قدم حزب حركة خمس نجوم المناهض للمؤسسات وحزب رابطة الشمال اليميني المتطرف،أمس الاثنين، عروض متنافسة لتشكيل حكومة عقب المكاسب الكبيرة، التي حققها الحزبان في الانتخابات التشريعية الإيطالية التي جرت الأحد، غير أن كلا الحزبين ليس لديهما خطة واضحة لتشكيل أغلبية برلمانية. يأتي هذا في الوقت الذي أعلن فيه رئيس الوزراء السابق ماتيو رينزي استقالته من قيادة الحزب الديمقراطي المنتمي لتيار يسار الوسط بعد هزيمة تاريخية، ولكنه قال إنه لن يترك منصبه قبل حل أزمة الحكومة الإيطالية. وقال رينزي، إن الحزب لن يدعم حزب حركة خمس نجوم المناهض للمؤسسات أو حزب رابطة الشمال اليميني المتطرف في تشكيل حكومة إيطالية جديدة. وأضاف، في كلمة ألقاها بمقر الحزب في العاصمة الإيطالية روما اليوم "يرجى العلم بأننا سنكون في صف المعارضة وهذا ما طلبه منا المواطنون الإيطاليون بأن نكون". على الرغم من كونه الخاسر الرئيس، فإن الحزب الديمقراطي يمُكن أن يكون بمثابة"صانع الملوك" بالنسبة للحكومة المقبلة. وأوضحت وزارة الداخلية الإيطالية أنه بعد اكتمال فرز الأصوات، فقد تبين فوز حزب حركة خمس نجوم بأكثر من 32 في المائة من الأصوات في غرفتي البرلمان، مشيرةً إلى أن مسألة تخصيص المقاعد لم يتم حسمها بعد، ولكن لا يُتوقع بأن يحصل أي حزب أو ائتلاف على أغلبية برلمانية. من جهته، قال لويجي دي مايو، زعيم حزب حركة خمس نجوم الإيطالية متحدثا من روما، إن " ما تحقق في هذه الانتخابات هو بمثابة نصر للحركة، نحن أكبر الفائزين"، مضيفاً أن هذا الفوز سوف يدفع حتما حزبه إلى أن يكون في حكومة البلاد". ومع ذلك، يأتي حزب حركة "خمس نجوم" خلف ائتلاف يميني حاز على 37 في المئة من الأصوات. ويضم هذا الائتلاف حزب رابطة الشمال الذي فاز بنسبة 4ر17 في المئة من الأصوات ،وحزب (فورزا ايطاليا"(إيطاليا إلى الأمام) بزعامة رئيس الحكومة الاسبق سيلفيو برلسكوني الذي حاز على 14 في المئة من الأصوات. وتحدث رئيس حزب رابطة الشمال ماتيو سالفيني، الذي قدم نفسه كزعيم للتحالف ورئيس الوزراء المنتظر من موطنه في ميلانو، قائلاً إن " ائتلاف يمين الوسط قد فاز في الانتخابات، ويمكنه أن يحكم البلاد"، مستبعدا السعي من أجل تشكيل حكومة معارضة للاتحاد الأوروبي مع حزب حركة "خمس نجوم". وشكلت نتائج الانتخابات التشريعية الإيطالية يوم امس الأحد دفعة للقوى الشعبوية المناهضة للاتحاد الأوروبي، وذلك في الوقت الذى يرغب فيه التكتل الأوروبي البدء بإصلاحات اقتصادية وسياسية كبرى. ورحبت شخصيات أوروبية معارضة للاتحاد الأوروبي بنتائج الانتخابات التشريعية الإيطالية، بدءا من رئيسة حزب "الجبهة الوطنية" اليميني المتطرف في فرنسا مارين لوبان. وكان ستيف بانون المستشار السابق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد قال في تصريحات لصحيفة "كوريير ديلا سيرا" الإيطالية عيشة ليلة الاقتراع إن الانتخابات تمثل "أمرا حاسماً بالنسبة للحركة الشعبية العالمية". ومع ذلك، فإن حالة عدم اليقين السياسي لم تحدث اضطرابات كبيرة في السوق المالي حيث أنهى المؤشر الرئيسي في بورصة ميلانو عمليات التداول الاثنين عند نسبة 0ر42 في المائة. وفي السياق ذاته، قال وزير خارجية لوكسمبورج جان أسيلبورن اليوم إن نتيجة الانتخابات التشريعية الإيطالية ترجع إلى إخفاق الاتحاد الأوروبي في إصلاح نظام الهجرة، مما أدى لتحمل روما العبء الأكبر من المهاجرين. وذكر أسيلبورن أن " السبب الرئيسي في هذه النتيجة هو الهجرة" مضيفا أن الافتقار للتضامن الأوروبي بشأن هذه القضية " زاد من قوة الشعبويين واليمينيين المتطرفين". بينما أعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن تمنيها لإيطاليا بالنجاح في تشكيل حكومة مستقرة "من أجل مصلحة الإيطاليين وأوروبا بأكملها"، حسبما أعلن المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت في برلين.