عقب تصديق الرئيس.. 13 مادة مهمة تتصدر قانون العمل الجديد    في موسمه ال13.. جامعة بنها تحصد عددا من المراكز الأولى بمهرجان إبداع    انتظام الدراسة بعدداً من مدارس إدارة ايتاى البارود بالبحيرة    متحدث «الوزراء»: تنسيق كامل بين الجهات المختلفة لزيادة عدد الحضانات    جدول امتحانات الصف الأول الثانوي العام الترم الثانى في القليوبية 2025    طلاب "طب بشري بني سويف الأهلية" يحصدون المركز الأول في دوري العباقرة    أسعار الخضروات في سوق العبور للجملة اليوم الإثنين 5 مايو    تراجع سعر اليورو اليوم الإثنين 5 مايو 2025 بالبنوك المصرية    وزير الإسكان: تخصيص 650 قطعة أرض للمواطنين الذين تم توفيق أوضاعهم بمنطقة الرابية    ارتفاع أسعار الذهب بالسوق المحلية اليوم الإثنين 5 مايو    السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم الاثنين    رئيس تجارية القليوبية: تطبيق دعم المستثمرين نقلة رقمية تعزز ثقة رجال الصناعة    التحالف الوطني يشارك في معرض أبو ظبي الدولي ويبرز دور المرأة في مواجهة التحديات التنموية    ارتفاع حجم السيولة المحلية بالقطاع المصرفي ل 12.566 تريليون جنيه بنهاية مارس    قرار غريب .. ترامب يفرض 100% رسوم جمركية على الأفلام الأجنبية المنتجة خارج هوليوود    «القاهرة الإخبارية»: غزة بدون طعام.. والاحتلال الإسرائيلي يواصل قصف المدنيين    رئيس حزب إسرائيلى: توسيع العملية العسكرية فى غزة لإنقاذ نتنياهو وحكومته    زعيم المعارضة في رومانيا يفوز في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية    الهباش: عباس يجتمع مع بوتين لبحث الوضع في غزة والعلاقات الثنائية في هذا الموعد    بعد الهزيمة المفاجئة أمام فاركو .. تعرف علي المباريات المتبقية لبيراميدز فى الدوري    صدمة لجماهير الأهلي.. صفقة واعدة تبتعد    لو تقدر تلعبه لعبه| شوبير يعلق على عودة زيزو للتدريب في الزمالك    ياسر ريان: عماد النحاس نجح في لم الشمل وكسب ثقة الكبار في الأهلي    محمود ناجي حكما لمواجهة الزمالك والبنك الأهلي في الدوري    أسئلة اختيارية بنسبة 85% ومقالية 15% . تعرف علي شكل ورقة امتحان الثانوية العامة 2025    أمطار رعدية.. الأرصاد تحذر من الظواهر الجوية اليوم    مروراً بالمحافظات.. جدول مواعيد قطارات الإسكندرية - القاهرة اليوم الاثنين 5 مايو 2025    مصرع طالبة صعقًا بالكهرباء أثناء غسل الملابس بمنزلها في بسوهاج    مشاجرة بين الفنانة جوري بكر وطليقها داخل كمباوند شهير بأكتوبر    مصرع طفلتين «توأم» في انهيار جدار منزل بقنا    توقعات الأبراج اليوم.. 3 أبراج تواجه أيامًا صعبة وضغوطًا ومفاجآت خلال الفترة المقبلة    أسعار غير متوقعة لإطلالات عمرو دياب في حفل دبي    أكاديمية الفنون تحصل على 45 جائزة فردية وجماعية في مسابقة «ابداع»    بدرية طلبة تتصدر الترند بعد إطلالاتها في مسرحية «ألف تيتة وتيتة»|صور    نويرة بين كنوز موسيقار الأجيال ونجوم الأوبرا تجيد أداء أيقونات النهر الخالد "صور"    "صحة غزة": عدد الشهداء الأطفال تجاوز 16 ألفا.. والقطاع يشهد مؤشرات خطيرة    مركز طبي كفر شكر بالقليوبية يحصل على اعتماد هيئة الرقابة    الرعاية الصحية تنظم فعالية حول الوقاية من الجلطات الوريدية في مرضى الأورام    النحاس يبدأ دراسة نقاط القوة والضعف في المصري قبل مواجهة الخميس    شيخ الأزهر يستقبل الطالب محمد حسن ويوجه بدعمه تعليميًا وعلاج شقيقته    وزير الخارجية الإيراني يصل باكستان للتوسط لوقف التصعيد مع الهند بسبب هجوم كشمير الدموي    ترامب يدرس تعيين ستيفن ميلر مستشارا للأمن القومي    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 5-5-2025 في محافظة قنا    النشرة المرورية.. كثافات مرتفعة للسيارات بشوارع وميادين القاهرة والجيزة    نتنياهو: خطة غزة الجديدة تشمل الانتقال من أسلوب الاقتحامات لاحتلال الأراضى    تعرف على ضوابط عمالة الأطفال وفقا للقانون بعد واقعة طفلة القاهرة    موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى المبارك 2025 .. تعرف عليه    وفاة طالبة جامعة الزقازيق بعد سقوطها من الطابق الرابع| بيان هام من الجامعة    أحمد علي: المنافسة على لقب الدوري اشتعلت بعد خسارة بيراميدز وفوز الأهلي    لأول مرة.. نيكول سابا تكشف سر على الهواء: «شئ صعب»    قصور الثقافة تواصل عروض المهرجان الختامي لنوادي المسرح 32    «المصرى اليوم» تحاور المكرمين باحتفالية «عيد العمال»: نصيحتنا للشباب «السعى يجلب النجاح»    تكرار الحج والعمرة أم التصدق على الفقراء والمحتاجين أولى.. دار الإفتاء توضح    وكيل صحة شمال سيناء يستقبل وفد الهيئة العامة للاعتماد تمهيدًا للتأمين الصحي الشامل    محظورات على النساء تجنبها أثناء الحج.. تعرف عليها    «مكافحة نواقل الأمراض»: عضة الفأر زي الكلب تحتاج إلى مصل السعار (فيديو)    قصر العيني: تنفيذ 52 ألف عملية جراحية ضمن مبادرة القضاء على قوائم الانتظار    على ماهر يعيد محمد بسام لحراسة سيراميكا أمام بتروجت فى الدورى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في سبق ل"الأهرام الاقتصادي".. بالمستندات.. 6 مدابغ كبرى تحصل على مساحات أكبر من مستحقاتها بالروبيكي


"العدد الورقي"
في حلقة ثانية.. نواصل فتح ملفات الفساد داخل قطاع الدباغة..
