أ ف ب يخشى فنانون وصحفيون في تونس من عودة القيود على حرية التعبير الوليدة في البلاد، بعدما فاز بالانتخابات التشريعية الأخيرة حزب يضم انصار سابقين لنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي الذي اطاحت به الثورة في 14يناير/ كانون الثاني 2011. وفاز حزب "نداء تونس" (يمين وسط) الذي أسسه في 2012 رئيس الحكومة الأسبق الباجي قائد السبسي، في الانتخابات التشريعية التي أجريت في 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي متقدما على حركة النهضة الاسلامية الثانية التي حكمت تونس من نهاية 2011 وحتى مطلع 2014. ووفق استطلاعات رأي محلية أجريت في وقت سابق، فإن قائد السبسي -87 عاما-هو المرشح الاوفر حظا للفوز بالانتخابات الرئاسية المقررة الأحد القادم والتي ترشح اليها ستة مسؤولين سابقين في نظام بن علي. وكان قائد السبسي تولى حقائب وزارية مهمة مثل الداخلية والخارجية في عهد الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة. كما عينه بن علي رئيسا للبرلمان بين 1990 و1991. وبعد الثورة تولى هذا السياسي المخضرم رئاسة الحكومة التي قادت تونس حتى اجراء انتخابات "المجلس الوطني التاسيسي" يوم 23 أكتوبر/تشرين الأول 2011 والتي كانت أول انتخابات حرة في تاريخ تونس. ويضم هذا الحزب "نداء تونس" يساريين ونقابيين ومنتمين سابقين لحزب "التجمع الدستوري الديمقراطي" الحاكم في عهد بن علي الذي كانت منظمات حقوقية دولية تعتبره من "أعداء" حرية التعبير والصحافة في العالم. ويجمع التونسيون ان "حرية التعبير" هي حتى الآن "المكسب الوحيد للثورة". ومؤخرا، أعربت أحزاب معارضة عن مخاوف مما اسمته "تغوّل" (تعاظم نفوذ) "نداء تونس" في حال فاز قائد السبسي بالانتخابات الرئاسية، ومن "عودة الدكتاتورية" لان المنتمين السابقين لحزب التجمع يتمتعون بنفوذ كبير داخل نداء تونس. وأصدر مغني الراب الشهير في تونس حمادة بن عمر المعروف باسم "الجنرال" أغنية جديدة بعنوان "رجوعكم على جثتنا" ندد فيها بالعودة القوية لمسؤولين من نظام بن علي الى الحياة السياسية.