موسي : لايمكن تجاهل دور تركيا الاقليمي وتجربتها التنموية الناجحة ايا كان شكل العلاقات معها ابو الغيط:مواقف أردوغان كانت استفزازية أثناء زيارته...واﻷمن المصري أعطي علقة للتركي. الريدي:هؤلاء الناس ينظرون الي مصر كولاية تركية وقد رأينا ذلك خلال زيارة أردوغان للقاهرة
شهدت القاهرة مساء امس الاحد 17 مارس واحدة من أهم الندوات،التي ناقشت العلاقات المصرية التركية وعرجت الي مستقبلها..برغم ما شهدته من تدهور بسبب مواقف وسياسات نظام حكم الرئيس التركي عقب ثورة 30 يناير وانتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسي في يوليو 2014. جاء ذلك بمناسبة مناقشة كتاب السفير عبد الرحمن صلاح سفير مصر السابق في أنقرة خلال الفترة 2010 - 2013 "كنت سفيرا لدي السلطان "وهي الفترة التي مثل السفير خلالها 4 أنظمة مصرية بداية من نظام مبارك الذي عينه بمنصبه، ثم المجلس العسكري، تلاه نظام حكم الرئيس المؤقت عدلي منصور ثم نظام الاخوان برئاسة محمد مرسي ،حتي تم سحبه بعد تخفيض العلاقات ﻷدني مستوي وابعاد سفير تركيا من القاهرة علي اصر مواقف نظام حكم اردوغان تجاه ثورة 30 يونيو وحكم الرئيس السيسي. جري ذلك بحضور كل من اﻷمين العام الاسبق للجامعه والوزير الاسبق للخارجية عمرو موسي، والامين العام الحالي والوزير الاسبق أحمد ابو الغيط ،والسفير عبد الرؤوف الريدي،الرئيس السابق للمجلس المصري للشئون الخارجية وصاحب العرس والمناسبة السفير "صلاح" ورئيس مجلس ادارة دار النهضة التي تولت توثيق الكتاب وطبعه السيدة داليا ابراهيم. وقد احتشدت القاعة التي شهدت هذه الاحتفالية"باحد فنادق القاهرة الشهيرة"بقيادات ورموز وزارة الخارجية في مقدمتهم السفراء:د.محمود السعيد ،د.عزت سعد ،محمود متولي ،د.محمد بدر الدين ،رؤوف سعد، شكري فؤاد، فهمي فايد ،محمود عوف ،محمد رفيق خليل، محمد مرسي ، ومهدي فتح الله ومحمود عوف ، جيلان علام ، وفاء بسيم ، وفاء الحديدي،حازم خيرت ، د.علاء الحديدي،حازم رمضان،أحمد ايهاب جمال الدين وخالد شمعه،. وقد تباري في الحوار كل من الوزيرين الأسبقين:عمرو موسي وأحمد ابو الغيط..خاصة الثاني "ابو الغيط "في كشف اسرار من كواليس العمل بالوزارة وأسس وقواعد ترشيح وتعيين السفراء والتعامل مع الاتراك اذ أن الكتاب يستعرض فترة عمل السفير"عبد الرحمن صلاح"في تركيا والتي مثل خلالها وتعامل مع 4 رؤساء مصريين بدءا من مبارك حتي سقوط نظام الاخوان بزعامة محمد مرسي.. الكتاب كما استعرضته المنصة كشف عن عبقرية السفير ونجاحه في اختراق وفهم النظام والمجتمع التركي خلال العام الاول "كما ذكر أبو الغيط" كما استعرض التوجهات التركية وكيفية تعامل مصر معها.. في بداية اللقاء قال السفير عبد الرؤوف الريدي أن هذا الكتاب يشهد بميلاد روائي جديد علي الساحة الدبلوماسية في مصر ،وقال "اعتقد انك ولا الوزير الذي رشحك -احمد ابو الغيط - كان يخطر بباله انك ستعود من انقرة بهذا الكتاب وهذا الكنز من المعلومات". وأضاف الريدي "هؤلاء الناس كانوا ينظرون الي مصر بانها ولاية من ولايات الدولة التركية وقد راينا ذلك خلال زيارة اردوعان للقاهرة والحشد الذي رافقه ،وسلوكه في مطار القاهرة ومنعه رئيس الوزراء المصري من قضاء حاجته.