يبدو أن حرص عدد من الفضائيات العربية علي لفت الأنظار إليها وجلب ثقة الناس لن ينتهي، فبين الحين والآخر نسمع عن أن إحدى الفضائيات نالت لقب الأفضل من خلال استفتاء أو دراسة لقياس نسب المشاهدة، ومؤخرا أعلنت قناة الجزيرة القطرية عن خبر يقول إنها لا تزال تتصدر القنوات الإخبارية العربية من حيث نسبة المشاهدة بناء على دراسة أعدتها مؤسستان متخصصتان في الإعلام ونشرت وكالة الصحافة الفرنسية هذا الخبر ثم تراجعت الوكالة الفرنسية بعد أن اكتشفت أن الدراسة التي استند إليها خبر "الجزيرة نت"، لا وجود لها أصلا، ولا أساس لأي دراسة مشتركة مما قالت إنها تمت بين شركتي أبحاث منفصلتين كليا هما "ايبسوس" و"سيجما" ، في حين أن معهد إيبسوس الذي قيل إنه أجرى الاستطلاع أكد أنه لا يجري تحقيقات سوى في 11 من بلدان الشرق الأوسط وإنه لم يجر أي استطلاع مشترك مع أي معهد آخر حول نسبة المشاهدة للقنوات العربية. من ناحية أخري أكدت مصادر داخل شبكة الجزيرة أنها متمسكة بما أعلنته عن كونها الأفضل عربيا طبقا لدراسات معترف بها. البعض يري أن تضارب الأخبار في هذا الشأن مرتبط بما يقال عن تراجع نسبة مشاهدة شبكة الجزيرة الإخبارية في الوقت الراهن بسبب مواقفها السياسية التي يقال أنها منحازة لأطراف معينة علي حساب أطراف أخري وهناك من يري أن ارتباط الناس بالأخبار قل خاصة أنها أصبحت تحاصره في كل مكان وخاصة في مواقع التواصل الإجتماعي وبالتالي قل تراجعت نسبة مشاهدة الفضائيات الإخبارية . كانت مجلة الأهرام العربي قد نشرت مؤخرا تحقيقا عن سبب تراجع قناة الجزيرة في مصر وأكد بعض خبراء الإعلام مثل الدكتورة هويدا مصطفي أن هذا يرجع للسياسة التحريرية التي تنتهجها قناة الجزيرة مباشر مصر والتي أثرت علي مشاهدة قناة الجزيرة. أخيرا يبقي السؤال الأهم وهو هل يقيس المشاهد العربي نجاح أي فضائية من خلال الإستفتاءات والدراسات أم أن مضمون ما تقدمه هو الفيصل للحكم عليها؟.