صغار المدابغ يتهمون الكبار: جاورا على المساحات بالروبيكي.. و"لجنة الحصر" جاملت ذوي النفوذ ولم تترك لنا إلا الفتات
في حلقة ثانية من ملف "الدباغة في قبصة ال10 الكبار" المنشور في العدد رقم 2506 الصادر بتاريخ 18 يونيو 2017 والذي رصد العديد من الممارسات السلبية التي تدور داخل اسواق الدباغة في مصر من مضاربات واحتكارات وتهريب استحواذ على الخام، تواصل "الاهرام الاقتصادي" تحقيقاتها داخل كواليس هذه الصناعة الوطنية المهمة للكشف عن باقي حلقات الفساد، والذي تسرب الى مشروع القومي لنقل وتطوير الجلود "الروبيكي".
في الوقت الذي تتسابق فيه المدابغ العشرة الكبرى في النقل من منطقة مجرى العيون الى مدينة الروبيكي للجلود ببدر استعداد لافتتاح المدينة رسميا أواخر الشهر المقبل، تعلو أصوات متظلمة، اصوات صغار المدابغ الذين يشتكون من عدم وجود مساحات كافية لنقل مدابغهم في المراحل التالية للنقل للروبيكي، والسبب حصول بعض اصحاب المدابغ الكبيرة على مساحات في الروبيكي أكبر من مساحاتهم الحقيقية التي يستحقونها وفقا لمساحتهم الاصلية في مجرى العيون، ما أسفر عنه انخفاض عدد الوحدات الانتاجية المتاحة لنقل باقي المدابغ والبالغ عددها نحو 500 مدبغة.
ويعد الحصر الذي جرى للمدابغ مجري العيون عام 2009 هو الذي يتم على اساسه تحديد مساحة المدبغة افقيا وراسيا بحساب مساحة ادوار المباني، وبناءا على ذلك يتم تحديد المساحة الكلية لصاحب المدبغة في مجرى العيون ويحصل بمقتضاها على نفس المساحة في مدينة الروبيكي، ذلك بالاضافة لنسبة 25 % من مساحة المدبغة يتاح للمدابغ العشرة الاوائل بالنقل الحصول عليها كمساحة اضافية بسعر 2000 جنيها للمتر.
وكشف عدد من اصحاب المدابغ عن ان بعض المدابغ العشرة الاوائل بالنقل للروبيكي قد حصلوا على مساحات بالمدينة الجديدة تفوق مساحتهم في مجرى العيون، لدرجة تصل للضعف في بعض الاحيان، وذلك لعدة اسباب من اهمها المجاملات من قبل اللجنة التي تم تشكيلها من اجل الحصر والتي تم تشكيلها من قبل اصحاب المدابغ الكبرى انفسهم، كذلك عدم وجود آليات حاسمة يتم تطبيقها عند احتساب المساحات، خاصة فيما يتعلق بالادوار الحديثة التي تم بنائها بعد حصر 2009، حيث تم حسابها ضمن الحصر لبعض المدابغ فيما لم يتم حسابها لمدابغ اخرى، وذلك دون الاستناد لمعايير واضحة.
فيما رفع خالد الخلقي صاحب مدبغة بمجرى العيون استغاثة لرئيس الجمهورية يطالب فيها بفحص مدى احقية المدابغ العشرة الكبار في المساحات التي حصولوا عليها في الروبيكي في ضوء مساحتهم الحقيقية في مجرى العيون، مؤكدا أن اتساع المساحات التي حصلولوا عليها بعض المدابغ الكبيرة، والكثير منها بغير حق، تقف عائقا حاليا أمام اتاحة الفرصة لجميع المدابغ الراغبة في النقل، خاصة الصغيرة منها في الحصول على مساحة لها بالمدينة الجديدة.
واشار الخلقي، خلال الاستغاثة - التي حصلت "الأهرام الاقتصادي" على نسخة منها - الى مشكلة اخرى وهي قصر اتاحة الزيادة الاضافية للمساحات على العشرة الاوائل بالنقل فقط بسعر ألفى جنيه للمتر بحد أقصى 25 % من مساحة المدبغة ، في حين تحرم منها باقي المدابغ والتي تعد في حاجة اشد اليها في ضوء صغر مساحاتهم الاصلية، ذلك على الرغم من قرار وزارة الصناعة الصادر مؤخرا بشأن إلغاء تمييز المدابغ العشرة الاوائل بالنقل للروبيكي، وذلك من خلال تحمل الدولة لتكاليف النقل لجميع المدابغ وليس فقط المدابغ العشرة، غير أن القرار لم يشمل إلغاء التمييز في المساحات الاضافية.
من جانبه، قال سمير خليل عضو مجلس ادارة غرفة دباغة الجلود سابقا وصاحب مدبغة بمجرى العيون والشهير ب"غريب الفاو"، في تصريحات خاصة ل"الاهرام الاقتصادي"، أن بعض المدابغ العشرة الكبار والاوائل بالنقل للروبيكي بالفعل حصولوا على مساحات بالروبيكي اكبر من مساحاتهم بمجرى العيون، كاشفا عن اسمائهم ، وذلك وفق بيان حصر وحدات منظقة مجري العيون بمصر القديمة الصادر عن وحدة غدارة مشروع الروبيكي للجلود بوزارة التجارة والصناعة بتاريخ يناير 2010 – وحصلت "الأهرام الاقتصادي على نسخة منه - وهم: محمد حربي رئيس غرفة الدباغة باتحاد الصناعات، مساحة مدبغته في مجرى العيون تبلغ 2.316 متر مربع وذلك من خلال المدبغتين رقم 74 /3 و 78 / 3 الاولى في شارع معوض عبيد والثانية في شارع كوستا يني بمصر القديمة، وتحمل المدبغتين في بيان الحصر (اسم محمد حربي وشريكه وورثة محمد السيد حربي) في حين حصل على 13 ألف متر مربع في الروبيكي مقسمة على وحدتين، وحمدي حرب مساحته بمجرى العيون تقدر إجماليها ب 8.865 متر مربع من خلال 5 منشات برقم 24/1 و25/1 و26/1 وجميعهم كائنة بعطفة المدابغ ومساحتهم 4485 متر مربع، بالاضافة الى منشاة رابعة برقم 37/2 كائنة 57 شارع تل العيون ومساحتها 4308 متر مربع، بالاضافة ايضا الى منشأة خامسة رقمها في البيان 77/3 وكائنة بشارع كوستا يني مساحتها 72 متر مربع، في المقابل حصل من 14 ألف متر مربع في الروبيكي.
