بخطاب ركيك خال من أية محاولة لوضع حلول للخروج من مأزق الأزمة الذي وضع نفسه وشعبه إياها، في أول ظهور متلفز له عقب الأزمة القطرية مع ع من الدول العربية، ظهر أمير قطر تميم بن حمد آل ثان في مدة لم تستغرق 15 دقيقة علي التليفزيون القطري، زعم خلاله صمود الشعب القطري أمام حالة الحصار المفروضة من قبل دول المقاطعة العربية بشكل تلقائي وعفوي وأنه أذهل العالم في مواجهة ما أسماه حملات التحريض غير المسبوقة في النبرة. حالة الانكسار بدت واضحة علي وجه الأمير القطري الشاحب من الوهلة الأولي لطلته علي التلفاز، وحمل سياق خطابه عدة تناقضات، ما أثار حفيظة القطريين أنفسهم، ففي خضم حديثه قال "الحياة في قطر تسير بشكل طبيعي منذ بداية الحصار"، لكنه ربما لم يتدارك ماقال سالفًا ليعترف بحجم المأساة التي سيدخل فيها الشعب القطري إن لم يتراجع عن اندفاعه، وأضاف في معرض الخطاب: لا أقلل من حجم المعاناة التي سببها الحصار. لكنه، وفي أعقاب هذا الخطاب دشن مغردون علي موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" هاشتاج يحمل اسم "#خطاب_تميم"، والذي لاقي ردة فعل كبيرة، إلي أن تصدر الهاشتاج تغريدات الموقع بما يزيد علي 15 ألف تغريدة حتي كتابة هذه السطور، وحملت فحواها انتقادات لاذعة للخطاب الذي ألقاه الأمير القطري، ردًا علي مطالب الدول العربية الأربع. محمد جلال الريسي، أحد المغردين، قال في أثناء تعقيبه علي هذا الخطاب "بكل وضوح #خطاب_تميم خطاب مكابرة ومحاولة لتطمين الشعب القطري الذي بدأ يفقد صبره من سياسات حكومته باختصار أنه #الانتحار_السياسي_لحكومة_قطر"، وأعقبه آخر بالقول: خطاب ركيك مرتبك مسجل، يستعطف فيه شعبه و بعض المخدوعين فيه و يكذب ب استخدام مفردة الحصار"، وأضاف آخر: انتظره شعبه لأكثر من شهرين وعندما قرر الظهور ظهر لهم في وضع نفسي منهار ومرتبك، وخطاب يناقض فيه نفسه ويكذبها ... فأصيبوا بصدمة. التطمينات التي حاول بثها أمير قطر في أثناء حديثه لم ترق إلي مستوي الرضاء العام لا علي المستوي الشعبي ولا علي المستويين السياسي والدبلوماسي، وجاء في خطابه: إننا منفتحون على الحوار لإيجاد حلول للمشاكل العالقة... وأي حل للأزمة يجب ان يقوم على مبدأين وهما أن يكون الحل في إطار احترام سيادة كل دولة وإرادتها وألا يوضع في صيغة إملاءات من طرف على طرف بل كتعهدات متبادلة والتزامات مشتركة ملزمة للجميع ونحن جاهزون للحوار والتوصل إلى حلول في القضايا الخلافية كافة في هذا الإطار". ويري مازن بن عبدالله، أحد المغردين، أن أمير قطر وهو يلقي الخطاب كان يرتعد بالخوف، قائلًا: من العيب أن يلقي أمير خطابًا وهويرتعش ويكاد يبكي من الخوف وكأن الخطاب يفرض عليه والكارثه أن من كتبه متناقض!. وحول تطرقه للقضية الفلسطينية والاشتباكات الدائرة حاليًا مع قوات الاحتلال الإسرائيلي التي تفرض حظرًا كاملًا علي دخول المسجد الأقصي لما هم دون ال50 عامًا، حملت تغريدة خلف الحسيني "يُطالب بالوحدة من أجل القدس.. وهو فاتح خط مباشر مع إسرائيل! للأمانة لحس مخنا"، فيما أضافت غادة من البحرين: المتاجرة بالقضية الفلسطينية كانت خاتمة #خطاب_تميم، كما هي الجزيرة تتراقص على جراحنا .. رئيس التحرير واحد !، ويضيف آخر "يتكلم عن الأقصى وعلم إسرائيل يرفرف بالدوحة". وعقب آخر علي الصورة التي كانت تعلو الأمير القطري خلفه بالقو:ل كل الي في الصوره فوقك منقلبين على بعض، ورغم حرص الأمير القطري من توجيه الشكر للحكومة التركية في مساعيها للوقوف بجانب قطر في محنتها إلا أن أنه لم يسلم من النقد أيضًا، وهو ما حملته تغريدة أحمد الشمراني التي جاء فيها: كُتب في إيران وراجعته تركيا وإجازة عزمي وقام القرضاوي بالتشكيل والتنوين!!. وكان أمير قطر قد تطرق إلي دول الوساطة وأشاد بدورها، لا سيما جهود الوساطة التي يقوم بها أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، معربًا عن أمله في أن تكلل جهود أمير الكويت بالنجاح، وكذلك تقديره "للمساندة الأمريكية للوساطة والمواقف البناءة لألمانيا وفرنسا وبريطانيا وأوروبا عموما وروسيا". كما أشاد ب"الدور المهم الذي لعبته تركيا في إقرارها السريع لاتفاقية التعاون الإستراتيجية الموقعة بيننا والمباشرة في تنفيذها"، ووجه الشكر كذلك إلى "كل من فتح لنا أجواءه ومياهه الإقليمية حينما أغلقها الأشقاء".