حتي موضوع ال 2 مليار دولار التي حيل بين سفير مصر في تركيا لحضور مفاوضاتها وهذا تصرف لا يتفق مع ابسط قواعد الدبلوماسية والبروتوكول باعتباره ممثلا لرئيس الدولة..وتبين انه مفيش منحة لا ترد وانما ملبار قروض بشروط ميسرة..كما ان الكتاب تميز بأن مصر كانت في خاطر السفير حيث خصص فصلا لموضوع العشوائيات وكيف انه نقل تجربة تركيا وكيفية تطويرها لها ..حتي تستفيد مصر منها. وقال عمرو موسي : هذا الكتاب ..المهم يعكس مهمة سفير في تركيا جرت في ظروف متغيرة بالمنطقة كانت تركيا فيها من اللاعبين الرئيسيين،حيث انتهت مرحلة كانت مصر فيها زعيمة المنطقة وبدأت مرحلة تريد فيها تركيا الزعامة ، وظهرت طموحات اردوغان واضحة وكانت تركيا تعمل مع ايران علي تقسيم المنطقة واستبعاد مصر او استثمار خروجها والكتاب يشير الي هذا . واضاف موسي "كشف الكتاب أيضا عن ابتعاد تركيا شيئا فشيئا عن مصر واستبدال العلاقات معها بترتيبات جديدة والادعاء بأنها "تركيا" تمثل الاسلام المعتدل ، بمواجهة الحركات المتطرفة" ،وعموما فانها كانت ولا تزال لاعبا رئيسيا في هذه الترتيبات ، ولا اعتقد انها لم تكن تريد استبعاد مصر وانما تحجيم دورها وان تجعلها تسير في كنفها كتابع لها.. وقال موسي: ولا اعتقد انه توجد دولة عربية تقتنع بهذا،الطرح التركي والتقليل من دور مصر او تقليصه واتفق مع الريدي علي الثناء بدور الوزير الاسبق للخارجية محمد كامل عمرو وانه استطاع حماية الوزارة والدبلوماسية المصرية من التغول عليها ،واتفق مع السفير الريدي في تناول الكتاب للفصل الخاص بالعشوائيات وكيفية الاستفادة منها ،ﻷننا أمام قصة نجاح تركية أصلحت خلالها الادارة تماما..ولابد من الاقرار بهذا النجاح ودعكم مما يقال عكس ذلك .. ودافع عمرو موسي عن تجربة تركيا التنموية وقال أن هناك ادارة ناجحة أخذت بنصائح وروشته الاتحاد الأوروبي التي قدمت اليها حتي قبل ان تبدأ مفاوضات دخول الاتحاد فقد تبناها تورجوت اوزال ومن بعده سليمان ديمريل التزم بها اردوغان .. وتابع قوله "دعكم مما يقال عن تركيا ..أغلبه غير صحيح..الإدارة هناك ناجحة..جدا والاتحاد الأوروبي مقتنع بما جري ويجري وهو الذي ساعد الأتراك بروشتة الإصلاح وقام بتمويلها" ولابد من ضرورة الاستفادة منها برغم موقفنا من نظام حكمها ،خاصة في مجال تطوير العشوائيات. وقال الامين العام الاسبق للجامعه العربية أن "الادارة هي اساس النجاح والسبب الرئيسي في نجاح اردوغان ،حتي الاتحاد الاوروبي اشترط الاصلاح الاداري ،وتحمل تكلفة هذا الاصلاح فقط لبدء مفاوضات دخولها الاتحاد والحقيقة ان اوزال هو ابو الاصلاح الاداري وسار بعده سليمان ديميريل ثم اردوغان . وفي عرضه قال الامين العام للجامعه العرببة احمد ابو الغيط "أهنئ عبد الرحمن صلاح الذي اتعبته كثيرا ،وهو "السفير صلاح" قد خدم في واشنطن ونيويورك 4 مرات كما لم يحدث لدبلوماسي آخر غيره بالخارجية وكشف عن اسرار وملابسات اعداده لتعيينه سفيرا في موسكو ،ورفضه هذا الترشيح ،ثم تعيينه في انقرة وموافقة الرئيس مبارك علي هذا الترشيح ،وانه خلال اقل من عام نجح في الانغماس في المجتمع والدولة التركية..