وأضاف خليل أن من اصحاب المدابغ ايضا الذين حصلوا على مساحات اكبر مما يستحقوه، عبد الرحمن الجباس فمساحته في مجرى العيون تقدر بنحو 4.606 متر مربع وذلك من خلال 3 مدابغ الاولى برقم 23 / 4 باسم فرع لشركة الرواد لدباغة الجلود – عبد الرحمن حسين الجباس (مستأجر)، بمساحة 2.495 متر مربع والكائنة في12 شارع قبلي العيون، والمنشاة الثانية هي مصنع غراء برقم (بجوار 23/4) بحسب بيان الحصر ، باسم عبد الرحمن حسين الجباس بمساحة 490 متر مربع والكائنة في الموقع نفسه ، يوجد كذلك في بيان الحصر منشاة تحت اسم شركة الرواد – وهي تؤول لعبد الرحمن الجباس - برقم 105/1 ومساحتها 1706 مترمربع كائنة في شارع الجباس، فيما حصل في الروبيكي على 11 ألف متر مربع.
وتابع: ان الرابع هو محمود سرج فاجمالي مساحته في مجرى العيون 1.096 متر مربع من خلال 5 مدابغ، 4 منهم في شارع كوستا يني برقم 68/ 3 و 65/ 3 و66/ 3 و67/ 3 ، بمساحة 626 متر، والخامسة في شارع السكة الحديد تحمل اسم محمود سرج (مستأجر) بمساحة 470 مار مربع، في المقابل حصل في الروبيكي على 5500 متر، ومصطفى حسين عبد الخالق، مساحته الاجمالية في مجرى العيون 1763 متر من خلال مدبغتين، الاولى برقم 29/3 مساحة 840 متر والثانية بمساحة 923 متر والاثنتين بشارع الفسطاط، في المقابل حصل في الروبيكي على 5500 متر في الروبيكي، و جمال التيجي مساحته الاجمالية في مجرى العيون 848 متر مربع من خلال 3 مدابغ الاولى رقمها 3/3 والثانية "تابع 3/3" والاثنتين يحملا في خانة الاسم "غير متواجد – مستأجر جمال التيجي" وهما في شارع امتداد كرياكو كريازي ، وحصل في الروبيكي على 9 آلاف متر مربع.
ولفت خليل الى ان ذلك كان وفق حصر 2009 والذي صدر بيانه في يناير 2010، غير أنه جرى عملية حصر اخرى في عام 2013 ولكن اقتصرت على المدابغ المتظلمة من الحصر الاول.
وأضاف أنه منذ حصر المدابغ في ذلك العام وحتى الان جرى متغييرات عديدة بمنشأت المدابغ بمجرى العيون من خلال اتجاه غالبية المدابغ لزيادة عدد ادوارها لاحتسابها ضمن مساحتها الاساسية وبالتالي الحصول على مساحة مقابلة عند النقل للروبيكي، فيما تم تحقيق ذلك فعلا لبعض المدابغ، وذلك على الرغم من مخالفة ذلك كله لقواعد احتساب المساحة في مشروع الروبيكي.
وتابع: أن تشكيل لجنة الحصر من اعضاء غرفة دباغة الجلود باتحاد الصناعات واصحاب المدابغ انفسهم تعد من اهم الاسباب وراء عدم دقة تقدير المساحات وانتشار المجاملة بين المدابغ الكبيرة وبعضها في تحديد مساحة الحصر، حيث ان اللجنة التي قامت بالحصر مشكلة من (محمد حربي رئيس الغرفة، وخالد عبد الفتاح ومحمد الشعار ومحمود سرج أعضاء مجلس ادارة الغرفة).
في المقابل، نفى عبد الرحمن الجباس صاحب مدبغة الرواد، واحد الاسماء المشار اليها بالحصول على اكثر من حقها في الروبيكي، حصوله على مساحة أكبر من مساحته الحقيقية في مجرى العيون قائلا : "مساحتي في مجرى العيون تقدر ب 8787 مترا وليس 4606 مترا كما هو موضح ببيان الحصر، وان المساحة التي حصل عليها في الروبيكي تقدر ب 11 ألف مترا، فيما قام بسداد قيمة الفي متر الاضافية التي حصل عليها بالشراء بسعر ألفي جنيه للمتر".
وأكد استعداده لإعادة طرح مدبغته القديمة في مجرى العيون والجديدة في الروبيكي للقياس ومطابقة المساحات من جديد، ثقة منه بسلامة موقفه القانوني، بحسب وصفه.
واعترف انه بالفعل هناك مدابغ ضمن العشرة الاوائل بالروبيكي حصلوا على مساحات اكثر من حقهم، ويعود السبب وراء ذلك الى عدم حيادية اللجنة المسئولة عن تقدير حصر المساحات وذلك لكونها مشكلة من اصحاب المدابغ انفسهم، موضحا انه كان لابد من اسناد مهمة الحصر لجهة متخصصة ومحايدة مثل هيئة المساحة لضمان الشفافية وصحة نتائجها.
أما مصطفى حسين صاحب مدبغة الجنيه، واحد المشار اليهم بالحصول على اكثر من حقهم في الروبيكي، فنفى حصوله على مساحة أكبر من حقه، مؤكدا سلامة موقفه وان ما حصل عليه هو تمام حقه، بل ان من حقه مزيد من المساحات لم يحصل عليها وانه بصدد المطالبة بها والحصول عليها.
وأوضح أن مساحته الاصيلية في مجرى العيون من خلال مدبغتين احداه له والاخرى تعود لوالده وتقدر اجماليهما ب 3100 مترا، فيما حصل على نحو 2400 مترا اضافية في الروبيكي بالشراء وقام بسداد قيمتها.
وشدد حسين على أنه ممن أثاروا مشكلة حصول البعض على مساحات اكبر من حقهم في الروبيكي، وطالبوا بضرورة الوقوف عليها لرفع الظلم عن باقي المدابغ، موضحا ان عدم المساواة في احتساب الادوار الحديثة للمباني ضمن مساحة المدابغ بمجرى العيون من اهم المشكلات وراء حصول بعض مدابغ الروبيكي اكبر من حقهم كذلك ظلم مدابغ اخرى لم تعامل بالمثل وذلك دون اي معايير واضحة في الاحتساب والتفرقة بين مدبغة واخرى.
