جلال الشافعي لأسباب عدة تترواح بين تراجع مستوى معظم المنتخبات والفرق العربية ونتائجها السيئة فى المنافسات القارية والتصفيات العالمية وأخرى سياسية وأمنية بعد ثورات الربيع العربي.. باتت مشاهدة مدرجات العرب "خاوية" أمراً مألوفًا فى أغلب المباريات.. وباتت الجماهير العربية تفضل متابعة كبرى الأندية العالمية مثل برشلونة وريال مدريد وبايرن ميونيخ ومانشستر يونايتد عن متابعة أندية ومنتخبات بلادها. سجلت الأرقام التى رصدتها لجنة دورى المحترفين الإماراتية، لعدد من مباريات الموسم الحالي صدمة كبيرة فيما يتعلق بالحضور الجماهيري، خصوصا فى مباراة العين والوصل، اللذين يملكان القاعدة الجماهيرية الأكبر فى الإمارات، والتى جرت فى الجولة الثانية من المسابقة، إذ حضر تلك المواجهة نحو 3783 متفرجا فقط، كما لم يزد عدد الحضور الجماهيرى للمباراة الافتتاحية للأهلي، بطل النسخة الماضية لبطولة الدورى مع الشارقة، على سبعة آلاف متفرج، فيما بلغ عدد الحضور الجماهيرى لمباراة الظفرة وعجمان فى الجولة الثانية 465 متفرجا فقط! ووقفت لجنة دورى المحترفين على المباريات الثلاث تحديدا باعتبار أن الأندية الستة تمتلك شعبية جماهيرية كبيرة إلى جانب أن تلك المباريات تم تشفيرها، لكن الأرقام جاءت مخيبة لطموحات المسئولين عن الكرة الإماراتية، بما يعنى فشل تجربة التشفير فى الوصول إلى الهدف المنشود بزيادة الحضور الجماهيرى فى ملاعب كرة القدم، على الرغم من زيادة عدد المباريات المشفرة فى كل جولة، سعيا إلى زيادة الحضور الجماهيرى لتدارك سلبية هذا الأمر وتأثيره على مقاعد الأندية الإماراتية فى دورى أبطال آسيا. ولم يختلف الأمر كثيرًا فى الدورى القطري، فعلى الرغم من الإمكانات الرهيبة التى يتمتع بها هذا الدورى من بنية تحتية وملاعب على أعلى مستوى وتعاقدات كل موسم تتم مع نجوم بالملايين ومستوى يراه الخبراء موسماً بعد الآخر فى تطور مستمر، وبرغم ذلك لا يتغير شىء فى المدرجات، فالحال كما هو عليه فى السنوات العشر الأخيرة.. صورة باهتة لمدرجات من المفترض أن تكون لامعة ببريق روعة المنشأة وصورتها الجميلة، لكن هيهات فهذا البريق ينطفئ مع كل مباراة بغض النظر عن المتنافسين، ومهما كانت قوة المباراة أو سخونتها فغياب اللاعب رقم 1 يحول العشب الأخضر إلى صحراء جرداء ويزيد من حالة الفراغ القاتل فى كل الملاعب. فيما لا يتجاوز عدد الجماهير التى تحضر مباريات الدورى العمانى المائة مشجع فى أغلب المباريات وأحيانا يزيد أو ينقص قليلا، وهو يرجعه البعض لضعف المستوى الفنى فتكتفى بمتابعة الدوريات الأوروبية وبعض المباريات المهمة فى البطولة الآسيوية. أما الجماهير الأردنية فتبرر سبب ابتعادها عن المدرجات بالمعاملة الأمنية العنيفة وأساليب التفتيش غير اللائقة، فضلا عن تراجع مستوى الأندية ومنتخب النشامى. وفى القارة السمراء وبرغم أن غياب الجماهير عن مباريات الدورى المصرى فى يد وزارة الداخلية، فإن العديد من البلدان الأخرى شهدت تراجعًا كبيراً فى نسب التوافد الجماهيرى على المدرجات، مثل الدورى السودانى الذى شهد تراجعًا كبيرًا هذا الموسم على عكس السنوات السابقة ولاسيما فى مباريات قطبى الكرة السودانية الهلال والمريخ التى كانت مبارياتهما دائمًا ما تكتظ بالجماهير. ولم تعد الملاعب المغربية تشهد حضورًا معتادًا من جماهير الشمال الإفريقى العاشقة لكرة القدم، وهو ما يعود إلى التراجع الكبير للأندية المغربية ومنتخب أسود الأطلسى فى المنافسات القارية، حيث فشل فى الصعود لثلاث نسخ متتالية لبطولة الأمم الإفريقية. وتقف الجماهير التونسية فى منطقة وسطى، فعلى رغم من قلة أعداد الجماهير المتوافدة على الملاعب بعد الثورة التونسية فى 2011، إلا أنها تحافظ بشكل كبير على نسبة حضور مقبولة مقارنة بالعديد من الدول العربية. وتعد الجماهير الجزائرية استثناءً وحيدًا بين العرب من حيث الإقبال الجماهيرى الكثيف على ملاعب الكرة، ولعل ذلك يعود إلى أسباب عدة فى مقدمتها التفوق الملحوظ للمنتخب الجزائرى فى السنوات الأربع الأخيرة وتحقيقه نتائج طيبة على الصعيد القارى آخرها تفوقه على جميع المنتخبات فى التصفيات الإفريقية الأخيرة بتحقيق أعلى رصيد من النقاط محققًا 15 نقطة، وكذلك تأهله مرتين متتاليتين فى كأس العالم 2010، بجنوب إفريقيا و2014، بالبرازيل والخروج أمام بطل العالم المنتخب الألمانى بنتيجة 2/1 فى دور ال16 بعد شوطين إضافيين، بالإضافة لقوة الأندية الجزائرية فى البطولات الإفريقية والعربية ولاسيما فريق وفاق سطيف بطل إفريقيا فى النسخة الأخيرة.