ذكرت تقارير لبنانية محلية اليوم الأربعاء أن عدد من سجلوا أسماءهم بعد دعوة رجل الدين اللبناني السني أحمد الأسير مساء أمس الأول للجهاد ضد القوات السورية تجاوز ال300 شخص . وقال الأسير لصحيفة "النهار" اللبنانية: "حذرنا منذ بداية الثورة مرارا من خطورة التدخل الميداني في سورية، الآن بدت واضحة للجميع خطورة هذا الأمر، لكن للأسف الدولة لم تبال ولم تتحمل مسؤولياتها، وهي عاجزة حتى عن مجرد القول إن التدخل العسكري لحزب الله في سورية سيشكل خطرا على السلم الأهلي في البلد". وأضاف "لذا أفتينا بوجوب الجهاد ضد النظام المجرم في سورية، وأعلنا عن تأسيس كتائب المقاومة المسلحة. لم نعد نستطيع أن نصم الآذان ونبقى مكشوفين أمنيا أمام العدو الإسرائيلي، وأمام سلاح حزب الله الذي يقتلنا في لبنان وفي سورية". وأردف "لن نبقى بعد اليوم مكتوفي الأيدي، وهذا القرار كان له صدى جيد عند أنصاري كافة، ولاسيما منهم الذين كانوا سجلوا أسماءهم للتطوع في كتائب المقاومة وعددهم أكثر من 300 شخص". وأشار الشيخ إلى أن "إنشاء كتائب المقاومة، يتطلب وضع استراتيجية بدأنا بالعمل عليها وتتضمن تسجيل أسماء المتطوعين وإقامة دورات تدريب وتسليح". من جانبه، حث الرئيس اللبناني ميشال سليمان مواطنيه على تجنب التورط في الصراع في سورية. ودعا سليمان إلى عدم السماح بإرسال أسلحة أو مقاتلين الى سورية وعدم السماح بإقامة قواعد تدريب داخل لبنان، لافتا الى أن "ذلك ليس فقط التزاما وتطبيقا لإعلان بعبدا وسياسة عدم التدخل في الشأن السوري، ولكن ايضا لتحصين الوحدة الوطنية اللبنانية وتجنيب العيش المشترك اي اهتزاز او اضطراب". ويصر حزب الله على أن مقاتليه يدافعون عن اللبنانيين الذين يعيشون عبر الحدود في سورية. وقد احتدم القتال في الأيام القليلة الماضية في مدينة القصير، القريبة من الطريق السريع الذي يربط العاصمة السورية دمشق بمحافظة حمص بوسط البلاد. واتهمت المعارضة حزب الله بإعلان الحرب على الشعب السوري من خلال القتال بجانب قوات الأسد. والتزمت الحكومة اللبنانية الحياد إلى حد كبير خلال الحرب السورية المستمرة منذ عامين، إلا أن هذا لم يمنع امتداد أعمال العنف إلى لبنان. وفي سورية قتل مسؤول حكومي في هجوم على سيارته في دمشق، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا). وزعمت الوكالة أن محمد عبد الوهاب، وهو مسؤول كبير في وزارة الكهرباء، قد اغتيل بواسطة ارهابيين. في غضون ذلك، دمرت إحدى مآذن المسجد الأموى، المدرج في قائمة اليونسكو كموقع للتراث، في القتال بين القوات الحكومة والمسلحين، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقالت سانا "في اعتداء إرهابي جديد على دور العبادة فجر إرهابيون من جبهة النصرة اليوم إحدى مآذن الجامع الأموي الكبير في حلب ما أدى إلى إلحاق أضرار كبيرة بها". وذكر مصدر مسؤول لسانا أن "إرهابيين من جبهة النصرة قاموا بتفخيخ المئذنة والباب الجنوبي للجامع بكميات من المواد شديدة الانفجار قبل أن يعمدوا إلى تفجيرهما في اعتداء جديد على الجامع الأموي الكبير". وأوضح المرصد أن قوات الأسد ومسلحي المعارضة يقاتلون من أجل السيطرة على قاعدة جوية رئيسية بالقرب من حلب. وأضاف أن مسلحي المعارضة يسيطرون على بعض المباني داخل مطار منغ. ويعد الاستيلاء على القاعدة الجوية أمر بالغ الأهمية بالنسبة للمسلحين لتعطيل طرق الإمداد لقوات النظام. من جهة أخرى، أدانت الحكومة السورية اليوم جماعة من المعارضة السورية بإختطاف مطرانين ولا يزال مكانهما غير معروف على الرغم من تقارير سابقة تفيد بأنه تم تحريرهما. وقالت وزارة الخارجية السورية إن هناك جماعة مسلحة بقيادة شيشانية تابعة ل"جبهة النصرة" اعترضت يوم الاثنين الماضي سيارة كانت تقل المطران بولس اليازجي، من الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية و المطران يوحنا ابراهيم من الكنيسة السريانية الأرثوذكسية، على طريق مدينة حلب، وأقتادتهما إلى مكان غير معلوم. وذكرت وكالة الأنباء السورية في رسالة أرسلتها إلى منظمة الأممالمتحدة، إن سورية مصممة على مواجهة تلك المنظمات المسلحة "الارهابية" التي تستهدف وحدة اراضي البلاد.