يمثل شهر رمضان المبارك فرصة للمسارعة في الخيرات، وبينها التبرع للمحتاجين، ويبقى الفنانون في بؤرة الضوء، بحثا عن أيهم أكثر تبرعاً، لا سيما في ظل مشاركتهم في حملات واسعة لجمع التبرعات للمرضى والفقراء. ويتبرع أغلب الفنانين بأجورهم في تلك الإعلانات، بينهم الفنان محمد هنيدي الذي شارك في حملة إعلانات إفطار 5 ملايين صائم، وكذلك النجوم المشاركون في إعلانات جمع التبرعات لمرضى السرطان، وبينهم أصالة، منى زكي، وظافر العابدين، إلى جانب كنده علوش وغيرهم. الأمر نفسه بالنسبة لحملة جمعية "رسالة" التى بين المشاركين فيها نيكول سابا، ومصطفى قمر، إلى جانب محمد ثروت. غير أن بعض الفنانين لم يكتف بالتبرع بأجر المشاركة في الإعلان، وذهب إلى أبعد من ذلك بالتبرع بالمال. وقد كشف الدكتور أحمد فتحي، عميد معهد القلب، أن الفنان عمرو سعد تبرع بنصف مليون جنيه للمعهد ومرضى القلب، موضحا أن المجتمع المدني عليه دور في المساعدة في علاج مرضى القلب داخل المعهد، خاصة أن الميزانية الخاصة بالمعهد لا تكفي، ومشيرا إلى أنهم بحاجة إلى تبرعات أهل الخير للمساعدة في علاج المرضى مع ارتفاع تكاليف الجراحات والمستلزمات الطبية. ولم تكتف الفنانة عايدة الأيوبي بالغناء في حفل سحور مستشفى "بهية" لعلاج سرطان الثدي، بل بدأت المزاد الخيري لمصلحة المستشفى بالتبرع بالعود الخاص بها. أما الفنان الأكثر تبرعا فكان محمد رمضان الذي أثار جدلا واسعا بنشر شيكات تبرعاته، وهو ما عرضه لانتقادات عدة، بينما أشاد آخرون بالخطوة، واعتبروها قدوة للممثلين. وقد نشر "رمضان" صورة لشيك بمليون جنيه تبرَع به لجمعية أصدقاء قصر العيني، وكتب على صفحته بموقع "فيسبوك": "مستشفى قصر العيني أكتر من 180 سنة وهي تحتضن أهالينا غير القادرين من جميع أنحاء مصر.. وبها أفضل أطباء مصر في جميع التخصصات.. لكم مني كل التحية والتقدير.. وهذا التبرع أقل واجب". ويعتبر هذا التبرع هو الثالث له خلال 3 أيام؛ إذ نشر "رمضان"، قبلها بأيام، صورة شيك بمليوني جنيه، تبرع به إلى أصدقاء جمعية المبادرة القومية ضد السرطان؛ وذلك لتوصيل الصرف الصحي. وجاء ذلك بعد زيارته مستشفى 57357 لسرطان الأطفال، وأكد في منشوره أن خطوته جاءت بعد دراسة، في إطار السعي لمواجهة السرطان قبل انتشاره. وبعد ساعات قليلة، نشر صورة لشيك آخر بمليون جنيه قدمه لمؤسسة المعهد القومي للأورام الجديدة "500 500". كان "رمضان" قد شارك أيضا في إعلان لجمع التبرعات لمستشفى "500 500" مع عدد آخر من الفنانين العرب والمصريين، ونشر الفيديو الدعائي له على صفحته ب"فيسبوك"، داعيا إلى التبرع لمصلحة المستشفى؛ وهو ما دفع بعض المتابعين إلى التعليق بأولوية أن يتبرع كل فنان ظهر في إعلانات جمع التبرعات بمبالغ مالية، وبعد أقل من يوم بدت استجابة رمضان لتلك الدعوات. وقد دافع "رمضان" عن لجوئه إلى الإعلان عن قيمة تلك التبرعات، مقللا من أهمية الانتقادات التي تعرض لها، حيث قال: "ده طبيعة الحال.. مافيش حد بيجتمع عليه كل الناس، والناس ما اجتمعوش على أي شىء في الدنيا، وأنا بتبسط بالهجوم على فكرة". وأضاف: "لو كل الناس اتفقوا عليك اعرف انه انت فيك حاجة غلط وده المعادلة السليمة للشخص الناجح". وفي مواجهة المنتقدين، وجدت خطوة رمضان استحسان آخرين الذين أثنوا على عطائه ودعمه مرضى السرطان. ودافع الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، عن مشاركة بعض الفنانين ولاعبي كرة القدم في إعلانات عمل الخير بشهر رمضان، قائلا:"العمل العلني في هذه الحالة مستحب، حتى يقتدي بهم غيرهم في فعل الخير". وأشار "كريمة" إلى أن نشر الفنان محمد رمضان قيمة تبرعاته على مواقع التواصل الاجتماعي كان بغرض تشجيع غيره على فعل الخير.