أظهرت نتائج اختبارات قدرة البنوك على تحمل الضغوط المالية أن بنك «مونتي دي باشي دي سيينا» الإيطالي و"بانكو بوبولار" الأسباني وبنك «رايفيسين» النمساوي وبنكين أيرلنديين حصلت على أسوأ التقديرات بين البنوك على مستوى الاتحاد الأوروبي،كما جاء دويتشه بنك وكوميرتس بنك،أكبر بنكين في ألمانيا ضمن آخر عشرة مراكز. كانت هيئة البنوك الأوروبية قد أطلقت اختبارات تحمل الضغوط في فبراير الماضي لتقييم قدرة النظام المصرفي في الاتحاد الأوروبي على تحمل الصدمات من خلال مراجعة أوضاع 51 بنكا تمثل حوالي 70% من القطاع المصرفي للاتحاد الأوروبي. وتكشف تلك الاختبارات مدي التزام البنوك بمعايير بازل 3 وحاجتها لزيادة رأسمالها من اجل التعامل مع سيناريو ازمة جديدة. وفي حين احتفت الاوساط المالية الاوروبية بنتائج الاختبارات شكك البعض فيها. فقالت هيئة البنوك الأوروبية إن النتائج أظهرت مرونة في القطاع المصرفي في الاتحاد الأوروبي ككل بفضل الزيادة الكبيرة في رأس المال، لكنها حذرت من أن نتائج البنوك الفردية «تختلف بشكل كبير». وقال اندريا انرايا، رئيس الهيئة ان النتائج ليست شهادة خلو من الأمراض. اما البنك المركزي الأوروبي فقال ان النتائج تظهر تحمل الضغوط المالية على مستوى بنوك الاتحاد الأوروبي وأن البنوك في منطقة اليورو حسنت قدرتها على التكيف، وستظل التوقعات الرقابية لرأس المال مستقرة على نطاق واسع مقارنة بعام 2015. ومن جانبها، قالت المفوضية الاوروبية إن اختبارات قدرة البنوك على تحمل الضغوط المالية التي شملت 51 بنكا «تؤكد بشكل عام أن البنوك أصبحت مرنة على نحو متزايد. لكن من ناحية اخري, وصف تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال نتائج الاختبارات بانها وردية قائلا انه بالرغم من الاحوال الاقتصادية المثيرة للقلق في القارة الاوروبية , مثل تباطؤ النمو وانخفاض اسعار الفائدة, الا ان المنظمين الاوروبيين لم يجدوا حرجا في منح البنوك الاوروبية درجة النجاح في اختبارات تحمل الضغوط «stress tests» قائلين ان مجموعة صغيرة فقط هي التي قد تجد صعوبة في الصمود امام ازمة اقتصادية حادة. كانت تلك الاختبارات قد فرضت لاول مرة في اعقاب ازمة منطقة اليورو عام 2010 فالبنوك تجاوزت الازمة بالفعل لكن معاناتها استمرت مع ضعف الارباح وتراكم الديون المعدومة وفي بعض الاحيان مشاكل ادارية وتراجع النشاط، وجميعها كان له تأثير علي اسعار الاسهم. البنك الايطالي « مونتي دي باشي دي سيينا « ام بي اس حل في المركز الاخير ضمن قائمة البنوك التي تم تقييمها هذا العام, ما اثار قلق المستثمرين تجاهه. بنوك كبيرة اخري عانت من بعض التوبيخ لعدم كفاية احتياطياتها الرأسمالية وذلك مثل يوني كريدي SPA وباركليزPLC ودويتشه بنك AG. الجدير بالذكر انه قبل ساعات من اعلان النتائج كشف مجلس ادارة بنك مونتي دي باشي عن خطة للتخلص من ديون مسمومة لديه وزيادة رأسماله بنحو 5 مليارات يورو(5.54 مليار دولار). وبعد الاعلان عن النتيجة قال البنك مدافعا عن نفسه ان الاختبارات لم تأخذ في حسبانها تلك الخطة. من جانبه قال البنك المركزي الاوروبي ان الاختبارات اعتمدت علي سيناريو اكثر صرامة من تلك التي