من جانبه، نفى محمود سرج عضو مجلس ادارة غرفة الدباغة باتحاد الصناعات وعضو مجلس ادارة الاتحاد، وعضو لجنة حصر المدابغ بمجرى العيون، وجود اي مجاملات من لجنة الحصر لبعض المدابغ، مشددا على أنه :"ليس هناك اي مدبغة أخذته أقل من حقها على الاطلاق، كذلك ليس هناك اي مدبغة حصلت على سنتيمتر واحد دون سداد سعره للدولة".
وكشف عن أن هناك اخطاء تم اكتشافها في حصر 2009 ما أدى الى إعادة الحصر في 2013، موضحا أن اعادة الحصر جرت على المدابغ المتظلمة، وكذلك على كل من طالب باعادة قياس مدبغته، وذلك بمقابل سداد قيمة رسوم الحصر والمقدرة ب300 جنيه، مؤكدا انه تم الاعتداد بحصر 2013 وليس 2009 لكثير من المدابغ.
وأكد ان بطبيعة الحال فان المرحلة الاولى من الروبيكي لا تكفي لنقل جميع المدابغ الراغبة في النقل، لذلك فإن الدولة تعكف حاليا على الانتهاء من المرحلة الثانية من مشروع الوربيكي لاستيعاب كافة المدابغ الراغبة في النقل الى المشروع الجديد.
عن مدبغته الخاصة، أكد سرج عدم صحته حصوله على مساحة أكبر مما يستحقها في الروبيكي، مؤكدا ان ال 5500 مترا هم عبارة عن مساحة مدبغته الاصلية في مجرى العيون بالاضافة شراء مساحات اضافية وفقا للمسموح به بنسبة 50 %، وذلك بهدف توسيع مدبغته بما يواكب طاقته الانتاجية الكبيرة.
وأكد ان 6 مدابغ من المدابغ العشرة المنتقلين الى الروبيكي تعد من اكبر المدابغ المصدرة في القطاع لذلك فمن المنطقي الحصول على مساحات كبيرة مقارنة بباقي المدابغ، لتغطية متطلبات انتاجها الضخم سنويا، ولكن ذلك بالطرق المشروعة وهي الشراء من الدولة بسعر ألفين جنيه للمتر.
فيما حاولت المجلة التواصل مع باقي اصحاب المدابغ المشار اليهم بالحصول على مساحات اكبر من حقهم في الروبيكي ولكن دون جدوى.
بالصور.. الروبيكي تسابق الزمن استعداد للافتتاح الرسمي 30 اغسطس
إتمام نقل وانتاج المدابغ العشرة الاوائل يستغرق 4 أشهر على اقل تقدير
أصحاب المدابغ: مشروع الروبيكي يحقق طفرة هائلة في صناعة الدباغة المحلية.. والمعضلة ضيق الوقت وارتفاع التكاليف
مصطفى حسين: 100 % زيادة متوقعة في الانتاج المحلي للجلود المدبوغة بعد النقل للروبيكي.. و60 % تحسنا في الجودة
حسين الجباس: مطلوب حفر الابار وتوفير مزيد من خزنات المياه لكونها مكون اساسي في الانتاج
عبد الرحمن الجباس: استمرار الانتاج بمجرى العيون لحين اتمام النقل الى الروبيكي ضرورة حفاظا على تدفق الانتاج المحلي
الحكومة تسلم المصنع مرخص وتتحمل تكلفة نقل المعدات.. والمدابغ تتكلف تحديث خطوط الانتاج وانشاء المباني الادارية
المدينة تضم 85 وحدة انتاجية تكفي 150 مدبغة على مساحة 185 ألف متر مربع
1082 وحدة سكنية مخصصة لعمال المدابغ لا تبعد سوى 800 متر عن مدينة الجلود

تسابق مدينة الروبيكي للجلود بمدينة بدر الصناعية عقارب الزمن مسرعة لانجاز مهامها من اتمام نقل مدابغ مجرى العيون اليها وبدء التشغيل والانتاج في غضون أقل من شهرين، ليتم افتتاح المدينة رسميا من قبل رئيس الجمهورية في 30 اغسطس المقبل بحسب إعلان وزارة الصناعة والتجارة.
غير أن جولة قامت بها "الاهرام الإقتصادي" بمدينة الروبيكي للجلود كشفت أن هناك أمد بعيد لاستعدادية المدينة للافتتاح رسميا، حيث لا تزال خطوات نقل المدابغ الى المدينة في خطواتها الاولية، وذلك بالنسبة للمدابغ العشرة الاوائل الذين تم تخصيص وحداتهم الانتاجية، وذلك من اصل أكثر من 500 مدبغة أعلنت رغبتها للنقل للروبيكي، ولم تقدم اي خطوة تذكر اتجاه عملية النقل بعد، يضاف الى ذلك عدم الانتهاء بعد من بناء الوحدات السكنية للعمال والتي تقدر بحوالي 1082 وحدة سكنية تقع على بعد 800 متر من مدينة الروبيكي.
وتكشف الصور التي تم التقاطها خلال الجولة أن هناك مدابغ – ضمن العشرة الاوائل – لا يزال يجرى استكمال البنية التحتية بها، حيث لا يزال يجرى انشاء القواعد الاسمنتية لماكنيات الدباغة، فيما يتم انشاء المباني والاعمدة، بينما قامت بعض المدابغ بتركيب عدد قليل من معداتها كمقدمة لنقل كامل المعدات خلال الفترة المقبلة، وبالتالي فإن الحال الذي تم الاطلاع عليه بالمدينة ينفي بدء التشغيل التجريبي للمدابغ العشرة، والذي كانت قد اعلنت وزارة الصناعة عن استعداد المدابغ للاقدام عليه خلال الايام الماضية.
وأكد عدد من اصحاب المدابغ الجديدة بالروبيكي ل" الأهرام الاقتصادي" أن الافتتاح الرسمي للمدينة في غضون شهرين أمر صعب للغاية ويكاد يكون مستحيلا، وذلك لعدم اتمام نقل المدابغ العشرة الاوائل، بل وعدم اتمام البنية التحتية اللازمة للنقل، ذلك فضلا عن عدم بدء الدفعة الثانية من النقل والمقدرة ب 20 مدبغة اخرى والذي بالطبع يتطلب وقتا طويلا، كاشفين عن أن أمام نقل المدابغ - على الاقل العشرة الاوائل – وبدء تشغيلها وانتاجها سيستغرق على اقل تقدير حوالي 6 أشهر.
