من التداعيات التي أسهمت في استمرار تهديد الأمن والاستقرار لمنطقتنا. كما أوضح إدانة دولة الكويت للإرهاب والتطرف العنيف "الذي امتد وباؤه فطال الدول والمجتمعات تحت مختلف المسميات والشعارات المتطرفة في ظاهرة غير مسبوقة فأصبح يهدد أمنها واستقرارها ويستهدف أرواح الأبرياء الأمنين. وطالب السفير الكويتي ب"ضرورة مواجهة هذه الآفة مهما كانت دوافعها أو مبرراتها وأيًا كان ضحاياها وذلك لقناعة الكويت بأن الإرهاب لا دين له ولا هوية ولا جنسية". وأكدت دولة الكويت وقوفها صفًا واحدًا "متضامنة مع المجتمع الدولي لمحاربة الإرهاب بجميع أشكاله وصوره والعمل على تجفيف منابعه وذلك للقضاء على هذه الظاهرة الخطيرة ليعم الأمن والاستقرار كل الدول والشعوب لا سيما في ظل الظروف الدقيقة والأوضاع الحرجة التي تعصف بالمنطقة". وشدد على استمرار دولة الكويت في دعمها لمكتب مفوض الأممالمتحدة السامي لحقوق الإنسان نظرًا لما يقوم به من جهد كبير لنشر حقوق الإنسان حول العالم تماشيًا مع الولايات المناطة بها ومع تطلعات مختلف البشر لجهود هذا المكتب في خلق عالم جديد يسوده العدل والقانون. وأوضح أن دولة الكويت تدرك التحديات التي تواجه أعمال المفوضية السامية والتي تهدف إلى تمتع جميع البشر بحقوقهم الأساسية بما يتماشى مع التزامات الدول بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان ويتفق مع تطلعاتها لعالم يعمل على تحقيق التنمية المستدامة في إطار يسوده الأمن والأمان. يذكر أن أعمال الدورة ال 36 لمجلس الأممالمتحدة لحقوق الإنسان تتواصل من ال11 من سبتمبر إلى 29 منه وتشهد استعراضًا مكثفًا لملفات حقوق الإنسان كافة، تمهيدًا لطرح عدد من القرارات ذات الصلة بها في اختتام أعماله.