برغم عمله مع ادارة الاخوان التي كانت تفتقد للخبرة وحفاظه علي سفارته من تغول هذه الادارة عليها..واكد ان الدبلوماسي ينبغي ان يعمل باستقلالبة تامة لخدمة مصالح بلده والا يرتمي في حضن اي حزب او تيار .. وقال ابو الغيط :لي تجربة كبيرة مع تركيا كوزير للخارجية ثم امين عام للجامعه وانا لمست وشاهدت سياسات انقرة وهم كان لهم نوايا ومخطط ويكفي ان الرئيس مبارك واردوغان لم يلتقيا ابدا ،وحين حدثت ازمة غزة 2008 زعم احمد داوود اوغلو انه يريد دعم غزة قلنا له شكرا هذه قضيتنا.. اضاف ابوالغيط "اردوغان له هدف واحد هو استخدام الاسلام لتحقيق اهداف سياسية ،وحرسه حين زار مصر في عهد حكم الاخوان تم طرده من الحرس الجمهوري المصري في شرم الشيخ لانهم كرروا ما فعلوه في القاهرة ،والحرس الجمهوري المصري أعطاهم علقة ورفضت الاعتذار لوزير خارجيتهم احمد داوود اوغلو ..لانه مش ممكن نقبل أن يتكرر اللي حصل منهم في مجلس الوزراء أثناء اجتماعهم مع رئيس الوزراء ولا يمكن السماح لضابط تركي دخول مؤسسة الرئاسة حاملا سلاحه... السفير الريدي عقب بقوله : ما حدث من سلوك يكشف حقيقة تفكير أردوغان وانه كان يعتبر مصر ولاية تركية...لكن مصر كانت وستبقي له بالمرصاد.وواصل ابو الغيط "الشيئ المؤكد أن سياسات تركيا في الاقليم خاطئة ولايهمها سوي مصالحها واي متابع لما يحدث منها تجاه سورية يكتشف ذلك واري ان الاهداف التركية لم تتحقق وهم خسروا مصر ومن يخسرها يخسر كثيرا جدا لما لديها من قوة ومكانة وتاثير" واشار ابو الغيط الي أن الاتراك يشجعون ويدعون جماعات مسلحة في ليبيا من خلال "كونتينرز السلاح " الذي يهدد الامن المصري.والمؤكد ان النار التي اشعلتها تركيا ارتدت عليها. وفي الختام قال السفير عبد الرحمن صلاح أن تركيا دولة مهمة بالمنطقة ولابد من دراسة جيدة عنها وتحليل الوضع بها وكذا إبقاء سياسة الباب المفتوح معها...واثق ان هذا ما يحكم الاستراتيجية والسياسة الخارجية المصرية..وكانت تلك رؤية عمرو موسي أيضا.واضاف "انا رصدت فقط ما شاهدته وعايشته من وقائع لاحظتها بنفسي هناك من يري انني متناقد في عرضي بين وجهتي نظر متناقضتين ، هناك من يروا ان تركيا اردوغان من 2002 الي 2011 ليست هي ما بعد 2011 "وتابع السفير عبد الرحمن صلاح حديثه قائلا "لكن العلمانيبن الاتراك يرون فيه ان اردوغان لم يتغير وانها يسعي الي احياء حلم الامبراطورية والسلطنة"وقال "الاخوان كانوا يعتقدوا ان تركيا ليست النموزج لهم وانهم هم الذين سيكونوا نموزجا لتركيا "، وعموما حين يعود الاتراك الي عقلهم ممكن نتعامل معهم لان تركيا دولة مهمة في المنطقة لابد من دراستها والتعامل معها،وانا مع سياسة الباب المفتوح معها واعتقد ان هذه النظرة الاستراتيجية للسياسة المصرية".