اجريت علي البنوك الامريكية في يونيو الماضي والتي اسفرت عن نجاح 31 من 33 بنكا امريكيا من بينها شركات كبري مثل بنك اوف امريكا وسيتي جروب. في الوقت نفسه, الاختبارات الاوروبية هذا العام لم تشمل البنوك اليونانية او البرتغالية المتعثرة وهو ما ساعد علي ظهور تلك النتائج الوردية بالرغم من اوجاع اوروبا. هذا بالاضافة الي تجاهل الاختبارات لعامل انخفاض اسعار الفائدة السلبية وكذلك تداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي،غير ان المنظمين اكدوا ان الاختبارات استندت الي سيناريو اكثر قتامة من معظم التوقعات المتشائمة لنتيجة الاستفتاء البريطاني. ويواجه القطاع المصرفي الأوروبي ضغوطا سوقية بعد أن حذر المحللون من أن نتائج اختبارات تحمل الضغوط المالية أثارت الشكوك في القدرات الرأسمالية للعديد من البنوك الأوروبية. فتراجعت أسهم البنوك الأوروبية في تعاملات الاسبوع الماضي ، في ظل المخاوف من حاجة العديد من بنوك منطقة اليورو إلى زيادة رأسمالها وتجدد المخاوف بشأن الآفاق الاقتصادية لمنطقة العملة الأوروبية الموحدة. - البنوك الايطالية: بعد الاعلان عن نتائج اختبارات التحمل خيمت اجواء التشاؤم علي البورصة الايطالية حيث سجلت الأسهم خسائر كبيرة في تعاملات بورصة ميلانو للأوراق المالية حتى بعد تأكيدات رئيس الوزراء ماتيو رينزي قوة بنوك البلاد. وتعاني البنوك الإيطالية من متاعب بسبب القروض المعدومة هائلة الحجم، والتي تراكمت على مدى سنوات من الركود الاقتصادي والقرارات الإدارية السيئة، وفي الأسبوع الماضي جاء بنك مونتي دي باشي دي سينا (إم.بي.إس) وهو أكثر البنوك الإيطالية تعثرا، في المرتبة الأخيرة بقائمة اختبارات الضغوط الأوروبية، غير أنه أعلن عن خطة للإنقاذ. وتراجع سهم بنك «إم.بي.إس» بأكثر من %16 إلى 0.26 يورو (92.0 دولار) مبددا المكاسب الطفيفة التي حققها بعد إعلانه خطة التخلص من أغلب ديونه المشكوك في تحصيلها وخطة زيادة رأسماله. كما عانى سهم «يوني كريديت» أكبر بنوك إيطاليا من الضغوط حيث تراجع بنسبة 15ر7٪ إلى 844ر1 يورو في ظل توقعات بأنه سيحتاج إلى سلسلة من عمليات جمع الأموال لزيادة رأسماله أو بيع أصول في أعقاب إعلان نتائج اختبارات القدرة على تحمل الضغوط المالية. كان بنك يوني كريديت قد أفلت بصعوبة من اختبارات الضغوط الأوروبية ، وهو بحاجة إلى ضخ أموال جديدة سواء من خلال إعادة هيكلة رأس المال أو عن طريق بيع بعض الأصول. البنوك الالمانية: جاء دويتشه بنك وكوميرتس بنك،أكبر بنكين في ألمانيا ضمن آخر عشرة مراكز من بين 51 بنكا تم إخضاعها لاختبار قدرة البنوك على تحمل الصدمات الاقتصادية أو المالية الكبرى، ويساور المستثمرون القلق بشأن المركز الرأسمالي للبنكين . وقد هبط مؤشر قطاع البنوك الأوروبي 3.4 ٪ ليصبح الأسوأ أداء بين القطاعات ولتتجاوز خسائره هذا العام 30 ٪. وفي رأي محللين ان البنوك الأوروبية تواجه صعوبات على صعيد الربحية في عدة قطاعات فضلا عن تأثيرات أسعار الفائدة المنخفضة ,إلى جانب ضغوط تنامي الرقابة ومدفوعات التقاضي. وقال محللو برنبرج ان مشكلة أوروبا تتمثل في ديون أكثر من اللازم على ميزانيات البنوك بهامش بالغ التدني.