وتضم مدينة الروبيكي التي تبعد عن منطقة مجرى العيون بمصر القديمة 73 كيلو متر، حوالي 85 وحدة انتاجية او مصنع، تترواح مساحتها ما بين 600 و 6500 متر مربع، لتبلغ المساحة الاجمالية للمرحلة الاولى من المدينة حوالي 185 ألف متر مربع، وتستوعب الوحدات الانتاجية نحو 150 مدبغة، حيث يتم تقسيم العديد من الوحدات لعدة مدابغ لتغطي كامل طلبات المدابغ للنقل، علما بأن هناك مرحلة ثانية من مدينة الروبيكي تقام على مساحة 135 ألف متر مربع في مدينة بدر الصناعية ايضا، ويتم الانتهاء منها خلال 3 سنوات.
يذكر أن أكثر من 50 % من مدابغ مجرى العيون يرفضون النقل للمدينة الجديدة، حيث فضلوا الحصول على تعويضات مالية والخروج من القطاع، وذلك لعدة اسباب كشفها الملف، منها الصعوبات التي تواجه الصناعة فضلا عن ارتفاع تكاليف النقل خاصة وأن اغلب المدابغ تعد من الكيانات الصغيرة، لذلك فإن المدابغ التي أبدت رغبتها في النقل ومن المفترض تخصيص وحدات انتاجية لها بالروبيكي تقدر بنحو 500 مدبغة.
وتتحمل الدولة تكاليف كل من اقامة الواحدات الانتاجية وتشييد الارضيات والاعمدة وقواعد تركيب معدات الدباغة، كذلك تخصيص الوحدة مرخصة صناعيا ومستوافاة كامل الاجراءات اللازمة، تتحمل ايضا تكلفة نقل المعدات القديمة من مجرى العيون الى الروبيكي او نقل المعدات الجديدة المستوردة، كما تتحمل انشاء الوحدات السكنية لعمال المدابغ، فيما تقوم ببيعها لاصحاب المدابغ بعد ذلك، في المقابل يتحمل أصحاب المدابغ بناء المباني الادارية داخل المنشأة، وتوصيل المرافق الى داخل الوحدة من كهرباء وغاز ومياه، ايضا انشاء خزانات مياة وحفر الابار، كذلك تتحمل تكلفة شراء الوحدات السكنية المخصصة للعمال.
وتجدر الإشارة الى قرار وزارة الصناعة مؤخرا بتحمل الدولة لتكاليف النقل لكامل المدابغ وعدم قصرها على المدابغ العشرة الاوائل فقط، وذلك بهدف تحقيق المساواة بين المدابغ وعدم التفرقة بينها.
فيما تتميز المدابغ العشرة الاوائل في النقل وفقا لقرار وزارة الصناعة والتجارة، باحقية التوسع بحد أقصى 25 % من حجم المدبغة، والذي يتم حسابها بقياس المساحة العرضية والطولية لمباني المدبغة الاصلية في مجرى العيون.
من جانبه، قال مصطفى حسين عضو غرفة الدباغة باتحاد الصناعات ورئيس مدبغة "الجنيه" إحدى المدابغ العشرة الاوائل في النقل الى الروبيكي، أن إتمام كامل اجراءات النقل وبدء التشغيل والانتاج للمدابغ في غضون شهرين قبل موعد الافتتاح الرسمي 30 اغسطس المقبل، أمر صعب وغير قابل للتحقيق، وذلك لان اقل وقت مطلوب للمدبغة التي اوشكت على اتمام نقل معداتها لا يقل عن 4أشهر، ذلك في حين ان هناك دفعات التالية من المدابغ لم تبدأ حتى الان اي خطوات للنقل.
وأضاف أن الاستعجال في الخطوات النقل ليس في صالح الصناعة، وذلك لان لحاجة العديد من الخطوات الحصول على وقتها الكافي لانجاز على الوجه الاكمل، خاصة وان هناك بعض مراحل الاعداد للتشغيل لها مدة زمنية معروفة لابد من استغراقها حتي تكون المعدات مهيئة للتشغيل بشكل سليم.
من جانب اخر، كشف حسين عن أن النقل للروبيكي سيعود بمزايا هائلة على الصناعة المحلية للدباغة، حيث أن اتساع في الوحدات الانتاجية في الروبيكي والتوسع الافقي فيها والذي كان امرا مفقودا في مجرى العيون والذي كان يعاب عليها ضيق المساحات والاضطرار للتوسع الرأسي فقط، سينعكس ايجابا على سهولة العملية الانتاجية وسرعتها، ذلك فضلا عن اتجاه المدابغ لتحديث كثير من ماكنياتها نظرا لتهلاكها وعدم صلاحيتها للنقل واعادة التركيب، مشيرا الى ان نسبة المعدات الحديثة الى القديمة في مدابغ الروبيكي تقدر ب 50 الى 50 %.
وكشف توقعه ان يرتفع حجم الانتاج المحلي من الجلود المدبوغة بنسبة 100 % في غضون 5 سنوات، ليصل الى 300 مليون قدم جلد مدبوغ مقابل 165 مليون قدم حاليا، كما من المتوقع ان ترتفع الطاقة الانتاجية الكلية للمدابغ في الروبيكي بنسبة 80 %، وهو ما سينعكس بالطبع على زيادة حصة الصادرات والتي تترواح في عادتها من 60 الى 70 % من حجم الانتاج المحلي، مشيرا الى أنه منتظر أن ترتفع الجودة الانتاجية للجلود المدبوغة بنسبة تترواح ما بين 50 و 60 % مقارنة بجودة الانتاج في مجرى العيون، مضيفا ان ذلك سينعكس ايجابا على احتياجات مصانع المنتجات الجلدية والتي ستزيد حصتها من الجلود الخام.
غير أنه لفت الى أن زيادة الثروة الحيوانية وانخفاض اسعار اللحوم تعد عامل مهم ومؤثر في زيادة حجم الانتاج المحلي من الجلود المدبوغة، وهو ما يساعد في تحقيق اقصى استفادة ممكنة من النقل للروبيكي، موضحا ان انخفاض الذبيح هذه الفترة نتيجة ارتفاع اسعار اللحوم وانخفاض المبيعات يعد من اهم الاسباب وراء انخفاض الجلود المدبوغة هذه المرحلة.
واشار الى أن قد يكون العامل السلبي الوحيد في عملية النقل هو الاضطرار الى خفض العمالة بنسبة قد تصل الى 20 %، وذلك نتيجة تحديث الماكينات وسعة الوحدة الانتاجية وهو ما يعود على انخفاض الحاجة للايدي العاملة، مشيرا الى ان اجمالي عدد العمالة التي يستوعبها القطاع تقدر بحوالي 25 ألف عامل.
