خلال جولته التي استغرقت ثمانية أيام إلى أفريقيا، أعلن الرئيس باراك أوباما عن خطة طموحة لتحسين فرص الحصول على الكهرباء في جميع أنحاء القارة، وهي خطوة يقول البيت الأبيض أنها تهدف إلى انتشال أفريقيا جنوب الصحراء من الفقر ومساعدتها على تطوير طبقة متوسطة مستقرة. وبينما قد تظهر هذه المبادرة كما لو كانت زيادة سخية في المساعدات الأمريكية إلى القارة الأفريقية، يري العديد من الخبراء انه ربما يجدر إعتبارها تغييرا في نموذج مساعدة الولاياتالمتحدة للدول النامية عامة، بتحويلها إلي قطاع الشركات الخاصة مما يعود بالربح علي قطاع الصناعة والإستثمارات الأمريكية. وتهدف الخطة إلى مضاعفة إمدادات الكهرباء في أفريقيا، حيث لا تزال نحو 85 في المئة من أهالي المناطق الريفية تفتقر إلى الطاقة الكهربائية، وذلك علي أمل أن يساهم تمتين هذه البنية التحتية في تعزيز الاقتصادات الأفريقية. ويذكر أن الإعلان عن خطة "كهربة" أفريقيا جاء في أعقاب خطاب ألقاه الرئيس أوباما في جامعة "كيب تاون" في جنوب أفريقيا. وفيه دعا أوباما -الذي يتعرض لانتقادات حادة جراء فشله في الارتقاء إلى مستوى خطاباته المثيرة للإعجاب- دعا الولاياتالمتحدة لأن تفي بدورها في القارة الأفريقية. وأكد الرئيس الأمريكي أيضا علي أن المساعدة الإنمائية لأفريقيا ستكون في مصلحة الولاياتالمتحدة نفسها، قائلا أن طبقة متوسطة عريضة في هذه القارة من شأنها أن تترجم إلى "سوق هائلة لبضائع الولاياتالمتحدة". فتعتقد إدارة أوباما أن إنشاء مصادر كهرباء موثوق بها سيكون جزءا أساسيا من الجهود الرامية إلى تعزيز الطبقة الوسطى. ووفقا لتقديرات أيدتها إدارة الولاياتالمتحدة، سيتطلب تنفيذ الخطة حوالي 300 مليار دولار، وذلك لإتاحة الطاقة الكهربائية لجميع الأفارقة جنوب الصحراء بحلول عام 2030. وتضمن الولاياتالمتحدة أن القارة سوف تتلقى سبعة مليارات دولار على مدى السنوات الخمس المقبلة. وسيتم تقسيم هذا المبلغ بين ست دول هي: كينيا، إثيوبيا، غانا، ليبيريا، وتنزانيا، ونيجيريا، بغية إستخدامها في إستكشاف وإستغلال احتياطيات المنطقة الكبيرة من النفط والغاز المكتشفة حديثا، فضلا عن تطوير قدرتها على توليد الطاقة المتجددة من مصادر الطاقة الحرارية الأرضية، والطاقة المائية، وطاقة الرياح، والطاقة الشمسية.