سوزى الجنيدى أكد وزير الخارجية سامح شكرى اليوم الأحد أن المبادرة المصرية لاتزال تشكل فرصة حقيقة لاحتواء الأزمة التى يعانى منها قطاع غزة وأن مصر تتحمل مسئوليتها فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وحماية الشعب الفلسطينى وتوفير الفرصة لجميع لوقف القتال وعقد مفاوضات لاحتواء هذه الازمة. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفى المشترك الذى عقده الوزير مع نظيره الصينى وانج إى تشى الذى يزور القاهرة حاليا وذلك عقب جلسة مباحثاتهما بمقر وزارة الخارجية. وقال شكرى إن أزمة غزة ومعاناة الشعب الفلسطينى استحوذت على حيز كبير من مشاوراته مع نظيره الصينى حيث تم طرح المبادرة المصرية على وزير خارجية الصبن وما تتضمنه من اطار صالح لحماية الشعب الفلسطينى ووقف سفك الدماء والبدء فى لمفاوضات بين الجانبين تؤدى الى الاستجابة لاحتياجات الشعب الفلسطينى فى غزة ومنع تكرار الاعتداءات فى غزة. وأوضح وزير الخارجية أن هناك توافقا فى الرؤى بين مصر والصين حول رفض ما يتعرض له المدنيون الأبرياء من قتل وتشريد، وإدانة للعمليات العسكرية الإسرائيلية التى تؤدى الى هذه الحصيلة غير المقبولة من القتلى. ورحب وزير الخارجية بنظيره الصينى واصفا الزيارة التى يقوم بها حاليا إلى القاهرة بأنها مهمة وتعكس عمق العلاقات التاريخية التى تربط بين البلدين لاسبما وحن نحتفل بالذكرى ال58 لاقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر والصين. وأشاد شكرى بهذه المناسبة بالموقف الصينى الداعم لارادة الشعب المصرى فى رسم مستقبله ودعم خارطة الطريق وما ادت اليه من انجاز فى ضوء استحقاقين اول وثانى وهو الامر الذى يعكس الصداقة التى تربط بين البلدين. وأكد وزير الخارجية موقف مصر الثابت والمبدئى من انتهاج سياسة الصين الواحدة ورفضنا التام لأى تدخل فى الشئون الداخلية للصين وهو مبدأ راسخ ينطبق على مصر و الصين و لابد من احترامه من جانب كافة الدول. وأضاف أن الرئيس عبد الفتاح السيسى استقبل الوزير الصينى فى وقت سابق اليوم حيث تم تناول عددا من القضايا الثنائية وتناول عدد من القضايا الدولية والقليمية ذات الاهتمام المشترك، مشيرا إلى حرص الجانبين المصرى والصينى على تعزيز علاقات التعاون. وأضاف شكرى أن وزير الخارجية الصينى نقل رسالة شفية من الرئيس الصينى إلى الرئيس السيسى كما وجه الدعوة للسيسى لزيارة الصين فى أقرب فرصة ممكنة. وقال إن الجانبين عقدا جلسة الحوار الاستراتيجى مساء أمس برئاسة وزيرى خارجية الدولتين وحضور وزراء الصناعة والكهرباء والنعاون الدولى والاستثمار وممثلين عن هيئة قناة السويس ووزارة النقل وتم خلال اللقاء حوار مفصل وومتد طرح خلاله الجانب المصرى اهتمامه بدعم العلاقات الثنائية وأحاط الوزير الصينى بالخطط المستقبلية الاستثمارية فى مصر و قد اهتم الجانب الصينى بذلك وخاصة فى مجال توليد الطاقة وتطوير قطاع النقل و السكك الحديدية والمساهمة فى البنية التحتية حيث ابدى الجانبيان التاكيد على مواصلة المشاورات لتفعيل التعلون بينهما من خلال الزيارات المتبادلة على المستوى الوزارى وأولها زيارة وزير الكهرباء المصرى خلال الاسابيع المقبلة إلى الصين لاستكمال النواحى التنفيذية المرتبطة بالتعاون الثنائي. وأشار شكرى إلى جولة المشاورات السياسية التى عقدت بمقر الخارجية وتم خلالها استعراض القضايا الثنائية والاقليمية حيث تميزت المناقشات بالتوافق حول الكثير من الموضوعات المطروحة، موضحا أن المشاورات كانت فرصة طيبة للاطلاع على رؤية الصين ازاء تطورات الوضع فى آسيا وجنوب شرق اسيا والباسفيك وتطرقنا الى اهمية التعاون فى مواجهة ظاهرة الارهاب التى نعانى منها ولانها