يؤخذ كذلك على النقل للروبيكي – بحسب مصطفى حسين – عدم اهتمام الحكومة بجذب العمالة غير المباشرة وإعادة توطينها في الروبيكي بدلا من مجرى العيون والتي يتم اخلائها تمام في غضون اقل من عامين، حيث تستوعب منطقة مجرى العيون الالاف من العمالة غير المباشرة التي كانت تتغذي على المدابغ هناك، من محلات المشروبات والمواد الغذائية والصيانة وغيرها، موضحا ان الحكومة اعلنت تخصيص محلات لهذه الفئات باسعار غير مدعمة حيث يصل السعر ل 8 آلاف جنيه للمتر، وهو ما يعد سعرا مغالى فيها خاصة بالنسبة لتلك الفئة والتي يمكن وصفها ب"الغلابة"، ما جعلهم ينصرفون عن النقل للروبيكي، ومن ثم فإنهم مهددون التشرد عند الاخلاء النهائي لمجرى العيون.
وتابع: أنه من المآخذ ايضا على مشروع النقل للروبيكي، محاولة الحكومة التنصل من تحمل المساهمة في شراء الوحدات السكنية للعمال، حيث كان مقررا وفق اجتماع جرى بين اصحاب المدابغ ورئيس مجلس الوزراء المهندس شريف اسماعيل أن الحكومة ستتحمل 20 % من قيمة الوحدة السكنية، مقابل ان يتحمل صاحب المدبغة 80 % منها ويتم تقسيطها على 20 سنة، الا ان الحكومة نفت ذلك لكونه لم يصدر به قرارا رسميا صريحا، مشيرا الى ان المفاوضات جارية حاليا فيما بين الجانبين لمحاولة اقناع الحكومة بالمساهمة في تحمل التكلفة.
من جانبه، قال حسين الجباس عضو غرفة الدباغة باتحاد الصناعات ورئيس مدبغة الالمانية احدى المدابغ العشرة الاوائل في النقل للروبيكي، أن مشروع الروبيكي سيحقق طفرة هائلة في صناعة الدباغة الوطنية، حيث وفرت للمدابغ وحدات انتاجية اكبر اكثر اتساعا ومؤهلة لتحديثها باحدث الماكنيات الانتاجية، فضلا عن كونها مرخصة ومستوفاة بكامل الاجراءات اللازمة.
واتفق الجباس مع مصطفى حسين في حاجة النقل للروبيكي تتطلب وقتا طويلا يزيد كثيرا عن الوقت المحدد من قبل الحكومة والمقدر بشهرين قبيل الافتتاح، مؤكدا ان الانتهاء من عملية النقل للمدابغ العشرة وبدء الانتاج وبدء نقل الدفعة الثانية من مدابغ مجرى العيون يستغرق ما لا يقل عن 6 أشهر.
ولفت الجباس الى ارتفاع تكاليف النقل وبدء التشغيل الروبيكي، حيث تتحمل المدبغة اضافة الى تكاليف تحديث المعدات، تكاليف توصيل المرافق الى داخل الوحدة، حيث تيكلف توصيل الغاز الطبيعي حوالي 500 ألف جنيه، والكهرباء 250 ألف جنيه، وانشاء خزان المياه 310 ألف جنيه، بالاضافة الى ان حفر الابار يتطلب حوالي 500 ألف جنيه.
واشار الى انه رغم وجود خزان كبير داخل المدينة يخدم جميع المدابغ، الى ان كون المياه مستلزمات رئيسي للانتاج لا يمكن الاستغناء عنه لو بشكل مؤقت، يجعل هناك حاجة لتأمين احتياجات كل مدبغة من المياه، وذلك من خلال انشاء خزانات خاصة لكل مدبغة وحفر ابار في المدينة تمده المدبغة بالمياه، وهو ما يتكلف كثيرا.
وقال عبد الرحمن الجباس عضو غرفة الدباغة باتحاد الصناعات ورئيس مدبغة "الرواد" إحدى المدبغة العشرة الاوائل، أن مشروع الروبيكي يعد مشروع متكامل ومن متوقع ان يحقق نقلة نوعية في قطاع المدابغ المحلي خلال السنوات القليلة المقبلة.
وأضاف ان بعد المسافة لا تعتبر عاملا سلبيا وذلك لتوفير مساكن للعمال على مقربة من مدينة الروبيكي حيث لاتبعد سوى 800 متر فقط عنها، ذلك فضلا عن توافر المدارس والمستشفيات وكامل متطلبات المعيشة في مدينة بدر والتي لا تبعد سوى بضع دقائق عن مساكن العمال، مؤكدا انتفاء مشكلة صعوبة انتقال العمال للمدينة الجديدة.
وشدد الجباس على ضرورة عدم توقف انتاج المدابغ بمجرى العيون الا بعد اتمام نقل جميع مدابغ القطاع الى الروبيكي، وذلك بعد حوالي عامين، وذلك لعد وقف عجلة الانتاج المحلي من المدابغ نتيجة حاجة المدابغ الجديدة لوقت لحين بدء انتاجها، كذلك ارتباط مدابغ مجرى العيون بعقود توريدات تستوجب الوفاء بها، ما يتطلب ضرورة عملها حتى اللحظات الاخيرة حفاظا على مواصلة تدفق انتاج هذا الصناعة.
جمال السمالوطي رئيس غرفة صناعة الجلود:
قرار تنظيم الاستيراد أعاد الحياة لصناعة الجلود بعد سنوات من الركود
250 مليون زوج حجم الاستهلاك السنوي للمصريين من الاحذية
مصانع الجلود تعمل ب 15 % فقط من طاقتها الانتاجية.. والسبب ارتفاع التكاليف
60 % نسبة التعريفة الجمركية على مستلزمات الانتاج.. والاعفاء مطلب ضروري لدعم الصناعة
تغطية كامل احتياجات السوق بعد غياب المستورد.. أهم أهداف الصناعة الوطنية المرحلة المقبلة
كشف جمال السمالوطي رئيس غرفة صناعة الجلود باتحاد الصناعات عن أن تحقيق الاكتفاء الذاتي من المصنوعات الجلدية وزيادة الطاقات الانتاجية للمصانع هو الشغل الشاغل لصناع المنتجات الجلدية هذه المرحلة خاصة بعد وقف الاستيراد بفعل قرار وزارة الصناعة لتنظيم الاستيراد، كاشفا عن ان السوق المحلي يستهلك سنويا نحو 250 مليون زوج حذاء، تغطي الصناعة الوطنية منه اقل من 40 % .
