تنافس القطط والكلاب.. "الحرباء".. أحدث تقاليع هدايا البنات في مصر

لم تعد "الحرباء" هي هذا الحيوان المخيف المنفر ذي اللدغة القاتلة، إذ باتت أحدث صيحة في عالم الهدايا المتبادلة بين الفتيات، بل وبين المخطوبين وغيرهم.
التقليعة الجديدة استمدت الفتيات فكرتها من مسلسل "الحرباية"، الذي تم عرضه في شهر رمضان الماضي، حيث التقت هيفاء وهبي بعراف أهداها "حرباء" كان يحملها بيده، ناصحا إياها أن تتخذ من هذا الحيوان المفترس عبرة في الحياة، وتتعلم منه كيف تتلوّن وتتبدل في هذه الحياة بتبّدل المواقف والأيام كي تستطيع التكيّف معها.
هدى أيوب صاحبة متجر إلكتروني لبيع الحيوانات الأليفة قالت في تصريحات ل "بوابة الأهرام": تجارة "الحرباء" ظاهرة آخذة في التنامي في مصر، لم تكن أبدا معروفة من قبل.
لكن في الشهور الماضية بدأت الفتيات يسألن عنها، فبدأت أعرض بيعها عبر صفحتي على فيس بوك، والتي كانت قاصرة من قبل على بيع القطط والكلاب الصغيرة والعصافير.
أضافت: معظم طلبات شراء الحرابي التي أتلقاها تكون من فتيات، بل وبعضهن يطلب وضع "الحرباء" في قفص ملوّن بأكثر من لون كي تتلون الحرباء بهذه الألوان أثناء تجولها داخل القفص، فالمعروف عن الحرباء أنها تتلوّن بلون البيئة المحيطة بها.
والبعض الآخر يطلب وضعها في حوض زجاجي مفروش بالرمل وورق الشجر، ليوفر لها البيئة الطبيعية التي تحيا فيها، خاصة أن "الحرباء" لا تشرب الماء من أي إناء كما هو الحال مع العصافير مثلا، بل تشربه من أعلى ورقات الشجر والأسطح، لذلك نقوم بوضع قطرات من الماء على ورقات الشجر حينما نرغب في سقاية الحرابي.
وبحسب "أيوب" تتراوح أسعار الحرابي من 40 ل 200 جنيه، حسب طولها وحجمها ونوعها، إذ يختلف حجم "الحرباء" اختلافا كبيرا في حجم الجسم فأقل طول للحرباء يمكن أن يصل إلى 15 ملم وأقصى طولها يصل ل 68.5 سم، أما وزنها فيتراوح بين 0.01 - 2 كيلوجرام.
نبيل هشام مهندس بترول قال ل"بوابة الأهرام": ولعي الشديد بالحيوانات وتربيتها دفعني للتفكير في دراسة الطب البيطري، لكنني لأسباب أسرية التحقت بكلية الهندسة، ولأن طبيعة عملي تحتم عليّ التواجد في الصحراء لفترات طويلة، استغل هذه الفترات في اصطياد أنواع مختلفة من الزواحف من بينها الحرابي، واصطياد الحرباء أبسط مما يكون، بإمساكها من ظهرها كالقطة ووضعها في قفص أو علبة كرتون بها متسّع للحركة والتنفس.
في كل مرة أحضر فيها إلى القاهرة اصطحب معي في علب كرتون من 4 ل 5 حربايات، وأعرضهن على "جروب" مخصص للاهتمام بالحيوانات على فيس بوك كهدية للراغبين، وبالفعل تتواصل معي الكثير من الفتيات الراغبات في اقتناء الحرابي للحصول عليها.
سارة مدحت التي يعتبرها الكثيرون خبيرة تربية الحرابي على أكبر تجمع نسائي مغلق على فيس بوك " حد يعرف للسيدات فقط" قالت إنها منذ طفولتها مولعة بتربية الحيوانات، لذلك تربي في منزلها قط وكلبان وسلحفاة فضلا عن ال"حرباء" التي انضمت لقائمة حيوانتها المنزلية منذ 4 أشهر.
قالت سارة ل"بوابة الأهرام": القط الذي أقوم بتربيته يرتعد خوفا من الحرباء، لذلك وضعتها داخل قفص محكم الغلق واتركها بجواره في الغرفة كي يعتاد على وجودها معه في نفس المكان.
ويوميا أقوم بتوقيف الحرباء على كفة والوقوف بها في البلكونة لتصطاد بلسانها الطويل الذباب أو بعض الحشرات التي تتغذى عليها.
كما تتغذى على بياض البيض المسلوق المقطع لقطع صغيرة، فضلا عن الخضروات.
ونفت الفتاة الثلاثينية أن يكون للحرباء خطورة كبيرة على صحة مربيها قائلة: لدغتها مؤلمة جدا، لكنها غير قاتلة وغير سامة، وتربيته منزليا معروفة ومعتادة جدا في الغرب كما هو الحال في "أوهايو" التي ولدت ونشأت بها قبل أن استقر في مصر منذ عامين ماضيين.
هو حيوان هادئ جدا وفي قدرته على تبديل لون جلده تتجسد قدرة الخالق سبحانه وتعالى.