لم يكن العامري فاروق وزير الدولة لشئون الرياضة، يعلم أن سقوطه، بسقوط لائحته، وبالتالي سقوط هيبته، سيكون علي يد أعز الأصدقاء، والأخير هو من قاد معركة اللجنة الاوليمبية المصرية والأندية في حربها المقدسة ضد لائحة العامري حتي تم إسقاطها بالضربة القاضية القاتلة. كانت اللجنة الاوليمبية الدولية قد أرسلت الاثنين الماضي خطاب شديد اللهجة إلي وزير الرياضة تطالبه بعدم تطبيق لائحته، والالتزام بالميثاق الاوليمبي، ومنحته مهلة من الوقت تقدر ب 6 أشهر لمراجعة لائحته بما يتوافق مع اللوائح الاوليمبية الدولية، وهو الخطاب الذي كان بمثابة فرمان من اللجنة الاوليمبية بإيقاف كل الانتخابات التي كان من المزمع إجراؤها في كل الأندية وعلي رأسها الأهلي والزمالك، لحين تعديل اللوائح. وحذرت اللجنة الاوليمبية الدولية العامري من إجبار الأندية علي إجراء الانتخابات وفقا للائحة التي اقرها في 15 مايو الماضي.. ملوحة بتطبيق عقوبات علي الرياضة المصرية تصل لحد تجميد كل الأنشطة الرياضية المصرية علي جميع الأصعدة، قاريا وإقليميا ودوليا وعالميا، علي غرار العقوبات التي فرضت علي عدد من الدول، وأخرها الهند والكويت. ويجبر خطاب اللجنة الاوليمبية الدولية العامري فاروق على إسقاط لائحته بالكامل، ووضع لائحة تتوافق مع لوائح الميثاق الأوليمبي، وأهم لوائح هذا الميثاق عدم تدخل الحكومة في النشاط الرياضي، وأن تكون صلاحية التدخل الوحيدة في يد الجمعيات العمومية للاتحادات والأندية. وبالعودة إلى حكاية الصديق الذي قتل الوزير، ونقصد قتل لائحة الوزير ، فأننا نتحدث عن محمد فضل الله مستشار اللوائح والقوانين الرياضية، والذي كان أقرب الأصدقاء إلي قلب وعقل العامري فاروق، وقت أن كان الأخير عضوا في مجلس إدارة النادي الأهلي ، وحتي الأيام الأولي لجلوس العامري علي كرسي الوزارة. وكان محمد فضل الله المستشار الخاص الذي استعان به العامري فاروق ومن ثم النادي الأهلي في حربه ضد لائحة المهندس حسن صقر، والذي كان أول من طالب بتعديل اللوائح واقر بند ال 8 سنوات ، ومع جلوس العامري علي كرسي الوزير ، جلب معه صديقه الصدوق محمد فضل الله ليكون مستشارة القانوني، ومستشار وزارة الرياضة بحكم خبراته الكبيرة في اللوائح والقوانين الرياضية الدولية. وفي البداية سعي العامري إلي تطبيق اللوائح التي كان ينادي بها وقت أن كان عضوا في مجلس إدارة النادي الأهلي ، وأهمها إسقاط لائحة حسن صقر، إلا انه، أي العامري، ومع جلوسه علي الكرسي تعرض لضغوط كبيره من جانب جماعة الإخوان المسلمين، والذين طالبوا بل اجبروه علي تطبيق وتفعيل لائحة حسن صقر، رغم أن اللجنة الاوليمبية الدولية سبق لها وان اعترضت رسميا علي لائحة صقر، وخاطبت في 15 أغسطس من العام 2008 رئيس مجلس الوزراء المصري وقتها احمد نظيف بشأن إلغاء اللائحة وعدم اعتمادها، إلا أن حكومة نظيف وقتها تجاهلت الخطاب، وهو ما أغضب اللجنة الاوليمبية الدولية، وعادت لتذكر العامري فاروق بتلك الواقعة في خطاب ثاني أرسلته مع الخطاب الأول، وتنشر "الأهرام العربي" صورة من الخطابين مع الموضوع. المهم أن العامري فاروق أُجبر علي تطبيق لائحة صقر بفرمان من جماعة الإخوان المسلمين التي فرضت عليه مستشارين، ورطوه في لائحة مخالفة، وهو ما دفع محمد فضل الله للانسحاب من منصبه كمستشار قانوني للوزير، بعد أن حذر العامري فاروق كثيرا من تبعات الاستماع إلى مستشاريه الجدد الذين فرضوا عليه، قبل أن ينقلب محمد فضل الله علي العامري فاروق رسميا، وهو الخلاف الذي كشف من خلاله محمد فضل الله ثغرات في 35 بندا في لائحة العامري، بل وحرض اللجنة الاوليمبية المصرية والأندية علي اللجوء للجنة الاوليمبية الدولية والاتحادات الرياضية الدولية لإسقاط اللائحة، وقد كان.. لتعود الرياضة المصرية إلي نقطة الصفر، في انتظار قانون جديد ولوائح جديدة تنظم العلاقة بين الاتحادات والأندية مع وزارة الرياضة في ظل تراجع دور الوزارة. كانت "الأهرام العربي" قد توقعت، بل أكدت حدوث أزمة كبيرة في ساحة الرياضة المصرية، وخرجت في عددها الصادر في الأول من الشهر الجاري، تتناول كواليس الحرب الأهلية علي جثة الرياضة المصرية، مع اندلاع حرب السلطة بين العامري فاروق، والمستشار خالد زين رئيس اللجنة الاوليمبية المصرية، وتحت عنوان "حرب أهلية لتدمير الرياضة المصرية". كما لعب اللواء منير ثابت، شقيق سوزان مبارك ، دورا كبيرا في إسقاط لائحة العامري مستغلا وجوده كعضو في اللجنة الاوليمبية الدولية، والأهم أنه مراقب رسمي من قبل اللجنة الأوليمبية الدولية علي الرياضة المصرية، والمنصب الأخير هو ما مكنه من مخاطبة اللجنة الاوليمبية الدولية بشأن التدخل الحكومي في شئون الرياضة، وأكبر دليل علي دوره ووجوده أن نسخة من الخطاب الذي أرسلته اللجنة الأوليمبية الدولية للعامري فاروق الاثنين الماضي تم إرساله إليه بصفته الدولية. وعلمت "الأهرام العربي" أن اللواء منير ثابت استغل وجوده في تركيا ، لحضور دورة العاب البحر المتوسط المقامة حاليا هناك ، للضغط علي اللجنة الاوليمبية في الرد علي تقريره بشأن التدخل الحكومي في الرياضة المصرية ، ونجح بالفعل في استعجال الرد ، وإسقاط لائحة العامري ، بل انه تطوع بإبلاغ وسائل الإعلام المصرية بالأمر حتي قبل أيام من وصول الخطاب الرسمي من قبل اللجنة الاوليمبية الدولية ، وخلال جلساته مع المسئولين سواء الأجانب أو المصريين كان شقيق سوزان مبارك يؤكد قدرته علي إسقاط اللائحة التي وضعها العامري بفرمان وضغوط من الإخوان المسلمين كما يؤكد هو وكل المسئولين في اللجنة الاوليمبية المصرية.