كما اوضح في حوار ل"الاهرام الإقتصادي" أن هناك عدة عقبات تعرقل صناعة الجلود عن تحقيق الزيادة المطلوبة في الانتاج وتغطية احتياجات السوق المحلي، واصفا روشتة لكيفية مواجهة هذه العقبات وتحقيق الطفرة المنشودة في الانتاج المحلي كما وكيفيا.. التفاصيل في السطور التالية..
- ما أهم العقبات التي تواجه الصناعة الوطنية للمنتجات الجلدية؟
تواجه صناعة الجلود عدة مشكلات تحد من قدراتها الانتاجية والتنافسية أهمها ارتفاع اسعار الجلود الخام المدبوغة، حيث ارتفع خلال الجلد الخام خلال الاشهر القليلة الماضية بنسبة بلغت 100 % ليصل سعر القدم لنحو 47 جنيها، الامر الذي يعود سلبا على سعر المنتج النهائي من المصنوعات الجلدية، ما يؤدي لرفعها لاسعار غير تنافسية تنعكس سلبا على اقبال وطلب المستهلك عليها.
ومن المشكلات التي تواجه الصناعة كذلك ارتفاع التعريفة الجمركية على مستلزمات الانتاج من خامات واكسسوارات، حيث خضعت بنود هذه المستلزمات لارتفاع الاخير الذي طرأ على التعريفة الجمركية العام الماضي 2016، حيث ارتفعت التعريفة من 40 الى 60 %، وهو الامر الذي يؤثر سلبا على التكلفة النهائية للمنتج.
- كيف استفادت صناعة الجلود من قرار تنظيم الاستيراد رقم 43 الذي اصدرته وزارة الصناعة العام الماضي؟
قرار تنظيم الاستيراد كان قرارا ايجابا، حيث تركز هدفه الرئيسي في الحد من الواردات خاصة غير المطابقة للمواصفات، واتاحة الفرصة للصناعة المحلية لزيادة انتاجها ومعروضها بالسوق المحلي دون التعرض لمنافسة غير متكافئة من المنتجات المستوردة الردئية.
ونجحت الصناعة الوطنية في الاستفادة من القرار بشكل جيدا للغاية وذلك خلال الفترة من مارس – تاريخ صدور القرار – وحتى شهر نوفمبر حيث صدور قرار تحرير سعر الصرف (تعويم الجنيه)، حيث استطاعت الصناعة رفع طاقتها الانتاجية بنسبة بلغت وقتها 50 % ، وذلك لتغطية كامل احتياجات السوق المحلي بعد غياب المنتج المستورد، الامر الذي كان يبشر بطفرة كبيرة للصناعة المحلية بوجه عام، الا أن صدور قرار تحرير سعر الصرف وما تبعه من ارتفاع تكاليف الانتاج خاصة فيما يتعلق بمكونات الانتاج المستوردة دفع الصناعة للعودة للانتاج المنخفض مرة اخرى.
- إلى أي مدى امتدت تبعات قرار تحرير سعر الصرف على صناعة الجلود؟
انعكس قرار تحرير سعر الصرف على تكلفة الانتاج بالارتفاع بنسب فاقت 60 % ، وذلك للاعتماد على المكون المستورد بنسبة تتجاوز 50 %، الامر الذي ادى لارتفاع الاسعار بنسب كبيرة بلغت 50 % كذلك، وهو ما ادى الى تراجع المبيعات بدرجة كبيرة قدرت ب 30 %، نتيجة انخفاض القوة الشرائية للمستهلك امام الارتفاعات المتتالية في اسعار مختلف السلع.
- ما حصاد مبيعات موسم عيد الفطر بالنسبة للمصنوعات الجلدية؟
الصعوبات العديدة التي تواجه الصناعة المحلية هذه الفترة تلقى بظلالها بالطبع على حجم الانتاج المحلي، حيث لا يتجاوز حجم الانتاج المحلي للمصنوعات الجلدية 15 % فقط من الطاقة الانتاجية الحقيقية للمصانع.
رغم ذلك لا يمكن انكار انه بالفعل جرى زيادة الانتاج المحلي بنسبة طفيفة في موسم عيد الفطر، والذي يعد من اهم مواسم الطلب على الاحذية والمصنوعات الجلدية، مشيرا الى ان الزيادة في الانتاج يمكن تقديرها ب 50 % من حجم الانتاج الفعلي الحالي والذي يقدر ب 15 % من طاقة المصانع.
- بعد غياب المنتج المستورد.. هل يستطيع المنتج المحلي تحقيق الاكتفاء الذاتي من الاحذية ومن المصنوعات الجلدية بوجه عام؟
المنتج المستورد خاصة في قطاع الاحذية كان يغطي وحده نحو 60 % من حجم الاستهلاك المحلي بما يقدر بحوالي 150 مليون زوج حذاء سنويا، فيما يترواح حجم الانتاج المحلي ما بين 70 و 100 مليون زوج من الاحذية، حيث يبلغ إجمالي حجم الاستهلاك المحلي حوالي 250 مليون زوج حذاء سنويا.
بعد غياب المستورد اصبح هناك ضرورة لزيادة الانتاج المحلي وتعويض نقص المعروض الذي سببه اختفاء المنتج المستورد، الا ان ذلك يتطلب دعم الصناعة المحلية للجلود بما يساعدها في تدفق الانتاج وزيادة قدراتها التنافسية .
- ما هي اهم المطالب لدعم ومساعدة صناعة الجلود ؟
الاعفاء الجمركي للمستلزمات الانتاج والخامات المستوردة، وذلك نظرا لكونها مكونات انتاج اساسية للصناعة المحلية، وان ارتفاع تعريفتها يعود سلبا على تكلفة المنتج النهائي ومن ثم حجم الانتاج المحلي وطاقات تشغيل المصانع، خاصة وان نسبة التعريفة الجمركية – كما ذكرنا سابقا – تقدر ب 60 %.
ايضا توفير الجلد المدبوغ للمصانع باسعار حقيقية غير مبالغ فيها، وذلك بمواجهة ظاهرة الارتفاعات غير المبررة التي تعصف باسواق الجلود المدبوغة هذه الفترة والتي ينتهجها بعض اصحاب المدابغ، وهو ما يؤثر بالطبع على تكلفة الانتاج ومن ثم سعر المنتج النهائي.
