محمد سعد أطفأ نجوميته بنفسه.. ومحمد رجب صنع فيلماً لنفسه فقط - انفصال الثلاثى «شيكو وماجد وفهمى» لم يحقق الغرض الفنى المطلوب
- الشناوى: حلمى حقق إيرادات كبيرة لكن المستوى الفنى أقل
خلال أيام عيد الأضحى المبارك، عرضت صالات السينما فى مصر، ستة أفلام لنجوم من أجيال مختلفة، حيث عاد النجم أحمد حلمي، بعد غياب عامين بفيلم «لف ودوران» وكذلك محمد سعد، الذى قدم فيلم «تحت التربيزة» ومحمد رجب، بفيلم «صابر جوجل» وجاء جيل الشباب متمثلاً فى حسن الرداد وإيمي سمير غانم، فى فيلم «عشان خارجين»، ثم انقسم الثلاثى «شيكو وماجد وفهمي» لفيلمين هما «حملة فريزر» و «كلب بلدي»، وبرغم تحقيق بعض هذه الأفلام لإيرادات كبيرة فى الأسبوع الأول فإن العين النقدية تختلف على مستواها الفني بشكل كبير، «الأهرام العربي» استطلعت رأى النقاد فى أفلام العيد فى التحقيق التالى . فى البداية قال الناقد طارق الشناوي إن نزول ستة أفلام فى موسم عيد الأضحى يعتبر عدداً جيداً من حيث الكم مقارنة بالأعوام الماضية، لكن على مستوى الكيف علينا أن نتوقف أمام المستوى الفنى لهذه الأفلام فعلى سبيل المثال الجميع استبشر خيراً بعودة أحمد حلمي بفيلم «لف ودوران» الذى حقق على مستوى شباك التذاكر المركز الأول وتخطى إيراداته ال 10 ملايين جنيه فى أسبوعه الأول , لكن الفيلم به بعض العيوب الفنية خصوصاً على مستوى السيناريو الذى قفز من نقطة إلى أخرى دون أى مبرر درامى للأحداث بداخله، وهو ما يضعنا أمام سؤال مهم هو كيف ينظر النجوم لقصص أفلامهم أثناء التحضير؟ أما الظاهرة الأخرى فى انفصال الثلاثى شيكو وماجد وفهمي إلى ثنائى ينافس زميلهم الآخر، فالجمهور تعود أن يرى الثلاثى مع بعض فى عمل واحد على غرار ثلاثى أضواء المسرح لكن سنة الحياة أن ينفصل الأصدقاء عن بعضهم لكن الأهم ماذا يقدمون للجمهور ؟ أما الفيلم الآخر الذى حاول أن يقدم كوميديا جاءت منقوصة بشكل كبير فهو فيلم «عشان خارجين» فرغم الكيمياء الموجودة بين حسن الرداد وإيمى سمير غانم منذ فيلم زنقة الستات فإن فيلم عشان خارجين جاء باهتاً لمحاولة بطله حسن الرداد اصطناع الكوميديا ما أثر بشكل كبير على مستوى الفيلم. لكن أكثر ظواهر موسم عيد الأضحى جاءت من الفنان محمد رجب الذى قدم فيلم «صابر جوجل» وكتب قصته بنفسه وكأنه يريد أن يقول أنا المؤلف وأنا البطل وأنا كل شىء، ونسى أنه من الممكن أن يكون هو المتفرج الوحيد. أما الكارثة الكبرى فجاءت من الفنان محمد سعد الذى توقف مؤشر بوصلته عند شخصية واحدة منذ أربعة عشر عاماً لدرجة أن الجمهور حفظ عن ظهر قلب ماذا سيقول سعد فى المشهد القادم وهى الكارثة الكبرى ومع ذلك لم يتعلم من ماضيه وذهب فى الاتجاه نفسه لذلك كان العقاب مباشراً من الجمهور حيث حقق فيلمه إيرادات هذيلة تزيل بها قائمة الأفلام بعد أن كان النجم الأول الذى يكسر حاجز العشرين مليون جنيه منذ سنوات . أما الناقد الفنى محمود عبدالشكور فقال: هناك أكثر من ملمح واضح فى موسم عيد الأضحى أولها أن هناك حالة غير مسبوقة من الإقبال الجماهيرى على مشاهدة السينما واعتبارها جزءاً أساسياً من العناصر الأساسية فى المجتمع أثناء الأعياد، بدليل أن الإيرادات فى أقل من أسبوع تخطت الثلاثين مليون جنيه وهو رقم كبير جداً مقارنة بالمواسم الماضية، ثانياً أن جميع الأفلام المعروضة كانت جيدة جداً على المستوى البصرى وهو ما جعل الجمهور يقبل عليها بقوة، لكنها تفتقد الحبكة الأساسية فى حرفية السيناريو بمعنى أن هناك أفكاراً جيدة لكن لم يتم استغلالها جيداً فى مرحلة الكتابة، ثالثاً هناك حالة من الوعى بدرجة معقولة بالنسبة للجمهور الذى عبر عن نفسه ورفض الاستجابة لبعض الكاركترات المحفوظة مثل الليمبي، وكان عقاب محمد سعد عنيفاً جداً أمام شباك التذاكر رابعاً هناك ظاهرة اقتباس الأفكار وليس ترجمة الفيلم بمعنى أن الخط العام للفيلم قد يكون مقتبساً من عمل أجنبى لكن يحدث له تمصير وإضافة خطوط درامية أخرى، لذلك أعتقد أن فيلم «عشان خارجين» بطولة حسن الرداد وإيمي سمير غانم قد ابتعد تماماً عن الفيلم الأجنبى date night , من هنا تفجرت المواقف الكوميدية داخل حوار خفيف الظل، بشكل مترابط فى تتابع بصرى جيد أعده المخرج خالد الحلفاوى. أما فيلم «صابر جوجل» فأعتقد أن محمد رجب استدعى شخصية سالم أبو أخته من فيلمه السابق لكن بشكل جديد، وهو ما أثر على حدوتة الفيلم خصوصاً أن محمد رجب أراد أن يقدم نفسه أكثر من التركيز على عمل فيلم لذلك كانت هناك مشاكل كبرى فى السيناريو تحاول إبراز التزاوج بين المال والسياسة. أما الثلاثى الذى انقسم جزئين ففى رأيي أنه كانت لديهم فرصة جيدة لكنهم أهدروها بالجرى خلف الإفيهات الضاحكة والابتعاد عن المواقف الكوميدية، وهو الموقف نفسه الذى فعله محمد سعد فى فيلم «تحت التربيزة» حيث رأينا على الشاشة كاراكتر جاهزاً يريدون إلباسه فى فكرة حتى يضحكون على الجمهور، تبقى التجربة الجديدة لأحمد حلمي محل دراسة وعلينا أن نتوقف أمامها بإمعان، أولاً هناك فارق بين تقييم فيلم قائم بذاته، وبين تقييم فيلم بناء على تاريخ سابق بمعنى أنه لو كنت أنتظر من أحمد حلمى تقديم فيلم على شاكلة «كده رضا وعسل أسود وألف مبروك ...» فسوف أحكم على الفيلم الجديد بالفشل، أما لو قيمة الفيلم كمنتج قائم بذاته وبين منافسيه الحاليين سأجد أنه أفضل الموجودين ولديه مستوى بصري متميز ولإيقاع منتاج جيد وكيمياء تربط بين البطلين بشكل جيد أعطى ما يريد أن يوصله بشكل سلس.