جابر القرموطى من الشهيدة ميادة أشرف التى استشهدت فى عين شمس وهى تغطى مظاهرات الإخوان قبل ثلاثة أسابيع إلى الطفلة ميادة زكي «أربع سنوات» التى قدمتها والدتها قبل أيام إلى عشيقها بعد تخديرها ليغتصبها، لأن الأم كانت فى وضع الحيض ولم تتمكن من ممارسة الحب مع العشيق، وأرادت الأم أن تبسط عشيقها فقدمت له ابنتها ... من ميادة الشابة الصحفية إلى ميادة الطفلة المجروحة، من ميادة التى ماتت إلى ميادة التى تموت، من ميادة التى على أبواب الجنة إلى ميادة التى تقف على باب الحياة لا تعرف أين الجنة وأين النار، من ميادة التى ارتاحت إلى ميادة التى تتمنى أن ترتاح، من ميادة حبيبة أمها إلى ميادة عدوة أمها، من ميادة ضحية المجتمع إلى ميادة ضحية انفصال الأب عن الأم، من ميادة الإنسانة إلى ميادة الإنسانة جواب بعلم الوصول إلى كل مواطن ومسئول فى هذا البلد .. تحركوا قبل فوات الأوان، تحركوا قبل أن تتحول البلد بأكملها إلى ميادات صغيرة وكبيرة، الغريب أننا اعتدنا مصمصة الشفاة على أى حالة استثنائية فى المجتمع خصوصا حالات مثل ميادة الشهيدة أو ميادة الطفلة، تألمنا كثيرا فى السابق لحوادث مشابهة وضاع الألم بمرور الوقت وتلهينا مشكلة أخرى عن السابقة وننسى - وبكل ألم - ما كان ونركز على ما سيأتى، حتى أصبحت حياتنا بلا قيمة ولا هدف عام.. الغريب أيضا أن الرأى العام لم يتعامل مع حادث الطفلة ميادة ولم يقف كثيرا أمام الأم التى فقدت كل المعانى وقدمت ابنتها الطفلة بعد تخديرها إلى عشيقها ليغتصبها .. آلاف الأسئلة يعجز أى متخصص فى الطب النفسى الإجابة عنها لتبرير الذى قامت به الأم تجاه ابنتها، وهل هذه الأم تستحق الإعدام فقط؟ هل هذه الأم تستحق لقب الأمومة؟ هل هذه الطفلة كانت تنادى على والدتها « أمى » أو ماما ؟ أنا آسف صغيرتى ميادة.. من اغتصبك ليس عشيق أمك فقط.. نحن جميعا شاركنا فى اغتصابك، ونحن مطالبون بتأهيلك نفسيا لتعودى كما كنت .