ومن المطالب ايضا تشجيع الصناعات المغذية والوسيطة التي تشكل المكون المحلي بالمنتج، حيث لا تتجاوز نسبة المكون المحلي بالمنتج 40 %، وذلك بالدعم بالتيسيير التمويل وتدريب العمالة والتشجيع على اقامة المزيد من المصانع والورش التي تعمل في هذا القطاع، خاصة وانها في الغالب تعد من الصناعات الصغيرة والمتوسطة.
محمد وصفي عضو غرفة صناعة الجلود:
لا زيادات جديدة في اسعار المنتجات الجلدية.. و60 % نسبة الارتفاع الاشهر الماضية
8 مليار جنيه حجم اسواق المحلية للاحذية والحقائب
توقعات بطفرة انتاجية عالية هذا العام بعد غياب المنافس المستورد
وقف المدابغ لتسهيلات السداد للصناع من اهم الاسباب وراء تراجع الانتاج العامين الماضيين
50 مليون دولار قيمة الصادرات.. وتواضعها يعود لانخفاض جودة تشطيب الجلود
300 % زيادة في انتاج الكوتشي العام الماضي
كشف محمد وصفي عضو غرفة صناعة بالجلود باتحاد الصناعات عن ان افتتاح عدد من المصانع الجديدة خلال الاشهر الستة الماضية، - لفم يحدد رقمها بدقة - مع توقعات فتح المزيد منها الفترة المقبلة وذلك بعد قرارات تنظيم الاستيراد وتحرير سعر الصرف ما ادى الى تراجع المنتج المستورد بالسوق المحلي ومنح الفرصة للمنتج المحلي للتواجد وزيادة المبيعات.
وقال وصفي في حوار ل"الأهرام الاقتصادي" أن السنوات الثلاثة الماضية كانت قد شهدت اغلاق الالاف المصانع والورش، وذلك بسبب المنافسة غير المتكافئة من جانب المستورد، غير أنه بعد القرارات يسعى المنتج المحلي لاستغلال الفرصة بزيادة الانتاج ورفع جودته لعودة السيطرة على السوق المحلي.
وكشف عن أن حجم اسواق الاحذية والمصنوعات الجلدية من ىحقائب ومعاطف وغيرها 8 مليار جنيه سنويا، وذلك من خلال انتاج نحو 20 ألف مصنع وورشة مصنوعات جلدية بالجمهورية، مؤكدا قدرة الصناعة المحلية على تغطية كافة احتياجات السوق المحلي من المصنوعات الجلدية دون الحاجة للاستيراد.
ورغم ذلك لفت الى وجود زيادة كبيرة في الانتاج المحلي للكوتشي بنسبة بلغت 300 % خلال العام الماضي، موضحا ان انخفاض تكاليف انتاجه وزيادة الاقبال عليه من الجنسين السبب وراء زيادة ضخ انتاجه.
وحول اسعار المنصوعات الجلدية، أكد ثبات الاسعار على ارتفاعاتها الاخيرة والتي بلغت 60 % عقب قرار تحرير سعر الصرف، مؤكدا حرص الصناع على عم اضافة اي زياة جديدة في الاسعار للحد من ركود الاسواق، وسعيا لزيادة الطلب والمبيعات.
واضاف ان من اهم العقبات التي تواجه صناعة الجلود، ارتفاع سعر الجلد الخام، حيث بلغت نسبة الارتفاع نحو 90 % ، الامر الذي انعكس سلبا لاعلى تكلفة الانتاج ، خاصة وان الجلد الخام يمثل ما يترواح بين 50 و 75 % في الاحذية وبعض الحقائب، يضاف الى ان ذلك ان نسبة المكون المستورد تصل في بعض الاحيان ل 35 % في لمنتجات الجلدية من مستلزمات الانتاج والاكسسوار، ما يسهم في رفع التكلفة في ظل ارتفاع سعر الدولار.
وتابع: أن من المعوقات ايضا، رفض المدابغ منح تسهيلات السداد في التعامل مع مصانع المنتجات الجلدية، اسوة بما كانت متبعا في السنوات الماضية، حيث اصبحت تفضل المدابغ التصدير للخارج، ولذلك بدأت تدريجيا في تقليل حجم التسهيلات في السداد حتى اوقفتها تماما العامين الماضيين، واصبحت تطالب السداد دفعة واحدة وبالتعامل النقدي وليس شيكات بنكية.
واشار الى ان ذلك بالطبع اثر سلبا على قدرة المصانع على توفير الجلد والعمل بالطاقة الانتاجية المستهدفة ، كما امتد تأثيره الى وقف المصانع بدورها للتسيهلات التي كانت تمنحها هي الاخرى للتجار في السداد نتيجة انخفاض القدرة الاقتصادية لفعل ذلك، ما اثر سلبا على التدفق الانتاجي بوجه عام بالسوق المحلي.
واضاف وصفي ان ندرة العمالة لاتزال من أهم المشكلات التي تواجه صناعة الجلود، كاشفا عن ان ظاهرة التوك توك، واتجاه الشباب اليها، خطفت العمالة من المصانع، وذلك سعيا للمكسب السريع، مطالبا بضرورة محاذاة الصين في قوانين التعامل مع التوك توك، وذلك بحظر العمل به لمن اقل من سن 50 عاما وذلك لحد من تسرب الشباب من العمل الصناعي للعمل به.
وحول الجلد الصناعي وانتشاره، قال انه هناك العديد من المصانع المحلية التي تنتج تستخدم هذا النوع من الجلود، وذلك بسبب الارتفاعات الشديدة في الجلد الطبيعي، اضافة الى انخفاض القوة الشرائية للمواطن وعدم اقباله على الشراء باسعار مرتفعة، مضيفا ان الجلد الصناعي يتم انتاجه من منتجات بتروكيماوية وخامات بلاستيكية، ما يجعله غير امن للاستخدام الدائم ويهدد جلد الانسان باضرار بالغة.
وفيما يخص الصادرات، اعترف وصفي ان حجم صادرات المصنوعات الجلدية ضعيف للغاية حيث لا يتجاوز 50 مليون دولار، مرجعا السبب الى عدم القدرة على مواكبة الصحيات العالمية في صناعة الاحذية و الحقائب، ما يجعل هناك المستوردون الاجانب لا يقبلون على الاستيراد من مصر، مشددا على ضرورة العمل على تحسين مستوى الصحيات المتبعة في الانتاج، والتدريب على امكانية متابعة الجديد في الصيحات العالمية، وكذلك ابتكارها.
واضاف ان من الاسباب ايضا سوء تشطيب الجلد المدبوغ من يقلل من جودة انتاج المصنوعات الجلدية وهو ما ينعكس سلبا على التصدير للخارج.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.