هي سيدة أعمال متعددة المواهب لا تكتفي بما حققته من نجاح في تغيير أكبر شركتين في العالم لكنها تسعي أيضا ومن خلال اصدارها لكتاب مثير للجدل والحركة الاجتماعية المصاحبة له الي تغيير حياة نساء أخريات الي الافضل. هي سيريل ساندبرج43 عاما المديرة التنفيذية الطموحة لشركة فيس بوك وتعد واحدة من اكثر النساء نفوذا في امريكا والتي قررت أن تخوض تجربة جديدة وهي تغيير ميزان القوي برفع مكانة المرأة في العمل وزيادة نسبة تمثيل المرأة في الوظائف القيادية في الشركات ومجالس اداراتها15%. في كتابها الانحناء: النساء والعمل والرغبة في القيادة تسعي ساندبيرج الي رفع مستوي الوعي لدي النساء وإثارة حماسهن, وتقول نعم للتحديات والفرص في العمل وتؤكد علي أمرين الاول كيف تغير المجتمع من خلال اجيال متعاقبة من الحركات النسائية والثاني يتعلق بنظرة المجتمع للنساء وتأثيرها علي نظرة النساء لأنفسهن. عنوان كتابها يعكس اهتمامها بلغة الجسد اهتماما واضحا حيث لاحظت ساندبيرج ظهور النساء بمظهر يفتقر الي الثقة بالنفس ولذلك تدعو الي تعليم النساء فن التفاوض لتقدم المرأة وتقول ان البيئة المثالية لتدريب النساء علي الريادة هي تلك التي يوجد بها دعم متبادل بين النساء.وساندبيرج ليست غريبة عن النجاح ففي عام2011 اختارتها مجلة فوربس ضمن اكثر نساء العالم نفوذا بعد المستشارة الالمانية انجيلا ميركل, هيلاري كلينتون, رئيسة البرازيل ديلما روسين والرئيسة التنفيذية لشركة بيبسي كو اندريا نوي.ولكن ساندبيرج تتعرض لانتقادات شديدة باعتبارها واحدة من كبار المسئولين التنفيذيين في واحدة من اكثر الشركات نجاحا في التاريخ الامريكي وهي مليارديرة تعيش في منزل كبير, لديها زوج ناجح وثري, لديها كافة الامكانيات التي تضمن رعاية طفليها حينما تكون في اجتماعات الشركة او في دافوس او تلقي محاضراتها وهو ما لا يمكن ان تحظي به كثير من النساء العاملات ويساعدهن علي تحقيق التوازن بين العمل والحياة الخاصة.غير أن الواقع أن شخصية ساندبيرج لا يمكن الا أن تحظي باعجاب أي شخص سواء كان امرأة او رجل فهي استطاعت أن تخترق مناخ كوري وتصعد الي قمة عالم الرجال حيث لا يوجد سوي21 امرأة فقط في مقاعد رئاسة فورتشن500, ولمع اسمها في سيليكون قفالي في اكبر شركتين فيها جوجل وفيس بوك.وتسعي ساندبيرج الي احداث تغيير اجتماعي مؤثر ومساعدة الاخريات للوصول الي نفس المكانة التي وصلت اليها بالدعوة الي العمل في كل مكان لكي تخطو خطوة الي الامام تقودهن الي مستوي التحدي والارتقاء الي الصفوف الاولي. ربما كان هناك مؤشر ما في نشأتها في ميامي في السبعينات عندما كانت طفلة صغيرة حيث انتقلت عائلتها من واشنطون وكانت تجري في انحاء المنزل ليتبعها اشقاؤها ويصرخون صواب علي كل ما تقوله. أبرز ما يميز ساندبيرج في جميع حياتها المهنية هو الثقة بالنفس إذ سطع نجمها في هارفارد حيث تخصصت في الاقتصاد ثم عملت فيما بعد مع لورانس سامرز في ادارة كلينتون مما أتاح لها الاختلاط بصفوة الاغنياء واصحاب النفوذ وتكتسب سمعة جيدة, ولكن عندما تولي الجمهوريون الحكم بعد انتخابات عام2000 تركت العالم الذي نجحت فيه وانتقلت الي الساحل الغربي لتولي وظيفة ادارية في جوجل التي حققت نجاحا فيه وانتقلت الي الساحل الغربي لتولي وظيفة ادارية في جوجل التي حققت نجاحا باهرا فيها بتوصله الي صفقة معAOL لتضع الشركة علي طريق الربحية بمساعدتها في اعمال الدعاية علي موقع البحث. وتابعت العمل حتي وصلت جوجل الي مرحلة الاكتتاب العام الاولي التي كانت نقطة تحول حاسمة في تاريخ وول ستريت والي ان حققت مبيعات سنوية بقيمة16.6 مليار دولار في عام2007. وفي عام2008 انتقلت الي فيس بوك التي قال عنها مؤسسها مارك زوكربيرج انها شركة لا تسعي لربط الاشخاص اجتماعيا فحسب وانما تستهدف جعل الشركات والحكومات والعالم كله افضل, وبحلول عام2010 حققت فيس بوك ارباحا جيدة. وبعد عامين تم طرح أسهم الشركة في البورصة في خطوة جعلت العديد من موظفيها اثرياء حتي بعد انخفاض سعر السهم بمجرد بدء تداوله. وقدرت ثروة ساندبيرج من فيس بوك في اعقاب الاكتتاب العام الاول بملياري دولار تقريبا. ومؤخرا باعت ما قيمته56 مليون دولار أو نحو5% من الاسهم التي تمتلكها. ساندبيرج هي قصة نجاح وطموحاتها لن تقف عند فيس بوك لاسيما انها تعمل فيها منذ سنوات وهي فترة كافية بالنسبة لها لتشعر بالملل. وهناك شائعات عن طموحاتها السياسية للمستقبل.تعتمد فلسة شيريل ساندبيرج في الحياة علي المساعدة الذاتية وقد دعت النساء لارساء قصص نجاحهن علي موقعها الالكتروني. قد تقتنع بعض الشركات الكبري بدعوة ساندبيرج لدعم مشروع رفع الحد الادني للاجور والرعاية الصحية الشاملة او منح الام العاملة اجازة مدفوعة لكن هناك مخاوف الا تحظي الافكار الثورية لساندبيرج باهتمام واسع وسط الصخب الحالي بالرغم من شعور كثير من ابناء الطبقة العاملة والطبقة الوسطي في امريكا بعدم المساواة والقلق ازاء استمرار مرض الاقتصاد*