ناشد الأمين العام للجامعه العربية أحمد أبو الغيط دول العالم أجمع ألا تغلق نافذة الأنروا في وجه الشعب الفلسطيني الذي عانى ويُعاني الكثير علي مدي عقود طويلة مضت ، كما دعا الولاياتالمتحدة على وجه الخصوص لإعادة النظر في قرارها تجاه الأونروا، وسداد مساهمتها كاملة في موازنة الوكالة لعام 2018. وفي كلمته أمام مؤتمرا دعم الأنروا المنعقد في العاصمة الايطالية روما لفت الأمين العام للجامعه الي خطورة التعدي على دور اللجنة المعنية باغاثة الشعب الفلسطيني،أو تقليص هذا الدور أو إضعافه..وقال أن " جميعنا يعلم ما تعنيه الأونروا لحياة خمسة ونصف مليون فلسطيني، وجميعنا يعلم ما ينطوي عليه تعثر عملياتها أو تراجع قدرتها على الوفاء بمهامها من تبعات انسانية وأمنية وسياسية خطيرة".وأضاف الأمين العام للجامعه العربية قوله "لتسمحوا لي أن أتناول في هذا الصدد أربع نقاط مختصرة: أولاً: الأونروا ليست –فقط- وكالة لتقديم الخدمات الإنسانية أو جمعية للإحسان.. الأونروا تعبر في الأساس عن التزام سياسي من جانب المجتمع الدولي –منصوص عليه في قرارات أممية- إزاء مأساة اللاجئين الفلسطينيين التي لم يستطع الحيلولة دون وقوعها منذ سبعين عاماً، ثم فشل في علاجها طوال هذه العقود الممتدة.. الأونروا تعكس هذه المسئولية الدولية المشتركة إزاء مصير شعب جرى تشريده، وما زال أبناؤه يعيشون على حلم العودة إلى الوطن يوماً. ثانياً: إن قضية اللاجئين الفلسطينيين ليست مأساة إنسانية فحسب، وإنما هي قضية سياسية في المقام الأول.. فملف اللاجئين، كما يعرف الجميع ويقر، هو أحد قضايا الحل النهائي .. ومحاولات تصفية هذه القضية الأساسية، أو شطب ذلك الملف وسحبه من طاولة التفاوض، عبر تقليص دور الأونروا أو المساس بولايتها، أو دمجها بالمفوضية السامية لشئون اللاجئين.. هذه المحاولات مكشوفة ومرفوضة ولن يُكتب لها النجاح، ولن تؤدي سوى إلى مزيد من التشبث من جانب الفلسطينيين والعرب بحق اللاجئين في حل عادل لقضيتهم بعد كل المُعاناة التي تعرضوا لها. ثالثاً: بصرف النظر عن قرار هذه الدولة أو تلك تقليص مساهمتها، أو التنصل من التزامها حيال الأونروا.. فإن ما تحتاج إليه هذه الوكالة الدولية هو آلية جادة ومستقرة توفر تمويلاً مستمراً وثابتاً ويُمكن التنبؤ به.. على أن يتناسب هذا التمويل وحجم عمليات الأونروا، والزيادة الطبيعية في أعداد اللاجئين .. إن من الواجب علينا جميعاً أن نُجنب الأونروا التعرض لأزمات متكررة كتلك التي واجهتها في الفترة الأخيرة .. وبحيث لا تعيش هذه الوكالة دائماً على "الحافة المالية"، شهراً بعد شهر، وعاماً بعد عام. رابعاً: إن تقليص موازنة الأونروا يرسل إلى الفلسطينيين رسالة بالغة الخطورة مؤداها أن العالم ليس معهم، ولا تهمه مأساتهم، ولا تعنيه معيشتهم، ولا يعبأ بمستقبلهم .. هذه رسالة خطيرة لأنها تجعل كل فلسطيني، لاجئاً كان أم غير لاجئ، يفقد الثقة في نهج التسوية السياسية للنزاع.. إن الأونروا واحدة من نقاط الضوء القليلة التي تمنح الفلسطينيين بعض الثقة والأمل في المستقبل، فقد مكنت ملايين الفلسطينيين من العيش بكرامة لسنوات، والكرامة –كما أشارت حملة الأونروا عن حق- "لا تقدر بثمن".. وقد ساعدت مدارس الأونروا –التي تخدم نصف مليون طالب- في تنشئة أجيال فلسطينية متعلمة وقادرة على الإسهام الإيجابي في المجتمع ..