سلوى سيد وسط التوترات الحالية التي تشهدها العلاقات بين مصر وإيطاليا في أعقاب مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني، تلعب الجالية المصرية في إيطاليا دوراً مهما في تجاوز الأزمة وتوضيح وجهة النظر المصرية على المستوى الشعبي غير الرسمي. فوفق آخر إحصاءات للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء ارتفع عدد المصريين المهاجرين والذين اكتسبوا صفة المهاجر خلال عام 2014 إلى 505 مهاجرين مقابل 430 مهاجراً خلال عام 2013 بنسبة زيادة 17.4%، استحوذت إيطاليا على المرتبة الأولى فى عدد المصريين الذين حصلوا على موافقة للهجرة بالخارج بنسبة 37.2 %، ليبلغ عددهم 188 مهاجراً. أكد الدكتور إبراهيم يونس، رئيس الجالية المصرية في الشمال الإيطالي على دعم المصريين في الخارج وتحديداً في إيطاليا لمصر في مختلف المجالات، من خلال تنظيم مبادرات لدعم الاقتصاد المصري أهمها في قطاع السياحة بالتعاون مع القنصلية المصرية في ميلانو، وآخرها مبادرة "استثمر في بلدك" والتي وجهت دعوات مباشرة للجالية المصرية في إيطاليا لاستثمار أموالهم في وطنهم الأم من خلال المشاركة في المشروعات الواعدة التي يطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي باستمرار. وأشار يونس إلى أن مصر بحاجة إلى دعم أبنائها في الخارج لإنقاذ الاقتصاد الوطني من عثراته والكبوات المتلاحقة التي تعصف به وخاصة في قطاع السياحة الذي يعاني بشدة منذ يناير 2011، بالإضافة إلى الحملات الدعائية المروجة لأهم المعالم السياحية والحضارية المصرية. وتحرص الجالية المصرية في ايطاليا بالاتفاق مع الاتحاد العام للجاليات المصرية في أوروبا ككل على تواجدها في جميع المناسبات والتجمعات لتسليط الضوء على الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر وعرض كيفية البدء في المشاركة فعلياً في تلك الاستثمارات سواء على مستوى المشروعات الكبرى أو المشروعات الصغيرة والمتوسطة، قمنا بعمل تلك المؤتمرات في هولندا وفرنسا وإنجلترا وإيطاليا والنمسا. وأضاف يونس أن قضية مقتل الشاب الإيطالي جوليو ريجيني، هي التي تشغل الرأي العام الإيطالي، حيث تتناولها الصحف بشكل يومي، كما أن أحزاب اليمين المُعارضة في إيطاليا تقوم بشحن الرأي العام ضد مصر، فيما يتبع حزب اليسار الحاكم سبل التريث لحين اتضاح الحقائق. يأتي هذا في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات المصرية الايطالية زخماً وقوة ملحوظة خاصة عقب زيارة الرئيس السيسي لإيطاليا مؤخراً، حيث أسفرت الزيارة عن إعادة تنشيط مجلس الأعمال المصري – الإيطالي الذي حضر السيد الرئيس جلسته الافتتاحية وشارك فيه خمسون من ممثلي مجتمع الأعمال والمستثمرين من البلدين، ليبدؤوا نقاشات سبل التعاون في مجال السكك الحديدية، حيث تعهدت إيطاليا بتقديم قرض ميسر لمصر لإجراء الدراسات والتصميمات الخاصة بخط السكك الحديدية الكهربائي السريع الذي سيصل بين القاهرة والإسكندرية. كما اتفق الجانبان على تنفيذ عدد من مشروعات التعاون الثنائي التي ستساهم إيطاليا في تمويلها بقيمة إجمالية تبلغ 295 مليون يورو في شكل منح وقروض ميسرة وعمليات لمبادلة الديون، كما سيتم تفعيل التعاون في مجال الزراعة والتنمية الريفية من خلال برنامج للتعاون بقيمة 27 مليون يورو. فضلاً عن تشجيع خطوط النقل البحرية بين مصر وأوروبا وفتح خط لتصدير المحاصيل البستانية الطازجة من مصر إلى أوروبا، وتعزيز التعاون المشترك في موضوعات الهجرة وتنفيذ اتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة الجرائم المنظمة العابرة للحدود ومعالجة الأسباب الجذرية لتدفقات الهجرة بما في ذلك بذل الجهود اللازمة لتحقيق أهداف الألفية للتنمية، وذلك بالإضافة إلى التعاون في عدد من القطاعات والمجالات المختلفة وتشمل التنمية الاجتماعية، والتعليم، وتطوير القطاعين العام والخاص، والبيئة، والتراث الثقافي.