تؤثر سلبا على الشعوب وأيضا على التنمية. فيما قال وزير الخارجية الصينى إنه تم تبادل وجهات النظر مع الوزير سامح شكرى حول القضايا الاقليمية والصراع الفلسطينى- الاسرائيلى.. معربا عن تقديره للجهود الايجابية التى يبذلها الجانب المصرى لوقف الصراع. وشدد على دعم الصين للدور المصرى الحيوى للتوسط لوقف الصراع.. مؤكدا ان الاستخدام المفرط للقوة يعد امرا غير مقبول.. مضيفا ان بلاده تشعر باسف شديد ازاء الانهيار المستمر للهدنة بين الجانبين و عدم ارسال اسرائيل لممثليها للمفاوضات فى القاهرة. وأكد أن الجانب الصينى يدعم جهود الوساطة بين الطرفين من اجل سرعة وقف إطلاق النار واستئناف المفاوضات.. مشيرا إلى أن الصين تطرح مبادرة لتسوية الصراع بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى وتركز على قبول الوقف الفورى لاطلاق النار بما فى ذلك القصف الجوى والعمليات البرية حرصا على الشعب والسلام فى المنطقة مؤكدا ان استخدام القوة بشكل مفرط و سقوط المدنيين أمر غير مقبول ويجب وقف العنف والعنف المضاد. وأضاف الوزير الصينى أن البند الثانى من المبادرة هو أن بلاده تدعم مبادرة التهدئة التى طرحتها مصر والدول الاخرى ويجب على كلا الجانبين عدم استخدام القوة والعمل على إيجاد حل يحقق العمل المشترك من أجل استئناف المفاوضات وإيجاد الآلية الكفيلة من اجل رفع الحصار عن قطاع غزة وإطلاق سراح المسجونين. وأشار الوزير الصينى إلى ان البند الثالث يركز على ان الصراع الفلسطينى- الاسرائيلى يمتد منذ سنوات طويلة.. دون حل عادل او منصف لمدة طويلة معربا عن دعم بلاده لحقوق الشعب الفلسطينى المشروعة فى اقامة دولته والتمسك بالمفاوضات كخيار استراتيجى وسرعة استئناف المفاوضات.مضيفا ان البند الرابع يدور حول مطالبة المجتمع الدولى بتحمل مسئوليته و بالتعاون لوقف الصراع من خلال تشكيل قوة مشتركة تدفع لوقفه مع ضرورة الاهتمام البالغ بالاوضاع الانسانية والمساعدات للفلسطنيين، مؤكدا أن الجانب الصينى قدم مساعدات لشعب غزة تقدر بنحو مليون ونصف مليون دولار بالإضافة إلى الإعانات التى قدمها الصليب الأحمر الصينى. وردا على سؤال حول رؤية مصر للمبادرة التى طرحها الرئيس الصينى للمشاركة مع الجانب العربى وإحياء طريق الحرير البحرى قال سامح شكرى أريد أولا أن أعلق على المبادرة التى أطلقتها الصين لأحتواء ازمة غزة و هى مبادرة لها أهميتها نظر الثقل الصين ومكانتها و كونها عضو دائم فى مجلس الامن وكذلك لما تحظى به من مصداقية عالية و مواقف مبدئية تتوافق مع الرؤى المصرية مشيرا ان المبادرة الصينية تدعم الجهد المصرى والمبادرة المصرية وتصب فى تفعيلها و تتفق مع الهدف من المبادرة المصرية والتى لا تهدف فقط الى احتواء الازمة و لكن ايضا الى عودة مفاوضات السلام والوصول إلى حل جذرى للصراع الفلسطينى الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة و عاصمتها القدسالشرقية و تحقيق ما تتطلع إليه الشعوب العربية جميعها بعد أن طال امد الصراع و تأثيره السلبى على شعوب المنطقة مما حد من قدرات الشعوب على تحقيق التنمية، وقد حان الوقت للتفاعل من جانب الاطراف الدولية وفى مقدمتها الصين لتحقيق هذا الهدف. وأضاف شكرى أنه بالنسبة لمبادرة الرئيس الصينى لإحياء طريق الحرير فآن مصر قد أيدت هذه المبادرة الهامة منذ إطلاقها و نجدها مبادرة تدعم التعاون بطن دول الجنوب وإطلاقها من جانب الصين يدل على الاهتمام الصينى بتنمية العلاقات لتحقيق المصلحة المشتركة لمزيد من التنمية الاقتصادية و مصر على أتم استعداد للتفاعل الإيجابي مع المبادرة و الاستفادة منها و سيظل التشاور مستمر للوصول لأنس بالسيل لتنفيذ المبادرة والاستفادة منها.