نجحت قمة الأمل التى احتضنتها العاصمة الموريتانية أول مرة فى أراضيها منذ انضمامها الى الجامعة العرببة عام 1973، وتحدت القمة كل الصعاب رغم التمثيل المحدود “ 7 رؤساء فقط “وتقرر عقدها مرة كل 4 سنوات، وتكليف الأمانة العامة للجامعة بتقديم تقرير كل عامين فيما بين القمتين عما تم انجازه وتنفيذه من مشروعاتها وقراراتها. أعطت القمة الملفات الاقتصادية والاجتماعية والتنموية اهتماما كبيرا وحثت على ضرورة تذليل العقبات التى تحول دون اكتمال منطقة التجارة الحرة والاتحاد الجمركي، وكلفت الجامعة بالعمل على اتخاذ خطوات فى هذا الصدد وتعزيز دورها حيال جميع القضايا العربية، حسبما أكد على ذلك الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط فى المؤتمر الصحفى الختامى . وقامت رئاستها «موريتانيا» والآمانة العامة للجامعة بإضفاء بصمتها من اليوم الأول على ادارتها للقمة حيث حرصت على أن تقتحم أول الملفات الشائكة ودعت عبر اعلان نواكشوط إلى ضرورة اعادة النظر فى تغلغل العمالة الأجنبية بدولنا.. وحذرت من مخاطرها المستقبلية على البنيان الاجتماعى ومن ثم ما تشكله كمصدر تهديد للأمن القومى، وطالبت باعطاء الأولوية للعمالة الوطنية العربية وتوفير فرص عمل للشباب العربى واعتبرت أن ذلك سيمثل خطوة مهمة فى تجفيف منابع التطرف والارهاب التى تنامت بسبب البطالة. الجدير بالذكر أن موريتانيا لم يزرها مسئول مصرى طيلة 5 عقود رغم أنها تزخر بثروات ضخمة وتغمرها المنتجات الأجنبية، حيث أنشأت أول منطقة حرة واعدة «نواذيبو» تقع على الشاطئ الغربى بمحاذاة المحيط الأطلسى تعد الركيزة الرئيسية للاقتصاد الوطنى، أنشئت عام 2013 ومساحتها 130 ألف هيكتار. وتتمتع المنطقة بامتيازات ضخمة أهمها الشباك الواحد الذى يمنح التراخيص خلال فترة زمنية وجيزة لا تتجاوز بضع ساعات بالنظر الى الصلاحيات الضخمة التى تتمتع بها وقيامها باختصاصات الوزارات المعنية بحسب تصريحات رئيس المنطقة الوزير محمد ولد الداف، الذى قال إنها تنتظر الاستثمارات المصرية خاصة فى مجالات انتاج الحديد وصيد وتخزين وتصدير الأسماك، مشيرا الى أن هذه الأسماك يمكن لمصر توفير عبء الأسعار الضخمة التى تستوردها بها لانها تصدر عبر وسطاء أوروبيين حيث تدخل السوق المصرى بثلاثة أضعاف تكلفتها الحقيقية. وكشف الوزير الشاب «ولد الداف»أيضا عن أن أراضى موريتانيا آهلة بخامات الذهب والحديد الى جانب الثروة السمكية الضخمة، متنميا أن تستقبل المستثمرين من مصر والدول العربية، وأن تسبق هذه الدول غيرها الأجنبية. وقال إنه عقب الاعلان عنها استقبلت 250 شركة من نحو 17 دولة كانت أكثرها من دول أوروبية وآسيوية، وقال ان بإمكانها ان تتكامل مع منطقتى قناة السويس وبورسعيد التى التقى رئيسها مؤخرا وبحث معه هذا الأمر، كما أن المنطقة مؤهلة لاقامة صناعات أخرى مثل الملابس والصناعات التحويلية التى يمكن تسويق منتجاتها لأسواق غرب آسيا التى تتجاوز 50 ملايين نسمة، وليس لديها أى منفذ على البحار وتتدفق على اسواقها الصادرات من اوروبا . ومن جانبه قال سفير مصر فى نواكشوط أحمد فاضل يعقوب ل»الاقتصادى«: إن تطورات كبيرة طرأت على العلاقات الاقتصادية بين البلدين فى السنوات الأخيرة . واشار الى أن لدينا شركات تعمل بها فى مجالات عديدة من بينها تصدير الاسماك وانتاج الملح، الى جانب وجود مقر لشركة المقاولين العرب التى وقعت اتفاقيات بلغت 20 مليون دولار . وقال السفير إن هناك فرصا ضخمة للاستثمار ولدينا شركات تعمل فى موريتانيا فى مجالات تخزين وشحن الأسماك واستخراج ملح الطعام وبحث اقامة مزرعة مشتركة. ويشار الى أن موريتانيا التى لم يزرها مسئول مصرى منذ استقلالها عام 1960 تتوق الى استقبال المصريين سواء من رجال الأعمال والشركات، وبحسب السفير أحمد فاضل يعقوب فقد وقعت اتفاقيات لتعزيز التعاون بين البلدين خلال زيارة رئيسها محمد ولد عبد العزيز الى القاهرة حيث استقبله الرئيس عبد الفتاح السيسى ومنحه قلادة النيل أعلى قلادة مصرية كما أن مصر تقدم منحا كبيرة لابنائها للدراسة فى جامعاتها خاصة جامعة الأزهر.