ربما لا يختلف كثيرون على أن النجم محمد صلاح لاعب المنتحب الوطنى ونادى ليفربول الإنجليزى، حقق نجاحا عالميا كبيرا فى مجال كرة القدم -اللعبة معشوقة الجماهير من جميع الفئات مصريا وعالميا- لم يسبقه إليه لاعب مصرى آخر، واقع الأمر أنه نجح أيضا فى تطوير نفسه على جميع المستويات، الوصول إلى النجاح سهل ولكن الحفاظ عليه أمر صعب، صلاح استطاع أن يطور نفسه ويستوعب ثقافة المجتمع الأوروبى الذى يعيش فيه، تلك الثقافة التى جعلته يحرص على تطوير أدواته والإيمان بأنه لا نجاح دون تعب وعمل جاد، "لم أكن أحب القراءة قبل الاحتراف فى أوروبا ولكن حاليا لدى اهتمام كبير بالقراءة والتعلم المستمر.. لا أخجل من أن أقول لست أعرف فى موضوع ما.. النموذج الذى أحتذى به قد يكون بطل رواية أو أحد اللاعبين الكبار". عرفت أن علاقة رئيس بنك الإسكندرية إنتسيا سان باولو، دانتى كامبيونى، بدأت مع صلاح عندما كان يعلب لنادى روما، وبطبيعة أن السيد كامبيونى يتولى منصبه فى مصر ويعايش عن قرب الجماهيرية التى يتمتع بها نجم كرة القدم المصرى بعد احترافه، فقد كان حريصا على أن يلتقى صلاح فى زيارته لوطنه إيطاليا، وقد لفت انتباهه وأثار إعجابه عندما وجده يتحدث الإيطالية بطلاقة، وهو الآن يتحدث الإنجليزية بعد أن انتقل إلى ليفربول، من يفعل ذلك -دون شك- هو حريص على التعلم واستيعاب الثقافة فى المجتمع الذى يعيش فيه، اللغة أهم أدوات الاستيعاب الثقافى، ربما هذا ما يفسر تألق النجم المصرى العالمى المستمر، لأنه يؤمن بضرورة العمل الدائم على تطوير قدراته، وكما ذكر فقد كان أمامه أقل من ساعة خلال زيارته إلى السنغال لتسلم جائزة أفضل لاعب فى إفريقيا، ورغم ذلك تحدث إلى المسئولين بالفندق لحجز ساعة للتدريب فى "صالة الجيم" وعندما لم يجد حجزا ما كان عليه إلا أن يمارس التدريب بغرفته قبل الذهاب لتسلم الجائزة. صلاح الذى حافظ على بساطته ويتمتع بتواضع ملحوظ، لم ينجُ من حزب أعداء النجاح فى مصر، الذين يضيرهم جدا أن يحقق إحدى الشخصيات نجاحا وهم جالسون على مقاعدهم لا يفكرون فى تطوير أنفسهم أو السعى إلى النجاح والتسلح بأسبابه، ويبذلون كل جهدهم لتحطيم الناجحين بدلا من تحقيق النجاح، وقد تصيد هؤلاء بعض الكلمات للنجم العالمى خلال المؤتمر الصحفى الذى عقد يوم الإثنين الماضى فى نادى ليفربول، للإعلان عن الشراكة مع بنك الإسكندرية، وانتزعوا بعض الكلمات من سياقها فى محاولة بائسة للنيل من هذا النجم العالمى المحبوب. الرجل قال فى رده على سؤال حول تأثير "السوشيال ميديا" وضغوطها عليه فى كل مباراة يلعبها انتظارا منه لتسجيل الأهداف، وجاءت إجابته بكلمات واضحة، إذ أكد أنه لم يعد يخضع لتأثير ما يتردد على "السوشيال ميديا"، حيث يقوم بتقييم قدراته بنفسه وما يحتاج إليه من تطوير، وأن الإنسان كلما قام بتطوير نفسه وحرص على التعلم المستمر والقراءة، فإنه يتخلص من بعض العادات التى تميز الكثيرين فى المجمع المصرى، حيث إنه من الصعب أن تجد من يقول لك إنه لا يعلم فى أى مجال، مؤكدا أنه ينتمى إلى هذا المجتمع ومن إحدى القرى فيه، مضيفا أنه لا يخجل من أن يقول إنه لا يعلم فى أى شىء لا يعرفه. تصيد حزب أعداء النجاح هذه الكلمات فى محاولة الإساءة إلى صلاح، ولكن بكل تأكيد محاولتهم مصيرها الفشل لأن صلاح يتمتع بحب جارف وبساطة تميز شخصيته ويحب وطنه أكثر من هؤلاء المتصيدين.