مهدى مصطفى (الليلة يا عمدة). ** رصاصة كلام أطلقتها الفنانة سناء جميل فى قلب الفنان صلاح منصور، زوجها المفترض فى فيلم الزوجة الثانية. فالليلة ليلتها فى نظام تقسيم الليالى بينها وبين الزوجة الثانية سعاد حسنى، الشابة الجميلة المغرية. ** تذكرت عبارة سناء جميل الحادة، وشعرت بهلع صلاح منصور، ورغبته فى المغامرة، بينما كنت أشاهد عبر شاشة التلفزيون المناظرة الثانية بين المترشحين للانتخابات الرئاسية الأمريكية المرتقبة فى 8 نوفمبر المقبل، هيلارى كلينتون عن الحزب الديمقراطى، ودونالد ترامب، عن الحزب الجمهورى. فالسيدة كلينتون تخلت عن بدلتها الحمراء فى المناظرة الأولى، جاءت ببدلة زرقاء غامقة، بينما احتفظ ترامب بألوانه المعتادة، لم تكن هناك منصة يقف وراءها المترشحان كما فى المناظرة الأولى، لا أدرى أكان ذلك مكرا أم مصادفة من جامعة واشنطن بمدينة سانت لويس بولاية ميزورى، فالمترشحان كان يتحركان بحرية لإثبات الصحة والعافية والقوة، وبالغت كلينتون فى التأثير على الحضور والمشاهدين لتثبت لهم ولترامب أنها شابة متجددة . بينما كان ترامب ينظر إليها من علٍ. ** لا سلام ولا كلام ولا تصافح بالأيدى. دخلا الحلبة متنمرين. عمليات التجميل واضحة على وجه كلينتون، العارفون بهذا النوع من العمليات الحداثية النسائية لا تغيب عنهم الصنعة، فكلينتون خضعت لمشارط عدد من أطباء التجميل البارعين، فى الخلف والأمام، وفوق الرأس وتحت الشعر. يجلس زوجها الرئيس بيل كلينتون فى مقدمة الصفوف، يلعب دور صلاح منصور، بينما تصرخ فيه كلينتون بعيون جريئة: الليلة ليلتك. فترامب الذى سربوا له شريطا بذيئا يعود إلى أحد عشر عاما مضت، سوف يستدعى مخزون كلينتون من التحرش واغتصاب النساء، وعلى كلينتون الرئيس أن يتجلد، وهو يسمع حكاياته الجنسية المفعمة بماض أسود، وعليها أى السيدة كلينتون أن تسمع للمرة المليون حكايات زوجها المراهق علنا أمام الملايين، والليلة بالذات هى ليلة كلينتون الزوجة، وليس أى نساء آخرين، الزوجة الرئيسة التى انتظرت الدور طويلا، والليلة ليلتها.. ** بعيدا عن التحرش والإباحية، والردح فى حى شعبى. حمدت هيلارى الرب بأن ترامب ليس رئيسها. فألقمها حجرا غير مسبوق فى المناظرات الرئاسية الأمريكية حين قال لها: لو كنت أنا الرئيس لكان مكانك فى السجن. بهت الحضور والذى كفر. معلنا أنه لو فاز سيعين محققا خاصا للتحقيق مع هيلارى، متهما إياها بتعريض الأمن القومى الأمريكى للخطر. **تهديد هيلارى بالسجن كان فخا ناعما. الآن عرفوا نيات ترامب. ليس مهما الاختلاف حول سوريا، وروسيا، والضرائب، والنساء. ترامب كشف جوهر القصة، فالتهديد لم يكن لهيلارى وحدها، بل للشبكات السرية الممتدة من بيت كلينتون حتى الصندوق الأسود الأمريكى.