محمد فاروق هندى عادت قضية التجنيس لتفرض نفسها بقوة فى الساحة الرياضية خلال الأيام الماضية، وذلك بعد حصول منتخب قطر على المركز الثانى ببطولة العالم لكرة اليد، بمجموعة من اللاعبين غير القطريين، وظهور مطالبات عديدة بتشديد قواعد تمثيل اللاعب لغير بلاده أسوة بما يحدث فى اللعبة الشعبية الأولى كرة القدم. ويبقى السؤال الأهم: هؤلاء المجنسون الذين يتخلون عن بلادهم ويلعبون بأسماء منتخبات أخرى.. هل يفوزون أم يخسرون؟ الحقيقة أنهم يفوزون بالمال لكنهم يخسرون أشياءً أخرى. وسط أنباء عن وجود اتجاه قوى داخل الاتحاد الدولى لكرة اليد بتشديد قواعد تجنيس اللاعبين على غرار كرة القدم، خرج المصرى حسن مصطفى، رئيس الاتحاد ليدافع عن الاتهامات التى طالته فى موضوع التجنيس، مؤكدًا أنه ليس قرارًا شخصيًا منه، وإنما هو قرار صادر عن الجمعية العمومية للعبة: «لا أستطيع أن أتخذ قرارًا بعدم التجنيس، إلا إذا اتخذ من قبل الجمعية العمومية، لابد من احترام قراراتها.. نحن نقوم بتنفيذ رغبة الجمعية العمومية للعبة، فهناك 200 اتحاد داخل الجمعية العمومية". وأضاف "التجنيس ليس مقتصرا على قطر فقط، بل هناك فرنسا أيضا بها لاعبون مجنسون، فهو حق لكل الاتحادات، كما يحدث فى كرة القدم أيضا". وحصلت قطر على المركز الثانى ببطولة العالم لكرة اليد التى استضافتها أخيرًا، بمشاركة 5 لاعبين فقط ينحدرون من أصول قطرية وهم عبد الله الكربى، وحمد مدادى، وهادى حمدون، وزكار أمين، وكمال الدين ملاش، من بين 16 لاعبًا فى منتخب العنابى، والباقون تم تجنيسهم من 11 دولة مختلفة "البوسنة، والجبل الأسود، ومصر، وتونس، وإسبانيا، وكوبا، وإيران، وسوريا، وفرنسا" عبر الاستفادة من مرونة قواعد الاتحاد الدولى لكرة اليد بأحقية أى لاعب فى اللعب لأى منتخب يختاره بعد مرور 3 سنوات على ارتداء اللعب لقميص المنتخب الوطنى السابق. مصريان فى منتخب قطر وشارك لاعبان مصريان مع المنتخب القطرى الحائز على المركز الثانى ببطولة العالم لكرة اليد الأول، هما محمود زكى وحسن عواض الذى أثار مشهد بكائه بعد خسارة المنتخب القطرى للمباراة النهائية أمام فرنسا حالة من الاستياء فى الأوساط الرياضية المصرية من انتماء اللاعب إلى غير بلاده. وحسن عواض أحد أشقاء أسطورة كرة اليد المصرية أشرف عواض، وينتمى للعائلة الأشهر فى تاريخ كرة اليد المصرية، حيث تضم خمسة عناصر كانوا علامات بارزة فى صفوف النادى الأهلى والمنتخب الوطنى، يأتى على رأسهم أشرف عواض إضافةً إلى الرباعى حازم وحسين وبلال وحسن. حسن عواض الظهير الأيسر السابق لمنتخب الشباب المصرى، ذو الأعوام ال32 عاماً، لعب للأهلى والجيش فى الدورى المصرى، قبل انتقاله لدورى "الوحدات القطرى"، حيث لعب لنادى الجيش فى 2010، وسبق له أن شارك مع العنابى فى بطولة العالم السابقة فى إسبانيا. وقال عواض عن تجنيسه ومشاركته مع المنتخب القطرى فى تصريحات صحفية: "لست خائنا كما وصفنى البعض، ولكنى لم أجد فرصتى فى الدورى المصرى أو منتخب بلادى، فنظرت للأمور بما يناسب مستقبلى ومستقبل أبنائى، فعلت كل شىء فى مصر ولم أجد المقابل المادى أو المعنوى لذلك رحلت إلى قطر". وأكد اللاعب أن تجنيسه لم يكن مخططًا له، حيث احترف فى صفوف فريق الجيش القطرى منذ 3 أعوام، ثم جاء الأمر بالمصادفة عندما عرض عليه المسئولون الانضمام لمنتخب قطر، حيث وجد التقدير المادى والمعنوى. اللاعب الثانى هو محمود زكى حسب الله لاعب السد القطرى، صانع الألعاب ذو الأعوام ال28 الذى شارك مع منتخب الشباب المصرى فى حصد المركز السادى فى مونديال الشباب الذى استضافته مقدونيا فى 2007، كما شارك مع المنتخب المصرى فى كأس الأمم الإفريقية فى القاهرة 2010. انتقل زكى بعد نهاية تعاقده مع ناديه الأوليمبى السكندرى، إلى النادى القطرى الكبير، ووافق على اللعب باسم المنتخب القطرى بعدما فقد مكانا وسط الكبار فى ظل وجود أسماء بحجم حسن يسرى وحسين زكى فى مركزه مع المنتخب المصرى ما أبعده عن تشكيلة الفراعنة. لغة المال وبالطبع يبرز دور كبير للمال فى قضية التجنيس، فقد حصل كل لاعب بالمنتخب القطرى لكرة اليد على مكافأة بقيمة 100 ألف دولار عن كل فوز فى البطولة، وهى سياسة أكدت نجاحها، لكنها جلبت العديد من الانتقادات لقطر، مما أثار الحديث حول ضرورة تشديد قواعد تجنيس اللاعبين فى كرة اليد وجميع الألعاب الرياضية. كان الاتحاد الدولى لكرة القدم بقيادة جوزيف بلاتر قد شدد قواعد تجنيس اللاعبين فى اللعبة الشعبية الأولى بعد قضية شهيرة عام 2006 كانت بطلتها قطر أيضًا حين حاولت تجنيس اللاعب البرازيلى إيلتون مقابل مليون دولار. وحدّد الفيفا بعدها 3 معايير مشددة لتجنيس اللاعبين: أن يكون اللاعب مولودا فى بلد الاتحاد المعنى بالجنسية، أو أن يكون والده أو والدته ولدا فى بلد الاتحاد المعنى، أو أن يكون جدّه أو جدته ولدا فى بلد الاتحاد المعنى، ويجب أن يتوافر على الأقل أحد هذه الشروط الثلاثة كى يتمكن اللاعب من الدفاع عن ألوان البلد الذى يعرض عليه الجنسية. كانت قطر قد منحت الجنسية للعديد من اللاعبين فى كرة القدم، أبرزهم الأورجوايانى سيباستيان سوريا هداف العنابى السابق والبرازيلى فابيو سيزار، والفلسطينى الأصل بسام رزق، والحارس الإثيوبى الأصل ومحمد صقر، والمصريان حسين ياسر المحمدى، وشقيقه محمد، وأيضا محمد كاسولا، وعبد الله كونى وناصر كميل من أصول نيجيرية.